تحت رعـايـة نـيـافـة الحــبــرالجـلـيـل الأنـبـا مــارتـيـروس,أسقـف عـام كــنـائـس شــرق الـسـكــة الحــديــد, انــطـلـق كــورس اللاهـــوت العـقـائــدي الذي نظـمـه اجـتـماع الكاروز للخـدام والخـادمات, بـكــنيـــسة الـشهـيـد العـظيــم مـارجــرجــس أرض الجـنـيـنـة، تحت إشــراف الـقـس بــولا حـنـا, والأستـاذ قـلـدس زكـى,أمـيــن عـام الـتـربـيـة الكـنـسية ،وذلك خلال شهــر يونيــة 2024, يوم الجمعة من الساعة السابعة مساءا حتى الساعة التاسعة مساءً.

جـاء بــرنـامــج الكــورس كالتالي :- المحاضرة الأولى:تناقش القضايا الخـلافـيــة مع البــروتــسـتانـت وقام بالـقـائها الأسـتــاذ نـشــأت فــرحات – الخادم باجتماع الكاروز بــ كنيسة مارجرجس أرض الجنينة – المحاضرة الثانية بعنوان:الإرثــوذكســيــة .. الكـاثــولـيكيــة هـل هــي صـــراع ؟! ..أم آراء متـشــددة؟! .. أم أفــكـارغــريبـة؟! وســـوف يلـقيـها أســرة خــدام الكاروزالجـمـعـة القادمــة بتاريخ14 / 6/2024.

حيث ألقى المحاضـــرة الأولى الأستـــاذ نــشــأت فــرحــات باجتماع الكاروز، والذي أشــار في مـعـرض حـديـثـه إلـى وجــود اخـتــلافات بين العقيدة الأرثوذكسية والطوائف الأخــرى ومع ذلك نحن نحبهم لكن لانتبع عقائــدهــم وتعاليمهم، موضحــا خـطــورة هــذه التعاليــم الخاطئه.

وقام بتفنيد بعض التعاليم الخاطئة وأثارها على العقيده السليمه.. مستشهدا بالكتاب المقدس “إن كان أحـد لايأتيكم، ولا يجيء بهذا التعليم، فلا تقبلوه في البيت، ولا تقولوا له سلام.(2يو 10:1) ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن “أناثيما”!(غلا 8:1).

السيد المسيح ســلم مهمة التعليم للآباء الرسل

وقال:دافع كثيرمن الآباء عن ســلامــة العقيده الارثوذكسيه أمثال القديس أثناسيوس والبابا ديسقـورس والباباكيرلس وأباءكثيرين،مشيراالى ان السيد المسيح ســلم مهمة التعليم للآباء الرسل، إذ قال لهم:”إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم … وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به” (مت19:28-20). ومنذ حلول الروح القدس يوم الخمسين بـدأو كرازتهم في اورشليم ثم بعد ذلك الي أقاصي الارض، وقال لهم أيضًا:”إذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها” (مر15:16)، ولم يقل لعامة الناس، مؤكـدا ان هــذا التعليم الصحيح كان يتسلمه الآباء الأساقفة الأول من الرسل مباشرة، ليسلموه لأجيال أخرى أمينة على التعليم، فينتقل من جيل إلى جيل وان الكنيسه لها أيمان مستقيم منذ الرسل في العالم كله.

وشــدد على أن الكنيسة حــريصة جــدًا في عصورها الأولى، منذ أيام الرسل،على سلامة التعليم، حفظًا لسلامة الإيمان. وهكذا يقول القديس بولس الرسول لتلميذه القديس تيطس أسقف كريت: “وأما أنت فتكلم بما يليق بالتعليم الصحيح” (تيطس 1:2)،منوها إلى أن الكنيسه في العصر الأول أطلق عليها لقبان الجامعه (كاثوليك) المستقيمه الإيمان (أرثوذكسي) فكانت تسمي الكنيسة الكاثوليكيه الأرثوذكسية جامعة رسولية مستقيمة الإيمان.

