اعتبر الدكتور طارق تمراز، أستاذ الأحياء المائية بجامعة قناة السويس، ومستشار وزير البيئة السابق، ومُعد استراتيجية مصر فى التنوع البيولوجى، أن مصر تشترك مع العالم فى مواجهة كثير من التحديات البيئية الرئيسية، ومن بينها انخفاض التنوع البيولوجى وتلوث الهواء والموارد المائية، ناهيك عن التغيّرات المناخية.. وإلى نص الحوار:

ما التحديات البيئية الرئيسية التى تواجه العالم الآن ومن بينه مصر؟

- التحديات البيئية الرئيسية تتمثل فى انخفاض التنوع البيولوجى، وتلوث الهواء، وتلوث الموارد المائية، وكل التحديات الناتجة عن التغيرات المناخية، والأخيرة تشمل ارتفاع سطح البحر، وحدوث موجات من الطقس المناخى السيئ، سواء بارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها بأكثر من معدلاتها الطبيعية.

ويسهم فى هذا الاستخدام المفرط والجائر للموارد الطبيعية، وحرق الغابات، والإفراط فى استخدام الوقود الأحفورى كمصدر للطاقة بدلاً من الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجدّدة، وكل هذا يُمثل تحديات بيئية، وطبعاً هناك تحدٍّ كبير جداً مرتبط بالمدن، ألا وهو التخلص من النفايات الصلبة أو القمامة، والقمامة تعتبر تحدياً كبيراً جداً، فى بلدان كثيرة جداً، ومن ضمنها مصر.

هل تنفرد مصر بتحديات خاصة بحكم موقعها ومشكلاتها الخاصة؟

- التحديات البيئية التى تواجهها مصر بشكل خاص، تتمثل فى السحابة السوداء، وتلوث الهواء والمياه، وانتشار المخلفات الصلبة، ولجوء البعض للتخلص منها بطرق الحرق، مما يؤثر على جودة الهواء، أو التخلص منها بإلقائها فى المجارى المائية، مثل بعض الترع والمصارف، وانسداد هذه المجارى والإضرار بالزراعة.

والدولة تجتهد فى الوصول إلى حل لهذه المشكلات، خاصة المجارى المائية أو المياه الناتجة عن الاستخدام الصناعى، أو الاستخدام الزراعى أو الصرف الصناعى والزراعى، مثلما حدث فى مشروع إنشاء أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعى، وهى محطة بحر البقر، لمعالجة 5.3 مليار متر مكعب مياه يومياً، وهو رقم كبير جداً، ومهم جداً أن نشير إلى أننا بذلك نضمن أن هذه المياه سيتم معالجتها ووصولها إلى الاستخدام لرى الأراضى فى المشروعات الزراعية الجديدة، ومن ضمنها الـ1.5 مليون فدان، وطبعاً انتشرت أماكن أو محطات لمعالجة مياه الصرف الزراعى والصرف الصحى، وهذا لأهمية موضوع المياه ورفع جودتها لإعادة استخدامها، ومصر من الدول السباقة فى هذا المجال.

ما الذى يجب على مصر والعالم فعله لمواجهة هذه التحديات، وما البدائل البيئية الواجب اللجوء إليها؟

- فى مجال البيئة البديل أمامنا أن نرجع إلى الطبيعة ونحاول الاعتماد على الأعداء البيولوجيين للآفات، وتقليل الاستخدام المفرط للكيماويات والمبيدات، وبالتالى نشجع نمو الكائنات التى تخلق التوازن الطبيعى.

كيف يمكن تقليل الاعتماد على المواد الملوثة للبيئة مثل البلاستيك؟

- عندما نحاول الاعتماد على المواد الطبيعية، وتقليل كمية المخلفات، ونتخلص منها بطريقة صحيحة، ونشجع عملية إعادة التدوير بتقسيم المخلفات إلى «مخلفات طبيعية» ممكن استخدامها كأسمدة زراعية أو كغذاء للماشية، و«مخلفات بلاستيكية أو ورقية» يمكن أن نعيد تدويرها أو نستفيد بها، وحديد وزجاج يمكن تجميعه وفصله لاحقاً.

مستشار سابق لـ«البيئة»: الطاقة الجديدة والمتجدّدة في مصر ستصل إلى 42% عام 2035 

وعلينا أيضاً أن نُقلّل الاعتماد على المواد الكيميائية، ومصادر الوقود الأحفورى، والتركيز فى الطاقة الجديدة والمتجدّدة، وقد حبا الله مصر بنسبة سطوع للشمس وعدد أيام شمس مشرقة فى السنة كبير جداً مقارنة بأى منطقة أخرى، ولذلك مثلاً فإن إنتاجنا من محطة بنبان بأسوان أكبر من مثيلاتها فى أى مكان آخر.

ولدينا محطات رياح تم إنشاؤها فى رأس غارب والغردقة وغيرها، نحصل منها على طاقة كهربائية دون أى انبعاثات، وبالتالى نجحت مصر ووزارة الكهرباء فى الوصول إلى خليط من الطاقة الجديدة والمتجدّدة، وصلت نسبتها إلى 22% بحلول 2020، ومن المخطط أن تصل إلى 42% عام 2035، ومصر تستثمر أموالاً ضخمة فى هذا المجال لتقليل الانبعاثات المصاحبة لإنتاج الطاقة من الوقود الأحفورى، والتوسّع فى الطاقة الجديدة والمتجدّدة سيُحسّن جودة الهواء لدينا ويُقلّل الانبعاثات.

المخلفات الصلبة

بدأ العالم ينظر إلى المخلفات الصلبة ليس على أنها مشكلة، وإنما باعتبارها مصدراً من مصادر الثروة تتطلب نوعاً من الحلول العملية لإعادة التدوير، وذلك لأنها توفر فى الموارد والمال والوقت والجهد ومصادر الطاقة، بالإضافة إلى الموارد الطبيعية.