ما الذي ستخسره الدول الغربية بالدعم اللامحدود لإسرائيل؟


الدار/ افتتاحية

رفض ممثلو الدول الأوربية والغربية التي شاركت في قمة القاهرة الدولية للسلام الموافقة على إصدار بيان ختامي يتفق جميع المشاركين على بنوده للدفع نحو الضغط على إسرائيل من أجل وقف العدوان على قطاع غزة، والشروع في البحث عن حل سياسي. سفير الولايات المتحدة الأميركية بالقاهرة وممثلو بعض الدولة الأوربية مثل فرنسا وألمانيا أصروا على أن يتضمن البيان الختامي إشارة إلى إدانة حماس دون إدانة إسرائيل أو عدوانها على قطاع غزة في الوقت الذي تجاوز فيه عدد القتلى الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر الجاري أكثر من 4 آلاف قتيل نصفهم من الأطفال والنساء.

يحدث هذا بينما تغلي المجتمعات الغربية، في أميركا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول تضامنا مع الشعب الفلسطيني ومع سكان غزة الذين يئنون تحت وطأة القصف اليومي الذي لا يميز بين مقاتل ومدني، ولا بين ثكنة أو مسجد ولا بين مقر أمني وكنيسة أو مستشفى. هذا الإصرار الغربي على دعم إسرائيل في مخططها الهادف إلى القضاء على حركة حماس مهما كانت تبعات ذلك وكلفته البشرية والمادي التي سيدفعها سكان قطاع غزة، يمثل ضربة جديدة موجهة لسمعة ومصداقية هذه الأنظمة الغربية، التي تتبجح باستمرار بالدفاع عن حقوق الإنسان والحريات والمواطنة وحماية الإنسان من الاعتداءات التي يمكن أن يتعرض لها من أيّ جهة كانت.

بلد مثل فرنسا رفض ممثُّله في قمة القاهرة الموافقة على بيان ختامي يدين قتل المدنيين من الطرفين، لأنه لا يستطيع أن ينتقد حكومة نتينياهو اليمينية التي تورطت اليوم في حرب لا أحد يعلم كيف ستنتهي. هذا المسؤول الفرنسي هو نفسه الذي ما تفتأ بلاده ورئيسه يغردان باستمرار عن الحريات وحقوق الإنسان وضرورة حماية الإنسان أينما كان عندما يتعلق الأمر بصراعات أهلية في بعض الدولة العربية أو الإفريقية أو عندما يتعلق الأمر بتوظيف هذه الشعارات ضد بعض الدول التي تسعى إلى التحرر من ربقة الهيمنة الفرنسية ولا سيّما في دول غرب إفريقيا. لكن ماذا عن إرهاب الدولة؟ في القاموس الفرنسي لا يوجد هذا النوع من الإرهاب حتى ولو كان موجها ضد المستشفيات والمدنيين والأطفال والنساء الأبرياء.

لقد قدّمت جلّ الدول العربية ما بإمكانها من مبادرات سلام وخطط سياسية منذ عقود طويلة، كان آخرها وأهمها مبادرة السلام العربية التي صدرت في 2002 واقترحت الخطوط العريضة لحل القضية الفلسطينية. لكن الدعم اللّامحدود واللّامشروط الذي تقدمه القوى الغربية لإسرائيل في مواجهة الفلسطينيين عطّل التوصل إلى اتفاق نهائي يفرض على الطرفين التعايش معا تحت سقف دولتين مستقلتين تعيشان جنبا إلى جنب. لكن هذه المواقف الفرنسية والبريطانية والأمريكية المنحازة تماما للموقف الإسرائيلي تأتي في سياق دولي خاص يتميز باستمرار الصراع الغربي الروسي في الساحة الأوكرانية. الرواية الغربية التي حاولت منذ اندلاع هذه الحرب تقديم بوتين باعتباره ديكتاتورا مستبدا يغزو بلدا حرا ومستقلا ستكون أولى ضحايا الحرب على غزة، وأولى الروايات التي ستتعرّض للطعن في أعقاب حرب غزة.

الغرب يخسر اليوم رصيده المتبقي أمام شعوب الدول العربية ودول الجنوب والقوى الصاعدة التي تتأكد باستمرار تحت محك النزاع الإسرائيلي العربي ازدواجية المعايير التي تميز المواقف الغربية عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل ولو على حساب أمن واستقرار الفلسطينيين وسلامتهم الجسدية. ورصيد المصداقية المهزوز أصلا في الدول الغربية لا ينهار أبدا لدى شعوب المنطقة العربية بل حتى في أوساط الجاليات العربية والمسلمة التي تعيش في هذه الدول. وهذه الجاليات لم تعد رقما سهلا بل أضحت تشكل ورقة ضاغطة مؤثرة على الشأن السياسي الداخلي، لا سيما في دول مثل فرنسا وبريطانيا. هذا يعني أن هذه الأنظمة الغربية التي تصر وحدها على الدعم المجنون واللامشروط لإسرائيل إنما تغامر بمستقبل التماسك الاجتماعي في بلدانها. قد لا يكون ذلك واضحا اليوم أو مؤثرا، لكن ماذا سيحدث عندما سيختل التوازن الديمغرافي لصالح الجاليات العربية والمسلمة؟

المصدر: الداروم ع

تاريخ الخبر: 2023-10-22 12:25:50
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

القبض على حسام حبيب بتهمة ضرب شيرين عبدالوهاب - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-07-07 06:26:12
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 66%

تعرف على مواعيد قطارات الصعيد على خطوط السكة الحديد

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-07-07 06:23:48
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 40%

التشكيل الرسمى لمباراة أوروجواي ضد البرازيل في كوبا أمريكا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-07-07 06:23:47
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 45%

موعد مباراة الأهلي أمام الطلائع فى الدوري المصري والقناة الناقلة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-07-07 06:23:50
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 37%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

pendik escort
betticket istanbulbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info oslobet
Turbanli Porno lezbiyen porno
Anal Porno izle
ankara escort
deneme bonusu
levant casino
تحميل تطبيق المنصة العربية