وجهات سياحية خارجية متعددة باتت تسرق أنظار الأسر المغربية من أجل قضاء فترة عطلة الصيف، خاصة مع تنظيم وكالات الأسفار لـ”رحلات جماعية” إلى مجموعة من الدول الأوروبية، الأمر الذي يعتبره المواطن المغربي فرصة للانفتاح على ثقافات متعددة بأقل تكلفة.
وحسب بعض المراقبين، فإن إختيار غالبية الأسر المغربية من الطبقة المتوسطة قضاء العطلة الصيفية بالخارج وخاصة باسبانيا وفرنسا وتركيا والبرتغال راجع إلى الأسعار المعقولة التي تحددها الفنادق وباقي الخدمات المقدمة للسياح، في الوقت الذي تشهد فنادق المملكة المغربية أثمنة مرتفعة للمبيت مقارنة مع نظيرتها الغربية.
وعلى هذا النحو، فإن هذه المعطيات تفسرها الطلبات التي يضعها المغاربة عند القنصليات الأوروبية مع اقتراب فصل الصيف، من أجل الاستفادة من تأشيرة “شنغن” والتي قد تتجاوز في بعض الأحيان نصف مليون طلب (معطيات غير رسمية).
وتعليقا على هذا الموضوع، قال زوبير بوحوت، الخبير السياحي إن “ثلث ليالي المبيت التي تسجل في الفنادق المصنفة هي للسياحة الداخلية”، مشيرا إلى أنه “في 2019 قبل الأزمة أو في 2023 تجاوز حجم ليالي المبيت الإجمالي 25 مليونا، كما أن أول زبون للفنادق هو المستهلك المغربي وبعده السياح الفرنسيون”.
وأضاف بوحوت، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “رغبة السفر هي فطرة توجد بداخل الإنسان، وأنه على المستوى العالمي هنالك نسبة تُسافر داخل بلد معين ونسبة تفضل الاستجمام خارجه، وهذا الأمر ينطبق أيضا على المواطن المغربي”.
وتابع أن “هناك فئة من المغاربة أصحاب الدخل المحدود يفضلون قضاء العطل بإحدى المدن المغربية نظرا لامكانياتهم المتواضعة، في حين توجد فئة محسوبة على الطبقة المتوسطة تريد السفر إلى الخارج وهذا يدخل في إطار حرية المستهلك”.
وأوضح بوحوت، أن “المغاربة في الآونة الأخيرة يتوجهون إلى إسبانيا والبرتغال وأيضا إلى تركيا وماليزيا، وأغلبهم يؤكد على أن الأموال التي تصرف في مثل هذه الخرجات تكون أقل من الأموال التي تنفق على العطل التي يتم قضاؤها داخل مدن المملكة المغربية”، داعيا إلى “ضرورة تطوير العروض داخل المغرب من ناحية الخدمات من أجل جلب المواطنين المغاربة لقضاء العطل الصيفية”.
من جهته، يرى عمر بالهاشمي، مهتم بالشأن السياحي وصاحب وكالة أسفار مغربية، أن “قضاء بعض الأسر المغربية عطلتها بالديار الخارجية راجع لعدة أسباب من بينها أن الايواء مثلا باسبانيا أقل ثمنا مقارنة مع المناطق الشمالية بالمغرب أو أكادير أو مراكش”.
وأكد بالهاشمي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الفنادق في كل من مصر وماليزيا وتركيا والبرتغال أرخص من المغرب وهذا هو السبب الحقيقي الذي يجعل بعض العائلات تلجأ إلى استغلال الرحلات الخارجية عوض الاستمتاع بالعطلة في المغرب”.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن “وكالة الأسفار ليس لها أي دخل في تحديد توجه المواطنين المغاربة لقضاء عطلتهم الصيفية، وأن عملية العرض والطلب هي التي تحدد أسعار الخدمات المقدمة للمواطنين والسياح”.
وأبرز بالهاشمي، أنه “رغم الغلاء الذي تعرفه مختلف الخدمات، فإن المواطن المغربي دائما ما يستمتع بعطلته في مدن المملكة المغربية وخاصة بالمدن السياحية كأكادير ومراكش وطنجة وتطوان وغيرها”.