قال عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، إنه منذ مدة أثيرت الكثير من الأسئلة حول مشروع إنتاج السيارة المغربية والشركة صاحبة المشروع، متسائلا عن علاقة وزير الشباب والثقافة والاتصال بهذه الشركة وبالمشروع ككل.
وأوضح بووانو في سؤال كتابي موجه لوزير الشباب والثقافة والاتصال، أن العديد من الأسئلة طُرحت خلال ندوة صحفية مفتوحة حول هذه الشركة وهذا المشروع والدعم العمومي المقدم له، والتي وجهت من خلالها تهم مباشرة لرئيس الحكومة ولوزير الصناعة ولوزير الثقافة.
وشدد المتحدث، أن كل هذه الأسئلة الكبيرة المطروحة لا يمكن أن تبقى بدون إجابة، مؤكدا أنها تتطلب من موقع المسؤولية واحتراما لدولة الحق والقانون والمؤسسات تقديم التوضيحات اللازمة والكافية ودون انتظار بما ينور الرأي العام بكل شفافية.
وتساءل بووانو عن مدى ملاءمة وانسجام العلاقة التي تربط الوزير المعني بهذا الدعم العمومي المخصص للمشروع، مع ما ينص عليه الدستور بخصوص تنازع المصالح، وخاصة الفصل 36 منه، وما ينص عليه القانون التنظيمي المتعلق بتنظيم وتسيير الحكومة والوضع القانوني لأعضائها، وبالخصوص المادتين 33 و35 منه.
ويشار أن “الأيام” كانت سباقة إلى إثارة هذا الموضوع من خلال ملف بعنوان “المسكوت عنه في السيارة التي ستحمل علامة صنع بالمغرب”، حاولت من خلاله الإجابة عن مجموعة من التساؤلات منها المتعلق بشبهة “تضارب المصالح” لدى وزير الشباب والثقافة والاتصال.
وحسب المعطيات التي كشفها موقع «لوديسك» فإن الوزير بنسعيد مساهم بنسبة 50 بالمائة في رأسمال الشركة المعنية بتطوير السيارة المغربية الجديدة، إلى جانب رجل الأعمال نسيم بلخياط الزوكاري الذي يشغل منصب نائب رئيس لجنة الدينامية الجهوية والشراكة بين القطاع العام والخاص التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب.
يملك الوزير بنسعيد نصف أسهم الشركة المذكورة عن طريق شركة «Business of Ili»، بينما يملك شريكه النصف الآخر من الأسهم عن طريق شركة «Cap Invest Holiding». وحسب المصدر نفسه فإن شركة Business of Ili غيرت اسمها لتصبح INGM مستلهما الاسم الجديد من الحروف الأولى لأسماء العائلة اعتبارا لكونه يملك 51% من الأسهم في حين تتقاسم بقية الأسهم زوجته وابنيه، علما بأن المعني بالأمر لم يباشر إجراءات تغيير اسم الشركة لدى المحكمة التجارية بعد.
من هذا المنطلق يمكن فهم لماذا فضل مهدي بنسعيد منذ توليه مسؤولية وزارة الشباب والثقافة والاتصال الانزواء وتفادي الظهور العلني بصفته مساهما في المشروع، فقد ذهب البعض حد اعتبار تواجده في حفل افتتاح المهرجان الأول للفنون الرقمية «تيفاوت» بتاريخ 15 ماي مقصودا من أجل النأي بنفسه عن الحدث الذي نال اهتمام الجميع، في اليوم نفسه الذي استقبل فيه جلالة الملك شريكه نسيم بلخياط ووشحه بالوسام الملكي.