تحتفل رهبنة الأخوة الأصاغر الفرنسيسكان بزيارة رفات القديس فرنسيس الأسيزي لمصر ، وذلك بعد ٨٠٠ سنة منذ الزيارة الأولى لمصر والتي كانت عام ١٢٢٤ م ، وكان القداس الافتتاحي للزيارة يوم ٢٣ ، ويستمر برنامج الزيارة حتي يوم الأحد ٢ يونيو .

وبهذه المناسبة قدم النحات ” ساهر العامري” – المعيد بقسم النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا – تمثالاً للقديس فرنسيس الأسيزي والذي كشف لنا تفاصيله قائلاً : تم ترشيحي بواسطة صديق لي وهو المخرج المسرحي ماهر مجدي وهو المسئول عن مسرح الحياة بالفرنسيسكان والذي قام بتقديمي الأب مراد مجلع والأب فريد كامل لأقوم بتنفيذ تمثال للقديس و علمت بوجود مقترح للفرنسيسكان يدور حول حول كيفية استقبال رفات القديس القادمة من إيطاليا ، وكيف سيتم عرضها على الشعب ، فكان الاقتراح هو عمل تمثال .

ويتابع : بالفعل تواصلت مع الأب فريد كامل و الأب مراد مجلع ، وكان هناك حديث حول كيف سيكون شكل التمثال .. وما هو فكرهم .. وما هي الطريقة التي سيتم بها تنفيذ التمثال .. حتى وصلنا الصورة النهائية التي نفذ بها التمثال .
يحكي الفنان “العامري”: أصعب مرحلة مرت بنحت التمثال كان هي شكل القديس ، وذلك لأن القديس فرنسيس الأسيزي لا توجد له صورة رسمية أو أساسية يتم الاعتماد عليها ، وإنما كل ما نشر هو مجموعة لرؤي فنانين قاموا بتقديم صورة للقديس من وحي رؤيتهم .
ويتابع : لذلك قمت بجمع صور للقديس فرنسيس حتى أستوحى منها تفاصيل عريضة لشكله ، وقمت بالبحث عن الأعمال التي نفذت قبل ذلك من فنانين في إيطاليا ، ومع الوقت وضعت تصورًا خاصًا بي لشكل القديس فرنسيس الأسيزي ،
وبالفعل قمت بتنفيذ نموذج مصغر لتمثال والذي أردت أن أركز فيه على روحانية القديس ، وبساطته مع الابتسامه ، وحركة الرأس وبعض التفاصيل التي مرت على القديس خلال حياته على الأرض .

ويقول : عندما تم عرض نموذج التمثال علي الآباء شعرت بالسعادة بسبب التعليقات التي انهالت على التمثال ونال إعجابهم و طلبوا مني عمل تجويف داخل التمثال حتى يتم وضع الذخيرة و رفات القديس به القادمة من إيطاليا ، وكان ذلك من ضمن خطة نحت التمثال .
وقال النحات ” ساهر العامري” : بالفعل قمت بعمل التمثال بحجم ٥٥ سم ، ومن خامة الـ Pla+ البوليستر وتم وضع عليه طبقة من الفايبر ، و لونته باللون المحروق ، وهذا اللون قمت استلهمته من الزي الفرنسيسكاني ، بالإضافة إلى عمل تجويف مزركش لوضع الرفات به و أخيرًا خرج التمثال بهذا الشكل .
اما عن الرفات فقال” ساهر العامري” : إن هذه هي المرة الثانية لقدومها لمصر من إيطاليا ، وأول مرة كانت عام ١٢٢٤ م ، والمرة الثانية هذا العام ، أي بعد ٨٠٠ سنة منذ أول زيارة ، وتم استقبالها وستطوف مصر كلها وأماكن الفرنسيسكان . و قد تم توزيع نموذج مصغر لهذا الثمثال علي كل الحضور ليتباركوا به
سيرة القديس فرنسيس الأسيزي:

فرنسيس الأسيزي (١١٨١/١١٨٢ – ١٢٢٦ م) كان رجل دين كاثوليكي إيطالي، و مؤسس الرهبنة الفرنسيسكانية. وُلد في أسيزي بإيطاليا، وكان شابًا متأثرًا بالفخامة والرغبة في الشهرة والمال ومع ذلك، تحولت حياته تمامًا بعد تجربة روحية شديدة ، حيث تخلَّى عن كل شيء واعتنق الفقر والتواضع والخدمة للفقراء والمحتاجين .

أسس فرنسيس الأسيزي الطائفة الفرنسيسكانية ، التي انتشرت بسرعة في أوروبا وأصبحت واحدة من أكبر الطوائف الدينية في التاريخ. كان فرنسيس معروفًا بالتواضع العميق ومحبته للطبيعة والحيوانات. كما اشتهر بالمشاركة في جهود السلام والتسامح بين الشعوب والثقافات.

توفي فرنسيس الأسيزي في عام ١٢٢٦، وتم تقديسه بعد وفاته بفترة قصيرة نظرًا لتأثيره العظيم على العالم المسيحي والإنسانية بشكل عام. تُعد حياته وتعاليمه مصدر إلهام للكثيرين، ويعتبر من بين أعظم القديسين في التاريخ المسيحي .
يذكر ان الكنيسة اللاتينية استقبلت يوم الاثنين ٢٧ مايو رفات القديس فرنسيس الاسيزي بكنيستها بمصر الجديدة بازيليك السيدة العذراء. وقد ترأس المطران كلاوديو لوراتي بالقداس الالهي بحضور شعب الكنيسة بهذه المناسبة.