فريق بي بي سي في غزة يروي لحظات موجعة لرؤية أقارب وأصدقاء له بين القتلى والجرحى

  • Author, عدنان البرش
  • Role, بي بي سي نيوز عربي - غزة

عشرات من القتلى والجرحى غمروا مستشفى الشفاء، قبل أن أُفاجَئ بمعرفة أنهم من جيراننا وأقربائنا وأصدقائنا.

لم أستطع أن أتمالك نفسي عن البكاء من قسوة المشهد، حتى أن زميلي المصور محمود العراجمة أصيب بالصدمة عندما كادت كاميراته أن تلتقط صورة لصديق مقرب له، كان قد وصل قبل دقائق للمستشفى.

لقد نجا صديق محمود من جروح خطيرة، ولكنه فقد غالبية أفراد عائلته.

وبينما كنا نواصل العمل على هذا التقرير، لم تكف صالة الاستقبال في مستشفى الشفاء عن تقديم العلاج لمئات الجرحى، فالمستشفى يمتلئ عن آخره.

في الداخل، صرخات ألم لا تنقطع، وفي ساحاته الخارجية، جثامين تنتظر حتى توارى الثرى.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • حرب غزة: "أين نختبئ من الموت القادم من السماء؟"
  • غزة: كيف تحقق فريق بي بي سي من هوية معالم رئيسية دمرها القصف في القطاع؟
  • ليلة في غزة :"حتى الشموع غير متوفرة"
  • ارتفاع أعداد القتلى والجرحى في غزة وسط أوضاع إنسانية صعبة وتصعيد مستمر

قصص مقترحة نهاية

"أبو محمد، لا تتركني وترحل"

بهذا النداء تستغيث طفلة فلسطينية مصابة بجروح بالغة بأحد أطباء مستشفى الشفاء، الذي لا تسع ثلاجات الموتى فيه العدد المهول من القتلى، جراء القصف الإسرائيلي على القطاع.

كحال جميع الأطفال الجرحى في المستشفى الرئيسي في مدينة غزة، لا تتوقف الصغيرة عن البكاء من شدة الألم وهول الصدمة، بعد تعرض منزلها لغارة إسرائيلية أفقدتها عددا من أقربائها.

التعليق على الصورة،

المصور محمود العجرمي مع صديقه الجريح

يهرول الأطباء لإنقاذ المصابين في المستشفى، مع إعطاء الأولوية للحالات الأكثر خطورة، فقد امتلأت أروقة وساحات المستشفى الرئيسي في مدينة غزة بمئات المصابين.

تقول لي آلاء عدوان، وهي تبكي من فرط الألم، وكانت ملقاة على ناقلة إسعاف، إن الأطباء قرروا تأجيل عملية جراحية كانت مقررة لها، لأن هناك "من هم أولى بالعلاج لأنهم في حالات خطيرة".

وعلى الجانب الآخر، تربت "أسماء أبو شرخ"، أم لأحد المصابين، على كتف سيدة مصابة، لا تكف عن البكاء لفقدان ابنتها.

تحاول أسماء مواساتها وتخاطبها: "لا تقلقي، ابنتك بخير، هي بحال جيدة" ثم تلتفت إلي وتوضح أن الأم المكلومة أُنْقذت بأعجوبة من تحت الركام ولكن المنقذين لم يتمكنوا من إنقاذ ابنتها.

"قصفونا أثناء نومنا"

غير بعيد عن صالة الطوارئ في المستشفى، تجلس "أم محمد محمد المصري" في غرفة على الأرض بجوارها عدد كبير من الجثامين المتوارية بأكفان بيضاء.

جميع الموتى من أفراد عائلتها الذين قتلوا جراء قصف إسرائيلي عنيف على منزلها في أحد الأحياء السكنية المكتظة في غزة.

وتقول لي باكية: "قصفونا أثناء نومنا، ليس لدينا أي عناصر مقاومة في المنزل، فجميعنا سكان في المبنى الذي يقطنه 120 فردا".

وبعد لحظات يصل باقي أفراد أسرة أم محمد تباعا ليفزعوا بمشهد الجثث الملقاة جنبا إلى جنب، وينهاروا من البكاء.

التعليق على الصورة،

أم محمد تجلس بجوار جثث بعض أقاربها الذين سقطوا خلال القصف الإسرائيلي

الحالات الخطرة أولا

تحاول الطواقم الطبية جاهدة إنقاذ من هم على وشك أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة جراء الإصابات البالغة التي طالتهم، غير أن انقطاع الكهرباء في القطاع يضع حياة المئات في خطر.

يقول الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء، إنه "يستحيل عمل المستشفى بدون كهرباء" مشيرا إلى أن هناك أكثر من 120 مريضا في الرعاية المركزة، إلى جانب عدد من مرضى الغسيل الكلوي والأطفال الخدج في الحضانات.

ويحذر: "سينهار هذا المستشفى تماما، ولا نستطيع تقديم الخدمة في حال توقفت الكهرباء".

وكانت وزارة الصحة في غزة قالت في مؤتمر صحفي عقد في 11 من أكتوبر/ تشرين الأول إن أزمة الكهرباء في القطاع تهدد حياة نحو 1100 مريض بالفشل الكلوي، من بينهم 38 طفلا يحتاجون لجلسات غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعيا، كما أن هناك تداعيات خطيرة على حياة 100 من الأطفال الخدج في حضانات الأطفال.