قال دياب اللوح، السفير الفلسطينى فى القاهرة مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، إن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، مدعومة من قوات حرس الحدود والشرطة، عملت، خلال الأيام الماضية، على تصعيد وتفجير الأوضاع فى المسجد الأقصى المبارك، خاصة ضد المصلين فى المسجد القبلى منه، واعتدت على المعتكفين والمصلين واعتقلت المئات منهم، ما زاد من تصعيد وتوتر الأجواء، فى تناقض ومخالفة صريحة للقانون الدولى والتفاهمات الأخيرة والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.

وأضاف «اللوح»، لـ«الدستور»: «إسرائيل لجأت إلى ذلك من أجل فرض سياسة الأمر الواقع، ومحاولة فرض تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا»، محذرًا من أن «رقعة التصعيد الإسرائيلى اتسعت وطالت أنحاء الأراضى الفلسطينية المحتلة».

وأشار إلى القصف الجوى لقطاع غزة على مدار يومين، متابعًا: «كل هذا التصعيد الإسرائيلى غير مبرر، ويستهدف وضع المنطقة فى أتون حرب من نوع آخر».

وأوضح «نحن حذرنا من خطورة جر المنطقة ووضعها فى حرب دينية، لأن من يحكم إسرائيل فى هذه المرحلة هم الصهيونية الدينية المتطرفة والإرهابيون من عصابات المستوطنين، ويريدون السيطرة على الأرض ونفى وجود الشعب الفلسطينى وخروجه من أرضه، وتهويد القدس والمقدسات».

وواصل: «كل ذلك استدعى من السلطة الفلسطينية سرعة التحرك على المستويات كافة، بداية من عقد اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدوليين، أمس الأول، حيث قلنا فى كلمة فلسطين إننا لم نأت لكى ندين أو لكى نطلع، لأن الدول العربية وجميع الأطراف الأخرى العربية والإقليمية والدولية أصدرت بيانات إدانة، والكل مطلع ويعلم ما يجرى، والمواطن العربى يعلم ما يحدث فى القدس وداخل الأراضى الفلسطينية، لكن جئنا لهذا الاجتماع من أجل صياغة وصناعة موقف عربى موحد، وضرورة التحرك مع المجتمع الدولى والدول المؤثرة بالمجتمع الدولى لكبح جماح هذه الحكومة الإسرائيلية والجرائم الإسرائيلية ووضع حد لها».

وأكمل: «بيان جامعة الدول العربية طالب مجلس الأمن الدولى بضرورة التدخل بشكل عاجل وفورى لوقف تلك الانتهاكات والأفعال الإسرائيلية أحادية الجانب، وتمكين الشعب الفلسطينى من ممارسة حياته، خاصة حريته فى العبادة خلال شهر رمضان المبارك، وكذلك ممارسة حقه فى تقرير مصيره بكل حرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس».

وقال السفير الفلسطينى إنه عقب ذلك تحرك بمبادرة من المملكة الأردنية الهاشمية للتشاور مع فلسطين والإمارات «العضو العربى فى مجلس الأمن» لعقد جلسة مغلقة لمجلس الأمن، وعقدت الخميس بالفعل، ولم يصدر بيان عنها، لكن كان هناك نقاش معمق داخلها، وجميع الأطراف الدولية الفاعلة أصدرت بيانات إدانة ورفض للجرائم الإسرائيلية فى المسجد الأقصى ضد المصلين والمعتكفين.

واختتم اللوح تصريحاته قائلًا: «نحن ننظر بخطورة بالغة لهذا التصعد الإسرائيلى، ليس فى القدس والمسجد الأقصى فقط، ولكن على جميع الأراضى الفلسطينية والمنطقة، والعالم مطالب بالتدخل الفورى لوقف هذا التصعيد، ووقف ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من ممارسات عنصرية إسرائيلية، ووضع حد لكل الأعمال أحادية الجانب من قبل الاحتلال، التى تتنافى وتتعارض مع جميع الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين».