رغم بوادر انفراج أزمة طلبة الطب التي بدأت تظهر، خاصة بعد إعلان عدد من كليات الطب والصيدلة بالمغرب تأجيل امتحانات الدورة الربيعية، التي كانت مبرمجة ابتداء من اليوم الإثنين، إلا أن هناك تخوفات من عدم توصل الأطراف المعنية بهذا الملف الشائك لحل يرضي الجميع، وبالتالي الوقوع في منحدر “السنة البيضاء” والتخبط في تداعيات هذا الإجراء.
ويعتبر “الاكتظاظ” من بين المواضيع التي تشغل بال نقابات التعليم العالي داخل البلاد، علما أن هذه الظاهرة تعد من بين المواضيع المطروحة سلفا على طاولة التنظيمات النقابية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، من أجل البحث وايجاد حلول جدية لحلحلة هذا الملف.
في هذا الإطار، قال رضى شروف، طبيب وعضو الأمانة العامة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إن “اللجوء إلى سنة بيضاء هي كارثة بالنسبة لقطاع التعليم الجامعي بالمغرب وخاصة طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، إذ هناك مخاوف من الزيادة في عدد الطلبة وحدوث اكتظاظ في السنة المقبلة، علما أن هذا الاشكال مطروح منذ سنوات طويلة وليس وليد اللحظة”.
وأضاف شروف، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “المدرج الجامعي يتسع لحوالي 400 طالب وطالبة”، مشيرا إلى أن “جامعات الطب تضم حاليا حوالي 700 طالب، وهذا الأمر يطرح تساؤلات كثيرة حول مصير الطلبة الحاليين وأيضا المقبلين على ولوج دراسة هذه الشعبة التي تعيش فترة صعبة”.
وتابع المتحدث عينه أن “إحالة الطلبة على المجالس التأديبية غير معقول وخاصة في الظرفية الحالية، لأن الإضراب حق مشروع منحه الدستور المغربي لجميع المواطنين دون استثناء”، مشددا على أن “معاقبة طلبة الطب يعتبر تعسفا في حقهم وفي حق القانون”.
وأردف القيادي النقابي أن “دخول الحكومة أو الوزارتين المعنيتين في هذا الصراع يعد أمرا عقيما لا يعطي إضافة أو جديدا للقضية المطلبية، وتعقيد المشاكل يخدم مصالح الجامعات الخصوصية”.
وخلص شروف، إلى أنه “رغم اجتياز طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان الامتحانات الربيعية لا يغير شيئا في الموضوع، لأنهم تقريبا منذ بداية السنة الحالية لم يستفيدوا من الدروس المسطرة في المذكرات الوزارية”، مضيفا: “على الحكومة الجلوس مع الطلبة على طاولة الحوار من أجل إيجاد الحلول المناسبة”.