وقال:إن الكنيســة انتشرت في كل أنحاء العالم حسب وعد السيد المسيح إلى اقاصي الارض (اوربا بولس الرسول – أفريقيا مرقس الرسول…..) وأصبح لكل كنيسة كرسي رسولي بالإضافة الي الكرسي الرئيسي بأورشليم كلها لها إيمان واحد تجمعهم المحبة ، وكانت تحافظ جاهـــدة على دوام وحدتها فما أن تقوم بدعة لتبلبل الأفكار وتصدع بناء الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية كنيسة الله، حتى يهب أساقفة الكنائس وينادوا بضرورة عقد اجتماع عام للنظر في البدعة ومبتدعها ويصدروا أحكامهم فيها ليعيدوا تثبيت الحقائق الإيمانية الأولى. مستطردا:بعد مجمع أفسس حدث أول انشقاق في الكنيسة حيث خرجت كنيسه المشرق الاشورية او الكنيسه السريانيه الشرقية أو الكنيسة الكلدانية الكنيسه النسطوريه وهي كنيسه نسطوريه (تذكر نسطور في ليتورجيتها وصلواتها وترفض إلى الآن لقب والدة الإله.

وأوضح،أن الاختلاف بــدأ بمجمع خلقيدونية (451م) الذي يعتبر أول خطوة في طريق الانشقاق. في القرن الخامس الميلادي (اوطاخي) حدث انقسام حول طبيعة السيد المسيح وانقسم العالم المسيحي إلى قسمين: الكنيسه الشرقيه (الارثوذكس) غير خلقدونيه (طبيعة واحدة مشيئة واحدة) كنيسة الإسكندرية ومن اتبع خطواتها كالسريان والأرمن وغيرهم الذين ظلوا متمسكين بقرارات المجامع الأولى ومعتقدات أثناسيوس وكيرلس في طبيعة المسيح وهي الطبيعة الواحدة (أي اتحاد اللاهوت والناسوت بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير) حافظوا على نفس التقليد القديم المسلم من الرسل,والكنيسه الغربيه (الكاثوليك) خلقدونيه (طبيعتين ومشيئتين) أدخلوا بعض معتقدات جديده وأنقطعت الزيارات والحوارات بينهما يضم كنيسة رومية وكنيسة القسطنطينية،حيث اضطهد قياصرة القسطنطينية الكنيسة المصرية وحاولوا بشتى الطرق أن يثنوا الكنيسة المصرية عن إيمانها ولكن باءت محاولاتها بالفشل وأخيراً أرسل أولئك الأباطرة بطاركة من قِبلهم إلى الإسكندرية ليحلوا محل البطاركة الأقباط وعرف أولئك البطاركة المعينين من قِبل الملك بالبطاركة “الملكيين”بهذا أصبح في مصربطريركان أحدهما يختاره الأرثــوذكس الأقباط والآخــريرسله القيصر ليكون بطريركاً للملكيين ، مشيرا إلى أن الكنيسه الخـلـقـدونـيـه حــدث بها بعض الانحرافات وحدث بينهما انشقاق (1054م) القرن 11حــول انبثاق الروح القدس وانقسمت إلى كنيستين: الكنيسه القسطنطينيه (روم ارثوذكس) الكنيسه اليونانيه الشرقيه.

