الإنسان والفضاء ..الصينيون أول من اخترعوا الصواريخ في العالم
الإنسان والفضاء ..الصينيون أول من اخترعوا الصواريخ في العالم
للصواريخ تاريخ عظيم, يرجع إلي عام 1200 بعد الميلاد. وكان الصينيون أول من اخترعوها, بعد أن اخترعوا مسحوق البارود.. فنمت وازدهرت حضارتهم مباشرة بعد هذا الاختراع وصنعوا كرات من النار كانوا يقذفون بها المغول في حروبهم في مواقع كيفنج وغيرها عام 1232 للميلاد..
وترامت الأنباء وطارت إلي بلاد أوروبا, وتحدث الناس عن هذا الاختراع العظيم, ثم بدأ اختراع الصاروع يتخذ أكشالا وأوضاعا محتلفة بعد ذلك بعدة قرون, كسلاح غير ذي موضوع.. إذ كان تقدمه بطيئا, وظل استعمال الصواريخ مقصورا علي بعض المناورات العسكرية التي لم تتعد طور التجارب علي عام 1805, عندما وجه السير وليم كونجريف نظر رؤسائه إلي خطورة هذا السلاح إذا استعمل الاستعمال الصحيح, وأدخلت عليه بعض التعديلات التي تزيد من شأنه وخطورته. ولكن تقدم المدفعية حد من نمو هذا السلاح إلي حد كبير…
وأول عالم خرج علي الناس بأبحاث حسابية دقيقة عن مبادئ وأصول السفر في الفضاء, كان العالم الروسي ك. تسيو لكوفستي, الذي ولد منذ مائة عام, أي في نفس اليوم الذي أطلق فيه أول قمر روسي..
وفي أوائل الحرب العالمية الأولي, بدأ أحد الأمريكيين ـ ويدعي روبرت جودارد ـ في تجربة استعمال الصاروخ لاكتشاف طبقات الجو العليا..
وفي عام 1919, أخرج أحد المعاهد العلمية كتيبا صغيرا بعنوان: رسائل الوصول إلي طبقات الجو العليا, وكان هذا فتحا عظيما في عالم الصواريخ.. لأنه أعلن إمكان استخدام الصواريخ في نقل الآلات العلمية إلي الطبقات العليا من الجو.
ومات جودارد عام .1945 بعد أن ترك وراءه كتابا, يعد أول مرجع علمي صحيح في علم الصوريخ..
وجاءبعد هرمان أوبرت, العالم الروماني الذي خرج علي الناس عام 1923 بمؤلف ممتاز بعنوان الصواريخ في الفضاء.
ثم تطورت هذه الأبحاث الأولي, وتجمعت في كتاب جديد ظهر في عام 1929 بعنوان الطريق إلي السفر في الفضاء, عالج فيه روبرت المشاكل الأساسية للسفر إلي الفضاء الخارجي من الناحيتين الحسابية والهندسية.. وتطورت أبحاث الصواريخ بعد ذلك تطورا ملحوظا.. فبدأ الألمان تجاربهم العلمية الدقيقة علي هدي أوبرت.. ثم اقتصرت أبحاث الصواريخ علي الهيئات العسكرية, وبدأ البحث في إمكانية تحميل هذه الصواريخ بمعدات علمية, فإذا نجحت في نقل هذه المعدات إلي عدة أميال رأسيا في الفضاء فلابد أنها تستطيع أن تحمل بعض مفرقعات وقنابل أفقيا.
ونشطت الهيئات العلمية الألمانية نشاطا كبيرا في بناء الصواريخ وتوجيهها إلي مراكز ومناطق معلومة. ونجحوا في ذلك نجاحا كبيرا أذهل العلماء جميعا.
وتطور بناء هذه الصواريخ إلي أحجام كبيرة, فزادت سرعتها, بفضل تكوين أنواع خاصة من الوقود. وتعد الصواريخ المراحل الأولي لسفن الفضاء.
