تألق في "بنان".. صانع مجوهرات إيطالي يرتحل بأصداف شواطئ سردينيا إلى الرياض
تألق في "بنان".. صانع مجوهرات إيطالي يرتحل بأصداف شواطئ سردينيا إلى الرياض
الأصداف بشكل كبير، حتى بدأت لحظة الإلهام من صدفة رأى فيها وجه امرأة، وعاد بها إلى المنزل لينحتها ويحاول أن يستخرج الصورة منها.
أندريا كادوني حرفي وصانع مجوهرات يعمل على أحد أنواع الأصداف التي توجد فقط في سردينيا، وهذا النوع من الأصداف تحديدًا لم يسبق لأحد أن عمل عليه في مجال الفنون، ما شكّل له العديد من التحديات، واستغرق وقتًا طويلًا وثل إلى نحو 20 عامًا حتى يتعلم التقنيات التي تظهر الأصداف بصورة جمالية فنية لتصبح قطعة مجوهرات يمكن ارتداؤها وتحكي قصصًا ومشاعر عديدة.
وعرض كادوني أعماله في إيطاليا وفرنسا وألمانيا والبرتغال ونيويورك والمملكة السعودية، واختير ضمن قائمة أفضل 400 حرفي يدوي في أوروبا من مؤسسة هومو فابر الفنية HOMO faber التابعة لمؤسسة "بينالي البندقية".
قطع من مواد طبيعية
في حديثه لـ"اليوم" خلال الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان"، تحدث كادوني عن تفاصيل حرفته اليدوية، والمعايير المحددة لاختيار الأصداف، وذكر أنها يجب أن تكون سميكة وتتحمل النحت عليها، كما أنه حريص على أن يستخدم مواد طبيعية عند استكمال القطع لأنه أراد ان يجعلها قطعًا مستدامة وغير مضرة للبيئة.
وأشار إلى أن أفكار صناعة المجوهرات من الصدف ونحتها تأتي من مشاعر داخلية، وتنبع من روحه، وفي بعض الأحيان هناك أصداف تحمل تفاصيل معينة تساعده في الحصول على الفكرة.
ويضيف: أكثر ما أحبه هو المشي على الشاطئ والبحث على الصدفة المناسبة، إضافة إلى تواصلي مع الطبيعة.
أول قطع المجوهرات المصنوعة
يرى أندريا أن أعماله تعكس بداية اكتشاف الإنسان للمجوهرات منذ القرون الماضية، إذ إن أول قطع المجوهرات المصنوعة في التاريخ كانت من الصدف والعظام، ويقول: أحاول أن أعيد إحياء صناعة الصدف واستخدامها في المجوهرات في وقتنا الحاليّ، من خلال المواد الموجودة سابقًا، وتوظيفها بشكل فني ومعاصر مناسب لوقتنا الحاليّ، فهذا الشيء يعيد أصول الصناعة وهي العمل على الأصداف.
وعن أكثر ما يلهمه لعمل قطعة معينة، قال: مصدر إلهامي الدائم من المرأ، وإلى المرأة، لأن المرأة هي من تجعل العالم يستمر في التحرك، وعندما جئت إلى السعودية شعرت بالإلهام، كما أني شعرت بالألفة، وكنت مذهولًا بالتشابه خصوصًا أن النساء في سردينيا يلبسن الأوشحة بشكل دائم.
نظرة على الحرف السعودية
شارك أندريا في الجناح الإيطالي ضمن الحرفيين في "بنان"، وحول هذه المشاركة يقول: كنت في عمل بنيويورك، وتواصل معي بعض الفنانين من ميلان، وطلبوا مني السفر إلى الرياض لأنهم يبحثون عن حرفيين باستضافة وزارة الثقافة السعودية، وخلال أسبوعين وجدت نفسي هنا، كنت متحمسًا لاكتشاف عالم لم أعرف عنه شيئًا، وجديد كليًا عليّ.
وأضاف: توقعت أن أكون في وضع مختلف وأنه من الصعب التواصل مع الآخرين، كوني لا أجيد اللغة العربية أو الإنجليزية، لذلك جاءت معي المترجمة "إليسا" التي تمكنت من شرح أعمالي للزوار، وفي كل الأحوال شعرت بالترحيب، كما أني وجدت الزوار متعطشين لأعمالي بشكل حيوي، والعديد منهم قالوا إنهم فوجئوا لأنهم لم يروا أي شي مماثل لأعمالي في السابق.
وتابع أن عمله يحمل مفهومًا جديدًا، وأنه عمل أصيل ومبتكر ولا ينتمي إلى حرفة تقليدية معينة، فلم يتوقع أن يكون مفهومًا، ولكن دُهش لأنه وجد أعماله مفهومة للزوار في ثقافة مختلفة كليًا.
وخلال وجوده في المملكة وفي معرض "بنان"، استطاع أندريا أن يلقي نظرة على الحرف السعودية، وأوضح أن أكثر ما نال إعجابه هو الحفاظ على التراث، مشيرًا إلى أن أهم ما في الفن والحرف السعودية أنها من مواد طبيعية من البيئة، جرى استخدامها وتوظيفها في الحياة اليومية مثل: الخوص، والفخار.. وغيره.