كماأوضــح إن البروتستانت نفسها فصلت عن الكنيسة الكاثوليكية (كنيسة روما الكاثوليكية اللاتينية الغربيه) ، وأن هــذا الانفصال أدى بالبروتستانتية إلى رفض شاملٍ لحياة الكنيسة الرســـولية منها: رفض المجامع المسكونية السبعة والمجامع المحلية وتعاليم الآباء والرسل ورفض للتقليد الكنسي المقدس الذي هـــو حياة الروح القدس الساكــن في قلوب المسيحيين بالإضافة إلى رفض لحياة الصلاة والنسك التي تطورت عبر العصور ولحياة الرهبنة والنسك، رفضٍ للأسرار الكنسية ورفضٍ للإيمان بقداسة القديسين بالشركة معهم وبالشفاعة،رفض لإيمان الكنيسة الرســــولية بقداسة مريم العذراء ومكانتها (والدة الإله الكلية القداسة الدائمة البتولية) وشفاعتها.

قائلا:كان نتيجة لروح الانشقاق هــذه التي سادت الكنائس إن تفشت الفوضى وأصبح كل فرد لا يعجبه نظام الكنيسة التابع لها ينشق مكوناً كنيسة جديدة باسمه وهكذا قــد جنحت الكنائس البروتستانتية إلى التعدد شيعاً وطوائف تحصى بالمئات.

وأضاف:بــدأت الكنيسة البروتستانتية تغزو العالم بالإرساليات التبشيرية (بناء مستشفيات ومدارس وكنائس لنشر الفكر البروتستانتي الاهتمام بتعليم البنات) وكذلك بضغوط سياسية غزا الكاثوليك العالم (الحمله الفرنسيه..)جاليات أجنبية دخول مصر مع الحملة الصليبية سنة 1219 م مشيرا الى الكنيسه القبطيه الارثوذكسيه (قبطية هناك أقباط كاثوليك) وقبطي تعنى(مصري) (ارثوذكسيه هناك خلقدونيين“روم ارثوذكس“) وأرثوذكسي تعنى (مستقيم الرأي)، مشددا على ان العقيدة الارثوذكسيه ثابته لها تاريخ مبني علي دم شهداء وأصلها رســولي ، وأن إثبات العقيدة السليمة من خلال أحاديث السيد المسيح المدونة بالأناجيل الأربعة ومن خلال أقـــوال الآباء الرسل (سفر الأعمال رسائل بولس الرسول رسائل الكاثوليكون، وأقـوال آباء الكنيسة على طول التاريخ حتى إلى الاستشهاد للمحافظه علي الايمان الارثوذكسي السليم (المجامع). مستشهدا بقول أحد الباحثين أن نعد نقط الاتفاق مع البروتستانت أسهل من أن نعد نقط الاختلاف.

وتطـرق في معـرض حـديـثه خــلال المحـاضــرة الى عـدة نـقـاط أهمها: خلافات الكنيسة البروتستانتية في العقيدة والإيمان:- الأسرار الكنسية – التقليد والتسليم الرســولي – الكهنوت – عــدم إكرام القديسين وشفاعتهم – دوام بتولية العذراء – انبثاق الروح القدس- وخــلافات في الطقوس، وفي النظام الكنسي:- الايقونات والصور – الاتجاه نحو الشرق – لا يستخدمون كتب طقسية، مثل: القطمارس، و الابصلمودية، صلوات اللقان، طقس السجدة، و طقوس البصخة و الشعانين، والطقوس التي تصاحب كل سر من أسرار الكنيسة،خلافات أخرى:- التبرير بإيايمان والخلافات في أســـرار الكنيسة السبعة.

