الدار/ كلثوم إدبوفراض
تشهد العاصمة الليبية توترات متصاعدة تنهي آمال الليبيين في الحصول على أبسط الحقوق التي طالبوا بها خلال الإطاحة بالنظام السابق من ثورة 2011، وهو تحقيق دولة مدنية جديدة مستقرة، تضمن لهم العيش الكريم و مبنية على مقومات الدولة الديمقراطية و الحكامة الرشيدة.
لكنها تضحى كل يوم آمالا محطمة، تُراوح مكانها مع كل صراع يحدث في أي منطقة من أنحاء ليبيا، رغم كل تدخل خارجي يهب نوعا من بصيص نور يلحقه ظلام دامس يعمي عيونهم عن رؤية مستقبل مشرق لبلدهم، في ظل سلطة مشتتة وتعدّد حكّام البلاد و جحودهم على تعميق الأزمة حتى تحقيق مصالحهم الشخصية، على حساب شعب محطّم و قتلى ومصابين بسبب هيمنة أخرى لجماعات مسلّحة تفتقد للتنظيم والهيكلة، ضاربين عرض الحائط شرعية استعمال السلاح، وإحداث فوضى في قيادة الجهاز العسكري و انعدام توحيده.
حيث شهدت العاصمة طرابس، في وقت متأخر من مساء الاثنين، اشتباكات بين قوتين عسكريتين الأكثر نفوذا في طرابلس، وذلك على خلفية احتجاز قوة الردع الخاصة، التي تسيطر على مطار معيتيقة الرئيسي بطرابلس، محمود حمزة قائد اللواء 444 أثناء محاولته السفر.
حيث أدّت الاشتباكات إلى حصيلة بلغت 56 قتيلاً و 146 جريحاً وتسفير 12 جريحاً للعلاج بتونس، ولاتزال الحصيلة ترتفع يومياً بسبب الكثافة النارية التي حصلت أثناء الاقتتالات.
في ذات السياق، اعتبر رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أحمد حمزة: “أن جوهر الأزمة في ليبيا ليس سياسياً فحسب، بل أمني بامتياز، ويتوجب إصلاح قطاع الأمن وإعادة هيكلته”.
مشيراً إلى توحيد المؤسسة العسكرية وتنظيمها وإلا فواقع الحال في ليبيا سيظل في فلك مغلق سيدوم لسنوات.
يذكر أن، ليبيا تصارع لتحقيق انتخابات بمواصفات دولية ديمقراطية، بدعم من تدخلات خارجية وإقليمية، لكن الانقسامات الداخلية، واختلاف المؤسسات، وتعدد الأجسام الحاكمة بدون شرعية تُذكر من قِبل رضائية الشعب، يقرّب من شيخوخة عمر الدولة الليبية، بعدما كانت في أوج شبابها مع الرئيس الأسبق معمّر القذافي.