اتهام شرطة الأخلاق الإيرانية بضرب فتاة حتى أصيبت بغيبوبة

صدر الصورة، IRNA

التعليق على الصورة،

أظهرت لقطات كاميرات المراقبة، التي نشرتها السلطات الإيرانية، فتاة مغشياً عليها يتم سحبها من قطار المترو

  • Author, ديفيد غريتين
  • Role, بي بي سي نيوز

اتهم نشطاء شرطة الأخلاق الإيرانية بضرب فتاة لعدم ارتدائها الحجاب ونشروا صورة تظهرها في غيبوبة.

وقد أصيبت أرميتا جيرافاند، البالغة من العمر 16 عاماً، بالإغماء بعد ركوبها المترو في محطة الشهداء بالعاصمة الإيرانية طهران.

وقال مسؤولون إن أرميتا أصيبت بالإغماء ونشروا لقطات من كاميرات المراقبة، شوهدت خلالها وهي تُسحب، مُغشيا عليها، من القطار .

وأدعت مجموعة "هينجاو" الحقوقية أن الفتاة الإيرانية تعرضت "لاعتداء جسدي شديد" من قبل ضباط شرطة الأخلاق.

وقالت المجموعة الحقوقية إن أرميتا تتلقى العلاج في مستشفى الفجر بطهران في ظل إجراءات أمنية مشددة، وقد تمت مصادرة الهواتف النقالة الخاصة بجميع أفراد أسرتها.

شرطة "الأخلاق" تعود إلى شوارع إيران

مظاهرات إيران: والدة مهسا أميني تروي قصتها التي لا يعرفها أحد

تخطى البودكاست وواصل القراءة

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

وقد اعتقلت السلطات الإيرانية يوم الاثنين، ولفترة وجيزة، صحفية تعمل في صحيفة الشرق بعد توجهها إلى المستشفى لتغطية هذا الموضوع.

وقالت مجموعة "هينجاو" الحقوقية ، التي تهتم بقضايا أقلية الأكراد الإيرانيين، ظهر يوم الثلاثاء إن أرميتا كانت تعيش في طهران، لكنها تنحدر من ولاية كرمانشاه الغربية، التي تقطنها غالبية من الأكراد .

وأضافت أنها "تعرضت لاعتداء جسدي من قبل الأمن في محطة الشهداء... بسبب ما اعتبروه عدم التزام منها بالحجاب الإلزامي. ونتيجة لذلك، أصُيبت بجروح خطيرة وُنقلت إلى المستشفى".

وفي غضون ذلك، نقل راديو زمانه، ومقره أمستردام، عن مصدر لم يسمه قوله إن الفتاة "تعرضت للدفع من قبل شرطة الأخلاق التي تفرض ارتداء الحجاب" بعد صعودها القطار، غير مرتدية الحجاب، وإنها "ضُربت على رأسها بعمود حديدي".

وقال ناشطان حقوقيان بارزان لوكالة رويترز للأنباء إنه كانت هناك مواجه مع ممثلين من شرطة الأخلاق التي تحاول فرض زي صارم على النساء.

ونشرت مجموعة "هينجاو" الحقوقية، يوم الثلاثاء، على موقع التواصل الاجتماعي "أكس"، المعروف سابقاً باسم تويتر، ما قالت إنها صورة لأرميتا وهي فاقدة للوعي داخل المستشفى.

وتُظهر الصورة، التي لم تتمكن بي بي سي من التحقق من صحتها على الفور، فتاة شعرها قصير مستلقية على ظهرها في سرير ورأسها مغطى بالضمادات، ووُضع لها ما يبدو أنه أنُبوب تنفس.

كما قالت المجموعة الحقوقية إنها تلقت معلومات تشير إلى أن وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) الحكومية أجرت مقابلة مع والدي أرميتا " في حضور ضباط أمن رفيعي المستوى وتحت ضغط كبير من داخل مستشفى الفجر".

ونقلت إرنا عن والدة أرميتا قولها إن والديها شاهدوا لقطات كاميرات المراقبة وأقروا بأن ما وقع، يوم الأحد، كان "حادثة".

وقالت والدتها في مقطع فيديو، تم تعديله كثيرا، نشرته وكالة إرنا: "أعتقد أن ضغط دم ابنتي انخفض، ولست متأكدة تماماً. أعتقد أنهم قالوا إن ضغط دمها انخفض".

صدر الصورة، MAHSA AMINI'S FAMILY

ونفى المدير الإداري لمترو طهران، مسعود دوروستي، لوكالة إرنا للأنباء وجود "أي مواجهات لفظية أو جسدية" بين أرميتا و"الركاب أو المسؤولين التنفيذيين في المترو".

وأضاف دوروستي، قائلا: " الشائعات التي تقول إنه كانت هناك مواجهة مع عاملين في المترو... غير صحيحة، وقد دحضت لقطات كاميرات المراقبة هذا الادعاء".

ويُقال إن اللقطات تظهر أرميتا، وشعرها مكشوف، وهي تسير مع فتاتين أخريين باتجاه رصيف قطار.

وبعدها بلحظات، خرجت إحدى الفتيات من القطار وانحنت للأسفل. وشوهدت بعد ذلك هي والعديد من الركاب الآخرين وهم يحملون أرميتا، وهي فاقدة للوعي، ويرفعون ذراعيها وساقيها قبل وضعها على رصيف القطار.

وأشار بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانيين إلى أن الفيديو الذي نشرته السلطات أظهر الرصيف فقط وليس ما بداخل القطار. كما لم تُنشر فيديوهات لمدخل المحطة، حيث من الممكن أن يتم توقيف الفتيات للتأكد من ارتدائهن الحجاب.

كما تابع رواد مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أصداء قضية مهسا أميني، وهي امرأة كردية تبلغ من العمر 22 عاماً، وتُوفيت داخل مركز احتجاز في سبتمبر/أيلول عام 2022 بعدما احتجزتها شرطة الأخلاق في طهران، بزعم ارتدائها حجاباً "غير لائق".

وقال شهود عيان إن أميني تعرضت للضرب على يدي الضباط، لكن السلطات أرجعت سبب وفاتها إلى مشاكل صحية كانت تعاني منها من قبل.

وأثار مقطع فيديو من كاميرات المراقبة، يُظهر مهسا أميني، أثناء إصابتها بالإغماء في مركز احتجاز، وكذلك صورة لها داخل المستشفى، غضب إيرانيين كثيرين. كما اندلعت احتجاجات مناهضة للحكومة في أنحاء البلاد كافة، في أعقاب وفاتها بعد بقائها لثلاثة أيام في غيبوبة. وقد قٌتل، حينها، مئات المتظاهرين واُعتقل الآلاف في حملة قمع عنيفة شنتها قوات الأمن.

وقد هدأت الاحتجاجات إلى حد كبير، بعد مرور عام على وفاة مهسا أميني. وعلم الرغم من ذلك، لا تزال تخرج تظاهرات متفرقة. كما توقفت فتيات ونساء عديدات عن تغطية شعرهن في الأماكن العامة، فيما يعد تحدياً صريحاً لقواعد الزي الصارم في البلاد.