يبدو أن المواقف المبدئية التي أعلنت عنها المملكة المغربية خلال الآونة الأخيرة تجاه ما يحدث من جرائم حرب ضد الفلسطينيين تسببت في رد الفعل غير المدروس الذي صدر اليوم عن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي عاد إلى ممارسة لعبة الاستفزاز ضد المملكة المغربية، بعد أن ظهر خلال لقاء له مع قناة "إل سي إي" الفرنسية وهو يحمل خريطة مسيئة للوحدتها الترابية.
الحادث خلق حالة من الغضب الشديد بين المغاربة الذين طالبوا خلال تعليقات لهم على الحادث بمواقع التواصل الاجتماعي بالتراجع عن الاتفاق الذي جمع بين البلدين والذي بمقتضاه استأنف المغرب العلاقة مع تل أبيب مقابل اعتراف أمريكي إسرائيلي بمغربية الصحراء.
وليست هذه المرة الأولى التي يقوم بها رئيس وزراء الاحتلال المهدد بالمتابعة من طرف المحكمة الجنائية الدولية بسبب ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العدوان المستمر على غزة، إذ سبق له أن قام بالفعل ذاته خلال استقبال رئيسةَ وزراء إيطاليا جورجا ميلوني بعدما برزت خريطة المغرب منقوصة.
وأمام حالة الغضب التي أثارها الموقف سارعت خارجية الاحتلال الإسرائيلي آنذاك على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيته ليئور بن دور في بيان لها إلى التأكيد أن الخريطة قديمة وأن الحادث غير مقصود، وقال إن “الخريطة التي كانت في مكتب رئيس الحكومة هي خريطة قديمة لا تمثل بأي حال من الأحوال موقفنا الصريح تجاه هذا الموضوع".