فتيات البرشا يخطفن الأضواء في مهرجان كان بجائزة الفيلم التسجيلي
فتيات البرشا يخطفن الأضواء في مهرجان كان بجائزة الفيلم التسجيلي
وزيرة الثقافة:
الفوز إنجاز مهم للسينما المصرية, ويعكس موهبة المخرجين المصريين
رئيسة المجلس القومي للمرأة تشيد بفكرة العمل وتسليط الضوء علي القضايا المجتمعية مثل الزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات وغيرها من القضايا
بنات البرشا من صعيد مصر إلي جائزة مهرجان كان.. عنوان تصدر الصحف الدولية والمحلية, بعد حصول أول فيلم مصري تسجيلي علي جائزة العين الذهبية بمهرجان كان السينمائي بفرنسا, وسط احتفاء وأفراح كبير بصعيد مصر, بعد نجاح سبع فتيات في تحدي الجمود وكسر الخوف بتقديم مسرح في شوارع قرية البرشا التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا, للتوعية بقضايا تمس حياتهن مثل الختان والزواج المبكر والتحرش والعنف ضد المرأة وتغيير الصورة الذهنية تجاه المرأة.
وفوز فيلم رفعت عيني للسما جاء كدلالة علي حجم تأثير الفيلم وملامسته قلوب النقاد والجمهور بسرده, وكذلك قصته الملهمة التي تدور في إحدي قري الصعيد, حول فرقة من الفتيات من قرية برشا بعنوان بانوراما برشا, وتخصصن في تقديم فن درامي وغنائي وفولكلوري بجرأة, رغم التحديات الصعبة اللاتي يتعرضن لها, والواقع الرافض لمجرد التفكير في أن تخوض المرأة تحديا لإثبات وجودها, أو أن تعبر عن مواهبها عن طريق الفن ومسرح الشارع.
وتتكون فرقة بانوراما برشا من الفتيات: ماجدة مسعود, هايدي سامح, مونيكا يوسف, مارينا سمير, مريم نصار, ليديا هارون, ويوستينا سمير مؤسسة الفرقة.
وحظي الفيلم بإعجاب النقاد علي الصعيدين المحلي والعالمي, ونال ثناء هائلا من كبار الصحف العالمية, مثل صحيفة لوموند الفرنسية, وفرايتي الأمريكية, وسكرين دايلي البريطانية.
وحقق صناع فيلم رفعت عيني للسما إنجازا جديدا للسينما المصرية والعربية, بعد النجاح اللافت الذي حققه الفيلم في الدورة 77 من مهرجان كانو وهذا إنجاز آخر جديد يضاف إلي رصيد المرأة العربية في عالم السينما, عن فوز الفيلم المصري للمخرجة ندي رياض وأيمن الأمير, بجائزة أفضل فيلم وثائقي في المهرجان مناصفة مع الفيلم الفرنسي إرنست كول, ليصبح أول فيلم مصري يحصل علي تلك الجائزة المهمة عبر تاريخ مهرجان كان.
واحتفلت يوستينا سمير مديرة فرقة بانوراما برشا وقالت في تدوينة لها: الله الله علي الأخبار الحلوة دي, أفضل فيلم تسجيلي في مهرجان كان, بانوراما برشا أول عرض لينا في الشارع كان محكمة القرية 2014 فاكرة يومها كمية الإهانات إللي وصلتنا, 2024 بانوراما برشا في مهرجان كان تعويض ربنا كبير قوي لينا بجد.. رفعت عيني للسما.
وتم إنتاج الفيلم من قبل المخرجين أنفسهم لشركة فلوكة فيلمز Felucca Films, وشارك في إنتاجه مارك إيرمر وكلير شاسان لصالح شركة Dolce Vita Films, وMette-Ann Schepelern لصالح شركة Magma Film, وحصل الفيلم علي دعم عدة مهرجانات سينمائية خلال رحلة صنعه, ومنها مؤسسة البحر الأحمر السينمائي.
سنوات عمل الفيلم
وقال مخرج العمل أيمن الأمير عن استغراق الفيلم رحلة من 6 سنوات من أجل تصويره, وكشف أنه تواجد مع المخرجة ندي رياض في قرية برشا في المنيا طوال هذه المدة من أجل تصوير رحلة تحقيق بطلات الفيلم وفتيات فرقة بانوراما برشا لأحلامهن الخاصة, وكشف أن الفرقة كانت تحاول التعبير عن الأزمات والقضايا التي تواجه الفتيات في المجتمع بطريقة مسرحية وتفاعلية وكذلك يحاولن تحقيق أحلامهن في ممارسة الفن.
استطرد حديثه قائلا: البطل الأساسي في نجاح القصة للفيلم هي الثروة البشرية الممكنة في صعيد مصر والطاقات الموجودة والمشاعر الإنسانية التي في الفيلم لمست الناس.
