سلوكات عديدة تظهر خلال يوم أداء سنة العيد أي يوم “النحر”، دون الاستفسار عن حكمها الشرعي المنصوص عليه إما في كتاب الله تعالى أو السنة النبوية أو الإجماع بين الفقهاء، الأمر الذي يحدث نقاشا تختلف من خلالها الآراء والمواقف التي تتطلب تدخل أصحاب الاختصاص من أجل الحسم فيها.
وبعد ذبح وسلخ أضاحي العيد يتجه شباب بعض الأسر المغربية إلى بيع جلودها لأصحاب الشاحنات والعربات التي تجوب شوارع المدن المغربية من أجل تجفيفها في دور الدباغة، حيث يتراوح ثمن هذه العملية التجارية تقريبا بين 20 و30 درهما، الأمر الذي يخرج عن الطبيعة المعتادة دينيا، في حين تفضل بعض العائلات أيضا عدم توجيه جزءا من هذه الأضحية إلى الصدقة، الشيء الذي يطرح تساؤلات كثيرة حول “صحة هذه السلوكات دينيا”.
في هذا الإطار، أكد مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق، على أنه “يجب التعامل مع عيد الأضحى على أنه عبادة، إضافة إلى التكافل والتضامن والتعاون بين المواطنين، علما أن إلغاء هذه الشعيرة يسبب أزمة خانقة على عدة أصعدة”.
وأضاف بنحمزة، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “شروط الذبيحة معروفة وعلى الإنسان أن لا يضحي بالشيء الهزيل، لأنها صدقة موجهة إلى الله سبحانه وتعالى، إضافة إلى ضرورة تخصيص جزء من الأضحية للصدقة”.
وأوضح رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق، أن “الناس يخرجون عن الطبيعة عندما يقومون ببيع جلود الأضحية أو أي عضو من أعضائها، وإنما يجوز التبرع لمن في حاجة إلى ذلك”، مشيرا إلى أن “هذه سنن وليس فرائض كبرى لذلك لا يجب التضييق على الإنسان”.
وأردف أنه “يجب معرفة أن الأضحية لا يجوز بيعها بعد الذبح وإنما يجوز التبرع بأعضائها وتوزيعها بنية الصدقة، لأنه هناك أحاديث نبوية تتحدث عن هذا الأمر، رغم الاختلاف الموجود في مقدارها”، مضيفا أن “المسلم يأكل من الأضحية بعضها ويصدق بعضها حسب الحاجة”.