يبدو أن الجزائر منخرطة في ردود أفعالها تجاه كل مبادرة مغربية، لذا تعمل على تتبع خطى المغرب الدبلوماسية ومزاحمته في الدول الإفريقية التي تربطه علاقات وطيدة بها ومن بينها السنغال.
فالجميع يعلم عمق العلاقات المغربية السنغالية، ولعل أخر مؤشر على ذلك هو أن الملك محمد السادس، هو قائد الدولة الوحيدة من خارج المنطقة، الذي تمت دعوته لحضور حفل أداء اليمين الدستورية وتنصيب الرئيس المنتخب لجمهورية السينغال، باسيرو ديوماي فاي، والذي حضره رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ممثلا للملك، رفقة وزير الخارجية ناصر بوريطة.
وسعيا لمزاحمة المغرب بالسنغال، وصل وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، أول أمس الأربعاء، إلى العاصمة السنغالية داكار، مبعوثا خاصا للرئيس عبد المجيد تبون.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان، إن عطاف “يحمل رسالة خطية من الرئيس تبون إلى أخيه رئيس جمهورية السنغال، باسيرو ديومايي فاييه”.
وأضافت أن هذه الزيارة “تندرج في إطار الجهود الرامية لإضفاء حركية جديدة على العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين وتكريس ما يجمعهما من التزام مشترك للمساهمة في رفع التحديات المطروحة على الصعيد الإقليمي والقاري والاستجابة لتطلعات وطموحات أفريقيا في الأمن والاستقرار”.
وفي الوقت الذي تحاول الجزائر فتح صفحة جديدة في مسلسل دبلوماسيتها الخارجية وتجاوز عثراتها المتعددة مع دول الجوار من قبيل النيجر ومالي وغيرها، إلا أنه يبدو أنها تعمل بطريقة “انفعالية” على ما يقوم به المغرب من خطوات، بل أكثر من ذلك ترى في تفوق الرباط ونجاحها الدبلوماسي خطرا وتحديا وتريد أن تسوق على المستوى الداخلي بأنها تعيش نفس الحالة من الانتصار.