وعن موقف الفيلم من العرض في مصر وتحديد الموعد, أجاب الأمير: لم يتم حتي الآن تحديد موعد عرض الفيلم في مصر, وسوف نبدأ بالطرح عبر المنصات الرقمية وسنعلن عن الموعد قبلها بوقت كاف, ولن نكتفي بالعرض الرقمي فقط, لكن نريد أن يتم العرض أيضا عبر شاشات التليفزيون, لأن الفيلم يحمل قصصا ملهمة ويستحق أن يعرض داخل كل بيت مصري.
وأضاف: أهم شيء أن يعرض الفيلم في الصعيد عبر قصور الثقافة ليحظي بحلقات نقاشية حول القضايا أو الموضوعات التي تناولها وغيرها التي تمس الفتيات والتي عبر عنها الفريق.
وعن تحديات العمل قال الأمير: إن أكثر تحدي مواجهة أهالي القرية بالأسئلة حول العمل والتصوير, خاصة في وجود غرباء معهم, وهذا أمر طبيعي للغاية, وكنا حريصين دائما علي التعايش معهم والقرب منهم, لأن فترة التصوير كانت تستدعي بناء ثقة وأمان بيننا وبين أهالي القرية كونه أخذ 6 سنوات وانتهت هذه النقطة بمجرد فهمهم لطبيعة العمل والتصوير وكيفية صناعته.
قالت المخرجة ندي رياض: رأينا الفتيات يعرضن في الشارع, شعرنا بانبهار, ورأينا بنات في سن صغيرة, يعرضن عروضا ذات قيمة فنية عالية, ويناقشن فيها موضوعات شخصية, ذات رؤية فنية عالية, وفي 2018 طلبن منا أن نعرض أفلامنا هناك, وأهم شيء بالنسبة لهن أن يعرضن الفيلم في مصر, وتحديدا في الصعيد وقصور الثقافة ولكن جاءت جائزة كان لتفوق طموحاتهن.
وقد سبق للمخرجان ندي رياض وأيمن الأمير عرض فيلمهما الروائي القصير فخ بمهرجان كان في عام 2019, وحصل علي تنويه خاص من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نفس العام, كما عرض فيلمهما التسجيلي نهايات سعيدة عام 2016 بمهرجان أمستردام الدولي للأفلام التسجيلية.
القومي للمرأة يشيد بالجائزة
وتقدم المجلس القومي للمرأة بالتهنئة وأعربت الدكتورة مايا مرسي عن سعادتها وفخرها بالنجاح الكبير الذي حققه الفيلم وحصوله علي الجائزة ليكون بذلك أول فيلم مصري يفوز بالجائزة منذ تأسيسها, وأشادت رئيسة المجلس القومي للمرأة بفكرة العمل ودورهن في تسليط الضوء علي العديد من القضايا المهمة مثل الزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات وغيرها من القضايا المهمة.
وضع مصر علي الخريطة العالمية
وجهت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة التهنئة لفريق عمل الفيلم التسجيلي المصري رفعت عيني للسما, وأكدت وزيرة الثقافة أن هذا الفوز إنجاز مهم للسينما المصرية, ويعكس موهبة المخرجين ندي رياض وأيمن الأمير, وقدرتهما علي تقديم عمل فني إبداعي يتناول قضايا إنسانية مهمة بطريقة مؤثرة. وقالت الوزيرة: إن هذا الفوز يعزز مكانة مصر علي خريطة السينما العالمية, ويؤكد قدرة السينما المصرية علي المنافسة بقوة في الحافل الدولية.
حفيدات إيزيس
وكتب الدكتور خالد منتصر: مبروك حفيدات إيزيس مصر الحقيقية, البنت المصرية الواثقة من نفسها إللي مش خجلانة من أنها بنت ولا بتعتبر نفسها خطيئة ورافضة تصنيفها حلوي مكشوفة تخيلوا الذباب معرفش يجيب جوايز هناك وهن.. إللي كسبوا..
وعلق الناقد الكبير طارق الشناوي علي فوز الفيلم قائلا: مبروك للسينما المصرية هذا الإنجاز العظيم الذي تحقق بأقل إمكانيات في بيئة فقيرة, وتفوق علي أفلام تنفق فيها الملايين, وهو ما يؤكد أن الصعيد يحتاج للاهتمام وكشف المواهب, وهو جزء من مواجهة الجهل والتطرف, ودعا إلي تكريم هذا الفريق, وتقديم هذا الفيلم داخل قصور الثقافة والسينما.
ريش فيلم فاز في كان
يذكر أنه قبل سنوات احتفت قرية دير البرشا ونفس الفريق بفوز فيلم ريش الحائز علي الجائزة الكبري بمسابقة أسبوع النقاد في مهرجان كان عام 2021, وكانت بطلة الفيلم سيدة من القرية تدعي دميانة نصار حنا, الشهيرة بـأم ماريو 39 سنة, ربة منزل, وطفلين من أبناء القرية أيضا.