حضور لافت وغير مسبوق شهده المعرض الدولي للكتاب بمدينة الرباط، في دورته 29 الذي اختتمت فعالياته أمس الأحد، حيث تجاوز عدد الزوار حوالي 316 ألف شخص، بارتفاع حددت نسبته في 32 في المائة مقارنة مع الدورة السابقة، حسب إحصائيات ومعطيات قدمتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
المعرض الدولي للكتاب الذي حظي بحضور شخصيات وازنة من مختلف ألوان وأطياف المجتمع المغربي والعربي، شهد ولادة جديدة لجيل من الشباب حضروا لفعاليات هذا المهرجان الدولي للكتب والقراءة، مكسرين سيطرة وهيمنة الوسائط الإفتراضية على عالم المطالعة.
قلم ذهبي
في هذا الإطار، قالت جهان وريع، كاتبة وصاحبة كتابي “همة للقمة” و”غير النسخة القديمة”، إن “كتابي “همة للقمة” و”غير النسخة القديمة” هما كتب تحفيزية بأسلوب حواري بين الكاتب والقارئ، مبرزة أن “الكتاب الأول يقدم نصائح عملية وقصصا واقعية حول تحقيق الأهداف والتغلب على العقبات، والتقدم نحو الأمام دون أن يخسر الإنسان نفسه ومبادئه”.
وأما الكتاب الثاني، حسب تصريحات وريع، لجريدة “الأيام 24″، فإنه “يركز على الإيمان بقدراتنا الهائلة، وإعادة اكتشاف الذات، وتبني التغيير الإيجابي دون الاستعانة بوسائل غير مشروعة تحقق الربح السريع مقابل خسارة النفس، من خلال حوارات ملهمة وأسئلة محفزة”، مؤكدة أن الكتابين يهدفان لتحفيز القراء على التفكير الإيجابي والعمل بجد لتحقيق أحلامهم، مما يسهم في تحسين حياتهم وتطوير ذواتهم”.
وأبرزت الكاتبة المغربية أن “معرض الرباط لهذه السنة شهد إقبالا ملحوظا من الشباب واهتماما كبيرا بالكتب، مما يعكس تزايد الوعي الثقافي وحب القراءة بين الأجيال الجديدة”، مردفة: “بصفتي كاتبة، كنت راضية للغاية عن التفاعل الإيجابي الذي لاقته كتبي في المعرض. لقد كانت هذه زيارتي الأولى للمعرض ككاتبة، وكانت تجربة مميزة حيث التقيت بالعديد من القراء الذين أبدوا اهتماماً كبيراً بكتبي”.
“شعرت بالسعادة لرؤية الحماس والإقبال من الشباب على المعرض، مما يدل على أن هناك جمهورا متعطشا للمعرفة والتطوير الذاتي”، تقول المتحدثة ذاتها، لافتة إلى أن “الأجواء كانت مفعمة بالحيوية والنقاشات المثمرة حول الكتب”، وأعربت عن آملها في أن تستمر كتبها في جذب المزيد من القراء وأن تساهم في إلهام وتحفيز المزيد من الأشخاص لتحقيق أهدافهم وتطوير أنفسهم.
وخلصت وربع حديثها قائلة: “متفائلة بمستقبل القراءة في مجتمعنا، خاصة لما أراه بين تلاميذي من حب للقراءة، وأتطلع إلى المزيد من الفعاليات الثقافية التي تجمع الكتاب بالقراء”.
ليالي كوفيد 19
من جهته، يرى عبد العزيز كوكاس، الكاتب المغربي، أن “رسالة الوداع الأخيرة لفخامة الإمبراطور المعظم: كوفيد التاسع عشر، هو الكتاب الذي يحاول معالجة اسقاطات فيروس كورونا، إذ وضع التاريخ على حافة الانكسار، ونحن على عتبة الانتقال من زمن إلى زمان، بدليل على أنه اليوم نؤرخ لجميع الأحداث اليومية ما قبل وبعد كورونا”.
وأضاف كوكاس، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “فيروس كورونا لم يكن عاديا رغم عدم تصنيفه ضمن أخطر الفيروسات، لكنه جاء في زمن تميز بوجود وسائط تواصل الاجتماعي التي أعطت لهذا الفيروس سياقا سحريا، من خلال المحكيات والأخبار الزائفة التي رافقت هذا المرض المعدي”.
وتابع أن “هذا الفيروس جاء في سياق أن الإنسان أصبح يطمئن أنه سيد الكون، وسيطر عليه من خلال المنتجات العلمية أو التكنولوجيا وغير ذلك”، موردا أن “هذا الفيروس جاء ليزلزل هذه الثقة وأصبح حس الاطمئنان غير موجود”.
وأبرز أن “النقطة المضيئة والأكثر إشادة هي كثرة الزوار، حيث شهد المعرض على ولادة جيل جديد من القراء، إذ يعتبر فرصة للانتقال من الافتراضي إلى المكتوب”، مردفا أنه “نحن أمامنا الوقت الكافي لمصالحة الشباب مع القراءة والمطالعة، والابتعاد على العالم الافتراضي الذي شغل بال شباب اليوم”.