وتـرى الكنيسة البروتستانتية أن الخلاص يأتي من خلال الإيمان الفردي في المسيح والقراءة الشخصية للكتاب المقدس ، وليس من خلال الأسرار أو الأفعال الطقسية، وتعترف بفريضتان (ليس اسرار) هما المعمودية والعشاء الرباني (المعروف أيضًا باسم الشركة)، على أنهما أسسها المسيح، وترى أن المعمودية ليس سرًامقدسًا بل علامة يجوزممارستها بالرش أو التغطيس.وليس لها علاقة بمغفرة الخطايا ولا تتم على يــد كاهـن وذلك بحسب العقيدة البروتستاتية، كما تنكر شفاعة الملائكة السيدة العذراء والقديسين يؤمنون بشفاعة السيد المسيح الكفارية فقط ، كما تنكر لقب والدة الإله وشفاعة السيدة العذراء وينكرون دوام بتوليتها أو تخصيص أعياد أو تذكارات خاصة بها ، ولا صلاة على الموتى ،فلا يطلبون الرحمة لنفس الميت، ولا النياح له، كل ما يحدث أن يدخل جثمان الميت إلى الكنيسة، لتقرأ بعض الفصول وتلقى العظه،لمجرد تعزية أســـرة المتوفى، أو للاستفادة من الموت،ولكن لا يصلون مطلقًا من أجل الميت، ولا يطلبون مغفرة، ولا يسألون الله من أجل أبدية هذا الذي انتقل.

وتعـتـقـد الكنيسة البروتستانتية بأن المجيء الثاني على يأتى على دُفعات منها مجيء السيد المسيح ليملك ألف سنة على الأرض يكون فيها الشيطان مقيدًا. ويسود فيها السلام،ويرعى فيها الحمل مع الأسد ثم الدينونة ، فضلا عن اعتقادهم بالطبيعتين والمشيئتين في السيد المسيح وينادون أن للمسيح طبيعتين طبيعة بشرية(اكل – شرب – تعب …) و طبيعة إلهية (إقامة الموتى والمعجزات) ، بينما تؤمن الكنيسة القبطية ، أن طبيعة السيد المسيح اللاهوتية و طبيعته الناسوتية متحدتان في طبيعة واحدة هي طبيعة الكلمة المتجسد (طبيعة واحدة من طبيعتين) ونؤمن أن السيد المسيح كامل في لاهوته،وكامل في ناسوته، وأن لاهوته لم يفارق ناسوته، لحظة واحدة ولا طرفة عين، لذلك لا نتكلم مطلقًا عن طبيعتين بعد الاتحاد، هذا التعبير الذي بسببه رفضنا مجمع خلقيدونية سنه451م، و يؤمنون بعقيدة الاختيار تعنى مُحاباة للأبرار وظلمًا للأشرار وحاشا لله أن يكون هكذا – تلغي حرية الإرادة.لقد خلقه الله حرًا هو الذي يختار مصيره – تلغي عمل النعمة لأن الاختيار محتوم، ومن جانب الله، وهذه إرادته – كيف يختار الله إنسانًا للعقاب، ثم يعاقبه؟ أين العدل في هذا؟ بل أين المحبة أيضًا، إن كان الله يختار أناسًا للعذاب الأبدي ويؤمنون بأنه لا وجود للرهبنة في البروتستانتية،وان كل رتب الخــدام متزوجون، ولا يستخدمون رشم الصليب.

وفيما يتعلق بشـــروط الوحــده مع الطوائف أكد أن الكنيسة كان لها إيمان واحد (مدة 450 سنه) حتي مجمع خلقيدونية لابد للرجوع الى هذا الايمان لكي تتم الوحدة وان كنيستنا كنيسه تقليدية رسوليه استلمناها من السيد المسيح ومن الآباء الرسل وتسلسلت من جيل إلى جيل ، نحن الكثيرين جسد واحد من أجل اشتراكنا في الخبز الواحد ممكن الاشتراك مع الجميع في اعمال المحبة والرحمة دون المساس بالعقيدة ودعونا ننظر إلى تقليد الكنيسة الجامعة وتعاليمه وايمانها الذي هو من البدايه وأعطاه الرب وكرز به الرسل وحفظه الآباء (اثناسيوس الرسولي) وهو الواحد القادر أن يوحد الكنيسة فتكون بحق واحدة وحيدة جامعة رسولية.

مختتما:بقول الكتاب المقدس فى رسالة بولس الرسول إلى أهل افسس: “رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة”،(أف 5:4) لابد من وحده الإيمان أولا ولا مجاملة في الإيمان والعـقيــدة.