الأهالي: ما زال البعض يعيش في العادات والتراث والفلكلور الرمضاني القديم

الشباب :عادات قديمة نحترمها لكن وجود التطور بالتكنولوجيا والليزر والالكترونيات يسعدنا

مما لا شك فيه أن شهر رمضان الكريم له عادات وتقاليد خاصة في محافظة القليوبية بل وله عادات وطقوس خاصة في كل القرى والمراكز والمدن بالمحافظة وهي العادات التي تعود عليها الاهالي والمواطنين بالمحافظة، بالاضافة إلى الطقوس الغنائية وعمل الزينة والتي لها وضع خاص عند بعض الأسر وتعتبر من العادات والبيئة المصرية القديمة، وقد رصدت جريدة وطني كل هذه المظاهر في آنحاء المحافظة بداية من مدينة شبرا الخيمة حتى مدينة كفر شكر بل ورصدت بعض العادات الجديدة التي جاءت مع دخول التكنولوجيا بشكل خاص، ومع أندثار بعض العادات والفوانيس القديمة والتي تطورت فيها الحضارة والمدنية ودخلت بشكل خاص إلى المنازل والشوارع وحتى البيوت نفسها.

وفي البداية كان لقاء جريدة وطني مع سيدة هي في عمرها الكبير والذي بلغت فيه أكثر من 95 سنه هي الحجة فوزية حسن ججا من بنها وهي أبنه الاسطى والمهندس حسن ججا، والتي قالت ان والدي حسن ججا تركي الاصل وهو اول من عمل وصنع شكل الفانوس في محافظة القليوبية بنفسه فلقد توفى عن عمر يناهز أكثر من 115 عام وعندما حضر من تركيا عشنا في مديرية القليوبية في هذا الوقت بجوار قصر الخديوي توفيق والملك فاروق، وهو حاليا ادارة جامعه بنها وكان والدي حسن ججا يعمل فني ومهندس في محلج بنك مصر ومع الايطاليين وكانت بنها ما زالت قري زراعية وصغيرة وأتذكر أنه قام بتصنيع اول فانوس بالمحافظة، ومازالنا والبعض يحتفظ بشكله القديم وهو على هيئه قلب زجاجي أحمر وأخضر وأصفر وله قاعده حديدية مدرجه دائريه وتوضع به الشمعة بداخله وكان والدي هو أول من أبتكر هذا الفانوس منذ حضوره الى القليوبية قادماً من تركيا وكل الناس تعرفه بأسمه الشهير بججا التركي والذي عمل ايضا في مصنع المحلاوي قبل محلج بنك مصر وكان له اختراعات كثيرة ما زال بعض الناس الكبار في السن يتذكرونها ويحتفظون بها مثل الغليون والنبلة ووابور البحر والمصيدة والهلال والصليب، وكلها من أختراعات والدي قديماً وحتى بعد جيراني يتذكرون كل هذه الاشياء ويحتفظون بها مع الفوانيس الحديدية القديمة في هذا الزمان أيضا.

وكان لنا لقاء مع الدكتورة رحاب الوكيل دكتورة في فن الحلي والمجوهرات بالجامعة وهي من مدينة شبرا الخيمة والتي قالت ان العالم والعلم تغير فبعد ان كان الفانوس القديم من العادات والتراث والبيئه والفلكلور المصري تغيرت كل هذه المفاهيم الأن وأصبحنا نعيش على أحدث التكنولوجيا والالعاب التي يصنع بعضها في الصين بكثره وفي مصر الان ومع تطور الزمن نجد أن الفانوس السحري والذي يعمل بالليزر يغني ويرقص ويسير على الأرض بعكس ما كان يحدث قديماً في مصر في الاربعينيات والخمسينيات والستينيات فلقد تطور المجتمع والزمن وسط كل هذه الأختراعات وحتى البيئة تغيرت أيضا من المسحراتي قديماً إلى المسحراتي الحديث والجديد والكاجوال وكان لنا لقاء اخر مع المهندس حمدي القاضي من قريه ميت نما بقليوب وهو حفيد مخترع الفانوس الأول بالقليوبية المهندس التركي حسن ججا والذي قال ما زال الفانوس القديم يملأ شوارع ميت نما ومركز قليوب وكل الناس يفتخرون بجدي والذي ما زلنا نحمل في البيوت هذا الفانوس الصاج والحديد رغم التقدم والتطوير والتغيير، بالاضافة إلى تعليق الزينات والأنوار والأوراق المزرقشة في البيوت والبلكونات والشوارع فنشعر بعبق وسحر الجمال في الماضي من البيئة والتراث القديم و التي ما زلنا نحتفظ بالباقي منها لتذكرنا بزمن الفن والتراث والعادات الجميلة في شهر رمضان الكريم وفي مركز طوخ كان لنا لقاء مع الحاج أحمد يحيى المدير العام السابق بأحد البنوك الكبرى والذي ظهرت على وجهه علامات الزمن بعمره الكبير والذي لم يقلل هذا الشكل من حياته الشبابية وتجمع وحب كل شباب مدينه طوخ له حيث تحدث قائلاً نحن في زمن كله أوتوماتيك والألكترونيات وتكنولوجيا عصرية وتدار الحياة فيه بالازرار وعلى ايامنا في الخمسينات كنا نجلس في سهرات رمضانيه في كل شوارع وكل احياء المنطقه بطوخ وكل حي وله طابع خاص ونخرج كلنا بالفوانيس ونعلق الزينات في الشوارع، وفي كل بيت مسلم ومسيحي ونسهر حتى حضور المسحراتي ونمشي وراءه ونغني معه.

