ط.غ
ما صدر عن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بينيامين نتنياهو، من حمل لخريطة العالم العربي وإظهار الصحراء مفصولة عن المغرب، أعاد إلى الواجهة ملف التطبيع وأشعل النقاش حول مالاته وسيناريوهاته المستقبلية في ظل الحرب التي تدور رحاها الطاحنة على الشعب الفلسطيني.
نتنياهو في خرق لما بصم عليه واعترف به ذات يوم من دعم لسيادة المغرب على الصحراء، عاد ليتراجع من خلال إطلالته على قناة فرنسية، أرسل رسائله السياسية إلى من يهمهم الأمر في الشرق وأقصى الغرب، في إقرار بأن أمواج التطبيع بين تل أبيب والرباط اصطدمت على صخرة “قواعد الاشتباك الدبلوماسي” في ملفي القضية الفلسطينة والحرب على غزة بالإضافة إلى الصحراء المغربية.
الابتزاز السياسي الإسرائيلي أو لعبة عض الأصابع مع المغرب، ظهرت بوضوح خلال شهر أكتوبر من العام الماضي، حينما استقبل نتنياهو، رئيسة الوزراء إيطاليا، جيورجيا ميلوني، حيث ظهرت خلال الإستقبال خريطة العالم في مكتب نتنياهو، تظهر الصحراء مفصولة عن المغرب، وهي الخرائط التي لم تتغير كما ادعى رئيس وزرا إسرائيل في إقراره السابق بمغربية الصحراء.
السابع عشر يوليوز 2023، توصل الملك محمد السادس برسالة من الوزير الأول الإسرائيلي، بينيامين نتنياهو، مفادها “قرار الإعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء المغربية”، وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن تل أبيب ستتخذ موقفا في كافة أعمال وثائقها حكومتها ذات الصلة.
مشددا في ذات الرسالة أنه سيتم إخبار الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع بلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية بهذا القرار، كما أعلنمت تل أبيب “دراستها إيبجابيا فتح قنصلية لها بميدينة الداخلة”.
ومنذ أن أعلنت إسرائيل الحرب على قطاع غزة المحاصر، عبر المغرب عن استنكاره “للاستهدافات الإسرائيلية العسكرية اليومية التي تطالهم في أرواحهم وممتلكاتهم وبيوتهم، منبها صراحة إلى حدوث انتهاكات ممنهجة وواسعة النطاق لمتطلبات حقوق الإنسان وأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني.
وبعد أيام من الحرب، قامت الخارجية الإسرائيلية بإجلاء طاقم مكتبها للاتصال بالعاصمة الرباط، بعدما جمدت جميع أنشطتهم القنصلية والدبلوماسية.
وبينما ظل التطبيع الدبلوماسي يراوح مكانه، عمق الجانبان الإسرائيلي والمغربي جانب التعاون العسكري، من خلال عمل الرباط على زيادة قدراته المحلية لتصنيع الأسلحة وتحديث ترسانته وتوسيع استخدام التكنولوجيا الإسرائيلية. فإلي حدود الساعة ما يزال السلاح الإسرائيلي “المتطور والثقيل” يجد طريقه السريع نحو المغرب.