قرار جريء، ذاك الذي اتخذه الناخب الوطني وليد الركراكي، باستبعاد لاعبي الدوري المحلي، من القائمة النهائية، التي ستشارك في المعسكر التدريبي المغلق، بمركز محمد السادس لكرة القدم بالرباط، استعداداً لمباراتي زامبيا وجمهورية الكونغو، المقررتين في 7 و11 يونيو المقبل، لحساب الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات بطولة كأس العالم، التي تستضيفها أميركا وكندا والمكسيك، عام 2026.
واكتفى المدرب، وليد الركراكي بتوجيه الدعوة فقط، لحارس نادي الجيش الملكي، مهدي بنعبيد، في وقت استبعد فيه أسماء أخرى، على غرار الظهير الأيمن لنادي الوداد الرياضي، أيوب العملود، وقائد الفريق العسكري، ربيع حريمات.
وفي دفاعه عن هذا القرار، أوضح الركراكي، خلال المؤتمر الصحافي، أول أمس الثلاثاء، أن استبعاد لاعبي الدوري المحلي من خوض مباراتي زامبيا والكونغو، يعود أساسا إلى “قناعات شخصية”، مشددا على أنه لن يوجه الدعوة إلى أي لاعب، لإرضاء الجماهير، أو أشخاص بعينهم.
ويرى متتبعون للمنتخب الوطني، أن فشل الأندية الوطنية في المسابقات الأفريقية، وخروجهم مبكرا من دوري أبطال أفريقيا، باستثناء لاعبي نهضة بركان، الذين لم يتركوا أيضا بصمتهم في مسابقة كأس الكونفيدرالية الأفريقية لكرة القدم، أحد أبرز الأسباب، التي دفعت المدرب، وليد الركراكي، إلى الاعتماد على المحترفين، الذين يلعبون في صفوف بعض الأندية الأوروبية والعربية، إضافة إلى عوامل موضوعية أخرى، من أبرزها تألقهم في الدوريات الأوروبية، وتتويجهم مع أنديتهم بألقاب وكؤوس قارية ومحلية، كما أن الأداء الفني للاعبي الدوري المحلي أقل بكثير مما يقدمه المحترفون خارج المغرب.
ومن بين الأسباب التي جعلت الركراكي، يعتمد على محترفي الدوريات الأوروبية في تشكيلة المنتخب الوطني، ضعف المستوى الفني للبطولة الوطنية في السنتين الأخيرتين، خصوصا بعد هجرة عدد من المواهب الصاعدة إلى أوروبا، من أجل مواصلة مسيرتهم الاحترافية.
كما أنه لا أحد يختلف على أن لاعبي البطولة الوطنية لا يستطيعون مثلا منافسة سفيان أمرابط، وعز الدين أوناحي، وحكيم زياش، وإبراهيم دياز، وغيرهم، لكن رغم ذلك فإن المشاركة الأخيرة للمنتخب الوطني في نهائيات أمم إفريقيا بالكوت ديفوار، أبانت أهمية العمل على إيجاد حل وتوليفة مناسبة بين لاعبي البطولة واللاعبين المحترفين، وهذا هو التحدي الأكبر، وليس فقط الاعتماد على لاعبين “جاهزين” من خارج البطولة الوطنية.
