“صحة واحدة” .. هي طريقة مستدامة للعيش معًا على هذا الكوكب، ويمكن اعتبارها أسلوب حياة. يمكن للأفراد المساعدة في المساهمة بعدة طرق مختلفة من خلال ضمان بقاء الحياة البرية في بيئتها الطبيعية وعدم المشاركة في تجارة الحياة البرية؛ اتباع علاجات المضادات الحيوية الموصوفة من قبل المتخصصين في مجال الصحة واستكمال جرعتك على النحو الموصوف؛ من خلال ممارسة عادات صحية للحيوانات الأليفة والتأكد من تطعيم الحيوانات الأليفة؛ وتجنب وسائل النقل الكثيفة الكربون، ومحاولة المزيد من المشي أو ركوب الدراجات في الرحلات القصيرة.

في اطار هذا المفهوم للنهج الواحد للصحة دعت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بجنيف اليوم قادة العالم إلى زيادة الالتزام السياسي والعمل على الاستثمار في نهج “الصحة الواحدة” لمنع ومعالجة التهديدات المشتركة التي تؤثر على صحة ورفاهية البشر والحيوانات والنباتات. والبيئة معا.، وتنضم منظمة الصحة العالمية اليوم إلى المنظمات المجتمعية التي تحتفل بالحملة السنوية الثامنة “يوم الصحة الواحدة” لجذب الانتباه العالمي إلى أهمية نهج الصحة الواحدة. تعتمد صحة واحدة على فهم كيفية تأثير الإجراءات والسياسات البشرية على صحة الحيوان والبيئة. يوفر يوم الصحة الواحد للجميع فرصة لتثقيف أنفسهم بشأن الروابط بين صحة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة.

وتُعد الآثار الصحية لأزمة المناخ وتلوث المياه وسلامة الغذاء وزيادة تفشي الأمراض من بين أكبر التحديات التي تواجهها البشرية والكوكب اليوم. على سبيل المثال، يؤدي تلوث الهواء إلى وفاة 7 ملايين شخص، مع خسائر بقيمة 3 تريليون دولار أمريكي كل عام. وتؤدي القضايا المتعلقة بمقاومة مضادات الميكروبات إلى وفاة 5 ملايين شخص كل عام، مع خسارة اقتصادية متوقعة تصل إلى 100 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2050. ويبلغ الحجم المقدر للوفيات البشرية الناجمة عن مرض كوفيد-19، وهو مرض ناشئ حديثا، 6 ملايين بحلول عام 2022. ، مع خسائر اقتصادية تزيد عن 3.5 تريليون دولار أمريكي. لذلك دعت منظمة الصحة العالمية اليوم الى” يوم الصحة الواحد”

“صحة واحدة” هو نهج مثبت في صنع السياسات والتعاون بين القطاعات لمنع ظهور الأمراض الحيوانية المنشأ والأمراض المنقولة بالنواقل ومعاودة الظهور، مما يضمن سلامة الأغذية والحفاظ على الإنتاج الغذائي المستدام؛ والحد من حالات العدوى المقاومة لمضادات الميكروبات؛ ومعالجة القضايا البيئية لتحسين صحة الإنسان والحيوان والبيئة بشكل جماعي، من بين العديد من المجالات الأخرى. فهو يخلق فرصًا لتعبئة المجتمع بأكمله حتى يتمكن الأطباء البيطريون، والأطباء، وعلماء الأوبئة، وممارسو الصحة العامة، وخبراء الحياة البرية، وقادة المجتمع، والأشخاص من مختلف القطاعات من العمل معًا دون عزلة لمعالجة التهديدات الصحية الكبرى.

بالإضافة إلى إنقاذ الأرواح وتعزيز الرفاهية، توفر إجراءات الصحة الواحدة فوائد اقتصادية هائلة. وتشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والبنك الدولي إلى أن جهود “صحة واحدة” يمكن أن تعود بما لا يقل عن 37 مليار دولار أمريكي سنويًا للمجتمع العالمي. والاستثمار في One Health يتطلب أقل من 10% من هذا المبلغ. على سبيل المثال، من شأن نهج “الصحة الواحدة” للوقاية من خلال الحد من إزالة الغابات أن يولد فوائد إضافية تبلغ 4.3 مليار دولار أمريكي من انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وقال الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “إن نهج الصحة الواحدة منطقي في مجال الصحة العامة، والمنطق الاقتصادي، والمنطق السليم”. “من الواضح أنه لا يمكننا حماية وتعزيز صحة البشر إلا من خلال حماية وتعزيز صحة الحيوانات والكوكب الذي تعتمد عليه الحياة كلها. ونحن نرحب بالإجماع السياسي المتزايد بشأن “الصحة الواحدة” على مستوى العالم، ونحن ملتزمون بدعم البلدان لترجمة مفهوم “الصحة الواحدة” إلى عمل يحدث فرقاً.”

وبين المنظمات الدولية، يقود نهج “الصحة الواحدة” التعاون الرباعي بشأن “الصحة الواحدة”، الذي يضم منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية (WOAH). في أكتوبر 2022، أطلق الرباعي خطة العمل المشتركة للصحة الواحدة (OH JPA) (2022-2026)، كإطار للعمل من أجل تعزيز الصحة الواحدة وتوسيع نطاقها بشكل مستدام. علاوة على ذلك، سيتم إطلاق دليل لتنفيذ خطة العمل المشتركة في أوهايو على المستوى الوطني لتوفير إرشادات عملية للبلدان حول كيفية اعتماد وتكييف خطة العمل المشتركة في أوهايو في ديسمبر من هذا العام.