قامت وزارة التجهيز والماء، بقيادة رئيسها نزار بركة، في نهاية الأسبوع الماضي، بزيارة تفقدية لسدود المملكة المغربية من أجل الوقوف على مدى جاهزيتها وصمودها وصحتها بعد الهزات الزلزالية المتتالية التي عصفت بالبلاد بداية من يوم 8 شتنبر الجاري.
ووجه نزار بركة رسالة اطمئنان إلى عموم المواطنين بخصوص صحة السدود معتبرا أن تشييدها تم وفق المعايير الدولية المعتمدة لبناء السدود، لكن هذه الزيارة فتحت المجال أمام مجموعة من الأسئلة التي إنهمرت فوق سطح الموضوع، متمسكة بالسيناريوهات التي وقعت بليبيا.
في هذا الصدد، قال المهندس محمد بنعبو، خبير في المناخ والتنمية المستدامة، إن “السيناريوهات المحتملة إذا ضرب زلزال “الحوز” أحد سدود المملكة المغربية كنا نشاهد مثل أحداث ليبيا”، مشيرا إلى أنه من الطبيعي أن نشاهد فيضانات وسيول مائية كبيرة بسبب الضغط المائي”.
وأردف بنعبو، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن ذلك راجع إلى “عدم الصيانة والتأهيل، وأن ليبيا استعانت بمجموعة من الخبراء المغاربة في هذا المجال، لأن المغرب قطع مجموعة من الأشواط في هذا المجال الخاص بالصيانة الفورية”.
وتابع المتحدث عينه شارحا: “السدود في المغرب يتم تشييدها وفق معايير وطنية ودولية فهي تأخد بعين الاعتبار كل الظواهر الطبيعية مثل الزلزال والفيضانات والسيول والعواصف التي تحمل معها كمية كبيرة من الماء”، مضيفا أن “هذا ما جعلنا نشاهد صمود السدود خلال الهزات الأرضية التي عرفتها المملكة المغربية حسب ما أعلنت عنه وزارة التجهيز والماء”.
“عندما نتحدث عن المنشآت البنوية مثل السدود فهي تتعرض لبعض الضغوطات من عدة جهات كالمياه الكثيفة التي تحملها، وبالتالي يكون نوع من المتانة والمقاومة التي تكون بدرجة عالية وكبيرة التي تجعل السد يصمد أمام الكوارث، دون إحداث تصدعات أو تشققات”، موضحا أن “سدود التنمية لها خصائص خاصة، وأن السدود الكبرى لها مميزات مختلفة عن سابقتها”.
وزاد: “على سبيل المثال فإن الدول المهددة حسب آخر تقرير أصدر في الأيام القليلة الماضية، هي التي تفوق سدودها 100 سنة كالولايات المتحدة الامريكية والصين والهند، وهناك حوالي 2000 سد يتجاوزون 100 سنة”، مؤكداً على أن “السدود المتواجدة في المغرب لا يفوق عمرها 30 سنة”.