ما تزال ارتدادات قضية حمل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لخريطة المغرب مبتورة، متواصلة، وتجر وارءها نقاشا ساخنا حول مآلات والسيناريوهات المستقبلية للتطبيع لم يبرح مكانه على المستوى الدبلوماسي.
في السياق، أشارت صحيفة “لوموند” الفرنسية، إلى إنه على الرغم من أن استفزاز نتنياهو للمغاربة بالخريطة “قد يكون غير مقصود”، إلا أنه يأتي في وقت يشير فيه مراقبو العلاقات الثنائية إلى “انهيار” التطبيع بين المغرب وإسرائيل، بعدما تزايدت الإشارات الدالة على ذلك منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وتثبت الصحيفة فكرة “انهيار التطبيع” بين المغرب وإسرائيل، بأن الدبلوماسية البرلمانية بين البلدين وصلت إلى “طريق مسدود”، وتوقفت الاجتماعات الحكومية، ولا تزال الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين معلقة.
وتورد أن التبادلات الاقتصادية لا زالت مستمرة بين المغرب وإسرائيل، لكن هذه المرة “من دون دعاية”، إلى جانب التعاون العسكري، الذي يشكل قلب التقارب بين الرباط وتل أبيب.
وفي الخميس الماضي، عرض بينيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بمناسبة حلوله ضيفا على قناة تلفزيونية فرنسية، خريطة تتضمن المغرب مفصولا عن أقاليمه الجنوبية، مثيرا بذلك جدلا كبيرا، خاصة أن الأمر سبق أن تكرر في أكتوبر الماضي، حيث جرى عرض خريطة مشابهة في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إبان استقباله نظيرته الإيطالية وذلك في استفزاز مباشر يخص الوحدة الترابية للمملكة.
نتنياهو الذي كان يتحدث عن الوضع في الشرق الأوسط هم بعرض خريطة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أمام شاشات الكاميرا، وقال: “انظر هذه هي خريطة العالم العربي باللون الأخضر، وإسرائيل هي هذه النقطة الصغيرة باللون الأحمر، وباللون الأسود إيران التي تريد أن تغزو كل الشرق الأوسط ثم تهاجم أوروبا ومعها فرنسا”، قبل أن يضيف أن “الشيء الوحيد الذي يمنعها من ذلك هي إسرائيل، التي صنعت السلام مع مجموعة من الدول العربية؛ فبعد مصر والأردن أقمنا السلام مع المغرب والسودان والبحرين ونريد توسيع هذا السلام فيما تريد إيران العكس”.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان نشره بالعربية إن “إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء نتانياهو اعترفت رسميا بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية في العام 2023”.
وأشار مكتب بنيامين نتانياهو في بيانه إلى أن الخريطة التي استعملها “قديمة وقد قدمت إلى رئيس الوزراء قبل لحظات من بدء مقابلته مع قناة فرنسية”، مؤكدا أن “سياسة إسرائيل غير قابلة للتأويل ولم تتغير – إسرائيل تعترف بسيادة المغرب على الصحراء المغربية”.