للمرة الثالثة على التوالي فضلت الخارجية المغربية إلى حدود اللحظة عدم الرد على خرجات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ظهر من جديد وفي يده خريطة ورقية تحمل خريطة المملكة المغربية مبتورة بدون صحرائها، وكأنه يحاول الرد بشكل مستفز على مواقف المملكة الداعمة للقضية الفلسطينية.
وأثارت تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال اللقاء الإعلامي الذي تم بثه على قناتي “LCI” و”TF1″ الفرنسيتين غيظ المغاربة، حيث سبق له أن قام بنشر ورفع خريطة المغرب دون أقاليمه الجنوبية والتي تحظى باعتراف رسمي من قبل تل أبيب عبر رسالة رسمية وجهها نتنياهو إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس في يوليوز 2023.
ولا زالت الخارجية المغربية تتحفظ بخطوة الرد على زلات “المسؤول العبري”، الذي يعاني من ضغوط شعبية داخل وخارج إسرائيل بسبب شنه حربا ضروسة على فلسطين منذ السابع من أكتوبر الماضي والتي تعتبر الأخطر في العصر الحديث، رغم الدعوات التي وجهتها هيئات دولية وعلى رأسها محكمة العدل الدولية بوقف الهجمات العسكرية الموجهة ضد أطفال ونساء فلسطين.
تعليقا على هذا الموضوع، قال خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية، إن “الخارجية المغربية إلى حد الآن لم ترد على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب الخريطة المبتورة، علما أن هذا الأخير الذي قتل آلاف المسلمين في غزة ويشن حربا غير مسبوقة في العصر الحديث يقوم بالفعل وينفيه”.
وأضاف الشيات، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “هذا الأمر يحتاج ردودا كثيرة وليس ردا واحدا، لأن نتنياهو يعبر عن توجهات تياره السياسي التابع له والمتسم بالتطرف، وربما أن سلوكيات نتنياهو تعبر عن مواقف المغرب الثابتة في حق القضية الفلسطينية وأيضا الشعب الفلسطيني”.
وتابع المتحدث عينه أن “المغرب دائما يندد بالاعتداءات التي كانت تطال مسجد الأقصى وأيضا الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة وباقي المدن الفلسطينية، وأيضا ثبات على مواقفه منذ الأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في السابع من أكتوبر الماضي”.
وأشار الأستاذ الجامعي إلى أنه “من المنتظر أن ترد الخارجية المغربية بأشكال مختلفة، لأن نتنياهو يهدد مسارات السلام المضمنة في إتفاقية أبرهام، وهذا واضح حيث يعمل ضد المسارات الطبيعية التي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل”، مؤكدا على أن هذا الأمر “ليس مع المغرب وحده وإنما مع جميع الحلفاء”.