استضاف الصالون الأدبي والثقافي الأسبوعي بنقابة الصحفيين، الكاتب والبرلماني/ جمال أسعد ليتحدث عن أحدث مؤلفاته وهو كتاب “أيامي”، والذي يسرد خمس حقبات تاريخية سياسية اجتماعية مختلفة، فيقول عن نفسه في مستهل اللقاء:

“أنا ابن الجغرافيا والعادات والتقاليد، فلقد تربيت بين جيراني وأصحابه المسلمين أكثر من المسيحيين، وزيارة السيدة زينب وسيدنا الحسين، مما رسخ داخلي مفهوم الوحدانية وبأننا نسيج واحد، وعندما اكتشفت موهبتي التمثيلية واتجهت للمسرح كان ذلك أيضًا مع أترابي المسلمين وحتى بعدما تزوجت واتجهت للثقافة كنت أقيم الندوات في القوصية مسقط رأسي داخل الكنيسة استضافت خلال أكثر من ٤ سنوات من ١٩٧٢ وحتى بعد ١٩٧٥ رموز مثل جمال الغيطاني وأسامة أنور عكاشة ورغدة إلى أن وصل الأمر لعدوى التنوير والمتطرفين الذين أزعجهم الأمر فظلوا وراء الأمر مناهضين حتى تم غلق هذه الندوات للأبد، بعدها زاد طموحي فكنت أول من قابل “الأنبا شنودة” وقتها بتصريح من وزير الداخلية ثم جاءت أحداث مذبحة سمالوط والتي كانت سببا في خروج مؤلفي” من يمثل الأقباط الدولة أم البابا” والذي حاولت فيه ايجاد حل للفتنة الطائفية، فتصريحاتي دوما هدفها تعديل الفكر الديني وليس الدين، لأن الأول يختلف من شخص لآخر وقابل للتعديل بينما الدين كطقوس ونصوص غير ذلك”، ثم تحدث عن تاريخه السياسي والحزبي قائلًا:

” بدأت من منظمة الشباب التي أرى أنها أعدت جيل حقيقي من الشباب المستنير، ثم الاتحاد الاشتراكي وكيف أصبحت عضو مجلس مدينة في عمر التاسعة عشر ثم زاد طموحي أكثر بعد انضمامي لحزب التجمع وتمت مهاجمتي حين ترشحت أكثر من مرة للبرلمان حيث نظر لي الإخوان على أني “قبطي نصراني” حسب قولهم فأقصوني من المقاعد الأولى، وكذلك الأقباط الذين رؤا بعد فوزي وقتها بفارق ٧٠٠٠ صوت أن الإخوان هم السبب وراء نجاحي فكنت منبوذا من الجانبين، وصولاً إلى حركة كفاية التي دعوت جميع التيارات لدعمها فوجدتهم يريدون التسلق عليها بصفتهم الحزبية حتى سقوط النظام في يناير”.

وبدأت فترة المناقشة وسط شغف الحضور وسباقهم للمبادرة بالأسئلة والتعقيبات بدأتها الصحفية والكاتبة الدكتورة عواطف عبد الرحمن والتي تحدثت هي الأخرى عن نشأتها جنبًا إلى جنب مع بيوت المسيحيين وممارستهم جميعاً لشعائر كلتا الديانتين وكأنهم أخوة بالدم وليس في الوطن فقط وروت الكثير من الأمثلة على ذلك، ثم تحدث الكاتب الصحفي روبير الفارس أن مكرم عبيد ثم جمال أسعد أكثر من هوجموا من الأقباط قبل المسلمين رغم مواجهتهم للمتطرفين في كل الأديان.

وطالب الدكتورة عواطف عبد الرحمن، بالتقدم بطلب توصية لعمل شارع باسم “جمال أسعد” بالقوصية فهو برلماني دخل فقير وخرج فقير بمنتهى النزاهة وبمفرده صارع أحزاب سياسية وجماعات ضخمة كالإخوان، وبدلًا من أن تحتفل به الكنيسة لفظته هو وكمال زاخر وآخرون لمجرد إلقاء الضوء على البابا شنوده فقط دون غيره، وتساءل الكاتب والإعلامي منصور شاهين عن تجربة جمال أسعد الحزبية فأجابه: “كتابي (أعترف) هو ملخص بتجربتي الحزبية كاملة، ولكن تجربة فاشلة كسائر الأحزاب؛ فالأحزاب بنت جغرافيتها كما حدث في أوروبا مثلًا وبعد الثورة الصناعية وبداية ثورة العمال كانت هناك الحاجة لنقابات تضمن حقوق العمال، ثم جاءت فكرة الأحزاب، أما نحن فقد استوردناها كما هي دون أي رؤية سياسية أو تاريخية أو حزبية، بل قامت فكرتها على الزعامة الفردية فقط حينما بدأها عرابي بالحزب الوطني ثم مصطفى كامل.

وأردف: “لا انتماء بدون مواطنة حقيقية ولم يحدث ذلك إلا بتحقيق فعال وواقعي لممارسة حرية الرأي والتعبير، والحوار الوطني لابد أن يبدأ من النجع والقرية مرورًا بما هو أكبر حتى يتجمع ويصل إلى النخبة وليس العكس، فلا يوجد حوار نخبوي أبدا وعلى النظام أن يسمح بممارسة حرية الرأي والتعبير.

ثم تناول الكلمة هاني منسي الذي قدم عرضًا لكتاب (أيامي)، وأثنى على الكتاب والكاتب الذي وصفه بأنه (أديب تاه في دروب السياسة) لأنه حكاء ممتاز يسرد بطبيعته المطلقة ولكن تغيير العقول والأفكار هو أصعب أنواع التغيير على الإطلاق وقتاً وجهدًا، وهو ما اتفق معه فيه الكاتب نبيال صادق الذي قال: “إن مصر تحتاج إلى مثقفيها الحقيقيين ليقترب منهم الشباب والأجيال الجديدة ليخرج جيل واع مستنير ينشر كل ذلك في جميع المستويات والتجمعات”.

أدار اللقاء الصحفي محمود الشيخ وحضر اللقاء العديد من القامات الأدبية والصحفية مثل الدكتورة عواطف عبد الرحمن، الإعلامي منصور شاهين، الدكتور محروس خفاجي، الباحث حسني أحمد، الصحفي روبير الفارس، الصحفي جمال عليوة، الكاتب عادل سعد، الفنانة فاتن مصطفى، الكاتب نبيل صادق، الكاتب نبيل عمر، الدكتور سعيد جمال الدين، المصور رؤوف رشدي ونخبة كبيرة.