يواصل النظام الحاكم بالجزائر استغلال ريع البترول والغاز الطبيعي، لكسب مواقف سياسية معادية لمصالح المغرب، ومؤيدة لمواقفه في النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وفي كل مرة، تحاول الجزائر استغلال أزمات الطاقة التي يشهدها المجتمع الدولي لضرب مصالح المغرب في قلب عملية استفادة الأوروبيين من الغاز الطبيعي الجزائري، وهذه المرة مع دولة سلوفينيا.
فبعد توقيع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس وزراء سلوفينيا روبرت غولولب على عدة اتفاقيات بين البلدين منها عقد بين شركة الطاقة الجزائرية سوناطراك وشركة جيوبلان السلوفينية لتوريد الغاز الطبيعي، تم إقحام موضوع الصحراء المغربية.
هذا الإقحام لموضوع الصحراء المغربية، تجلى في تصريح رئيس وزراء سلوفينيا الذي اعتبر أن هناك “تطابق لوجهات نظرهما حول العديد من المسائل الراهنة لاسيما حق الشعوب في الحرية وتقرير مصيرها”، في إشارة لما تطالب به الجزائر من استفتاء لتقرير المصير لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وسبق للجزائر أن هددت أيضا إسبانيا بورقة الغاز، إذ بعد إعلان إسبانيا مساندتها للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، حاولت ثنيها عن هذا الموقف، وقامت بإغلاق خط أنابيب الغاز الرابط بين المنطقة المغاربية وأوروبا، وهو ما استدركه الاقتصاد الإسباني بالانفتاح على أسواق جديدة.
وفي تعليقه على إشهار النظام الحاكم بالجزائر ورقة البترول والغاز لضرب مصالح المغرب، أكد أستاذ العلاقات الدولية خالد شيات، أن ورقة “ريع البترول والغاز” التي تشهرها الجزائر لكسب مواقف سياسية خاصة في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، هي “سياسة أبانت عن فشلها تماما باعتبارها في أحسن الأحوال عملية مرحلية بالنسبة للدول التي تتعامل مع الجزائر”.
وأضاف شيات، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن الدول الأوربية يمكن أن تقترب من الجزائر في حالة وجود مصلحة آنية في مرحلة من المراحل، مبينا أنه “عندما تنتهي هذه المصلحة تعود هذه الدول إلى مواقفها التقليدية والطبيعية”.
وتابع أن هذا الأمر حدث مع العديد من الدول من بينها إسبانيا وفرنسا، مستدركا: “حتى وإن كان الأمر لم ينضج بشكل كبير مع باريس غير يتجه إلى مستوى معاكس لما تريده الجزائر “.
واعتبر شيات، أن تعويل الجزائر على “ريع الغاز والبترول” في سياستها الدبلوماسية يؤكد أنها “واهمة”، مشيرا إلى أنه رغم أن الدول في حاجة لهذه الطاقة من غاز وبترول، غير أنه مصدر متنوع ويمكن أن تكون له منافذ متعددة على مستوى التوريد بالنسبة لهذه الدول.
وخلص شيات، إلى أن “المغرب يبقى جذابا على المستوى الاستراتيجي لمجموعة من الدول خاصة تلك التي تريد انفتاحا على إفريقيا وتريد تصورات وأطروحات مرتبطة بالجانب المستقبلي، وهي أشياء أكثر قيمة من مجرد أخذ بعض براميل من البترول أو أمتار مكعبة من الغاز “.