وكذلك كانت البيوت تجامل بعضها في المشروبات والماكولات التي كانت لها طابع رمضاني و روحاني خاص تشعر فيه بالبيئة والعادات والتراث المصري القديم الذي لا ينسى أبداً حتى تغير كل شيء بداية من شكل فانوس رمضان إلى ظهور التكنولوجيا والليزر وفي مدينة بنها عاصمة القليوبية التقينا بالاستاذة ميرفت منير فهيم الموجهة بمديريه التربية والتعليم بالقليوبية والتي ابتسمت عندما سألناها عن طقوس وعادات شهر رمضان مع الأخوة الأقباط فقالت نحن نسيج واحد ليس هناك اي فرق بين المسلم والقبطي فنحن في هذا الشهر من رمضان الكريم نقوم بعمل موائد الرحمن ونقوم بعمل العزومات في البيوت وفي الكنائس وفي الأماكن العامة وكذلك نذهب إلى أخوتنا المسلمين في بيوتهم على السحور والافطار في جو روحاني لا يخلي من المحبة والأمن والسلام فعندنا محمد وعند أخواتنا المسلمين جرجس فليس هناك أي فرق بيننا ونتبادل الحلوى والمشروبات على الافطار والسحور وسط المحبة والأمن والسلام الذي نعيش في أجوائها في شهر رمضان الكريم ونضع الفوانيس في منازلنا وفي الكنائس وفي الشوارع لمشاركة أخوتنا المسلمين والمسيحيين افراحهم كما هم يشاركوننا أفراحنا في كل المناسبات وسط المحبة للجميع مسلمين ومسيحيين.

وأختتمت جريدة وطني هذه اللقاءات بمناسبة عادات وتقاليد شهر رمضان الكريم في القليوبية في مدينه كفر شكر بلقاء الكابتن سمير سعد مدير اكاديميه الدولي لكرة القدم قائلاً لنا أن شهر رمضان الكريم له مكانه كبيره في نفوس كل المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين فنحن نعيش على المحبة والسلام منذ قديم الازل ومنذ نشأت مصر المحروسة وكم كانت لنا عادات قديمة ما زلت أتمسك بها حتى الأن منها فانوس رمضان الذي نضع فيه الشمع القديم والزينة في البلكونات والاوراق الملونة والمزرقشة والشوارع رغم التطورات الحديثة التي جاءت في مجتمعنا المصري فأنا أعيش في البيئة والتراث القديم وأولادي وأحفادي يعيشون في الاجواء الرمضانية الحديثة سواء بفوانيس الليزر أو الالعاب الحديثة مع سهرات شهر رمضان الذي يجمع بين الالفة والمحبة وسط التبادل الزيارات مع الأهل والجيران والدورات الرمضانية والسهرات بيننا في كل القرى والمدن بكفر شكر في كفر شكر ونعيش هذه الاجواء الرمضانية الجميلة والروحانية في جو من الالفة والمحبة وفي اخر جوله ونحن نسير بالصدفة في الشوارع والطرقات في محافظة القليوبية لنرصد بالصوت والصورة ونقوم بتصوير الشوارع والزينة وما بها بين البيوت والاوراق المزرقشة قابلنا صائد الطائرات وبطل من أبطال حرب أكتوبر المجيدة بالمصادفة البطل زغلول وهبه سليمان الذي قال لنا أن انتصار أكتوبر كان في 10 رمضان والكل صائم مسلم ومسيحي لا فرق بيننا ونحن نفطر مع أخواتنا المسلمين في رمضان في حب وأمان حتى تم الانتصار العسكري في شهر رمضان ونحن جسد ونسيج واحد وفي شهر رمضان الذي أعاد لنا العزة والكرامة والنصر العسكري له مذاق خاص واجواء ساحره تجمع بين المسلم والمسيحي بل و تجتمع كل الأسر على مائدة واحدة هي مائدة الرحمن مائدة المحبة والايمان بين الشعب المصري مسلم ومسيحي في مصر المحروسة.