ومن الصعوبة أن نفسر للقارئ كيف يعمل الصاروخ في الفراغ, ولكننا نستطيع أن نقول ببساطة, إنه يعمل بطريقة الدفع أو رد الفعل, فسيرنا علي الأرض يعتمد علي رد الفعل, فاحتكاك أقدامنا بالأرض يدفع الأرض إلي الخلف, ومن ثم يدفعنا إلي الأمام.وكان السير إيزاك نيوتن أول من أعلن للناس أن كل حركة لها رد فعل عكسي فقوة الدفع التي تنتجها فوق الأرض تساوي تماما القوة التي تنتجها الأرض علينا, ومن حيث إن هناك تفاوتا كبيرا في كتلة كل من الجسمين, ولذلك نبدو نحن متحركين فالصاروخ آلة:
1ـ يعمل في مناطق خالية من الهواء.
2ـ وإذا استمرت القوة الدافعة ثابتة, فإن السرعة تتزايد ويخف وزن الصاروخ.
3ـ تعتمد السرعة النهائية مباشرة علي قوة سرعة القذف.. فإذا تضاعفت سرعة القذف, تضاعفت السرعة النهائية له.
4ـ تعتمد السرعة النهائية علي وزن الوقود المقذوف, فلو كان وزنه 1.72 ضعف الوزن النهائي للصاروخ, فإن السرعة المساوية بسرعة القذف هي التي تتحقق.. ولو كانت النسبة 6.4 إلي 1 فإن الصاروخ يستطيع أن يسافر في الفضاء ضعف سرعة القذف, ولو كانت النسبة 19 إلي 1 فإن سرعته تتزايد ثلاثة أضعاف وهكذا.
ويظهر مما تقدم أن الصاروخ يمكن استخدامه في استكشاف الفراغ الذي لا هواء فيه, ولو استطاع العلماء بناء مركبات صواريخ وملأها بكميات وافرة من الوقود فحققوا للعلم نصرا مبينا..
أما النوع الجديد من الصواريخ المعروف ف ـ 2 فيعد من الصواريخ المعقدة, ولكنه حقق أهدافا كثيرة.. وهذا النوع من الصواريخ يندفع بوقود سائل يحفظ في خزانات منفصلة, تتصل بحجرات الاحتراق عن طريق طلمبات خاصة.. ويولد الوقود السائل سرعة فائقة أكثر من الوقود الجامد أو المسحوق.. كما أن هذا النوع من الصواريخ يمكن مباشرته, فيمكن السيطرة والتحكم في القوة الدافعة في الآلات الحادية.
وهناك نوعان أساسيان من الصواريخ.. النوع الأول يسير بالوقود السائل, ويحتوي بجانب الوقود علي أوكسجين محفوظ في خزان آخر لإشعاله.. والنوع الثاني يسير بالوقود الجامد مختلطا كيميائيا بالأوكسجين.. وهناك أنواع أخري تسير بالكحول والكيروسين, وبدلا من الأوكسجين السائل الذي يجب أن يحفظ في درجة حرارة 300 درجة فهرنهايت تحت الصفر, يستخدم حامض النتريك وبيروكسيد الهيدروجين كأكاسيد لأنها تحوي نسبا عالية من الأوكسجين, ويجري الآن صنع صواريخ مجنحة لسفر الإنسان إلي الفضاء.
وسرعة الصواريخ الحالية خمسة آلاف ميل في الساعة أو أكثر.. ولكنها تنطلق عمودية في الجو, فإن الجاذبية تعمل دائما عملها وتجذبها باستمرار وتخطف سرعتها, وتؤثر الجاذبية تأثيرا كبيرا علي سرعة الصاروخ, وتقلل منها بسرعة عشرين ميلا في الثانية الواحدة ومن الصعود أو 1200 ميل لكل دقيقة. ولكن في سفن الفضاء الكبيرة, فإن هناك طرقا كثيرة لتخفيض هذه النسب إلي الحد الأدني, وفي أحوال خاصة قد يستطيع العلماء القضاء عليها قضاء تاما.