استند مسلسل رسالة الإمام بطولة الفنان خالد النبوي، الذي يُعرض في السابق الرمضاني الحالي، ويتناول يتناول السنوات الأخيرة التي قضاها الإمام الشافعي على أرض مصر، والوقوف على رسالته في ظل المتغيرات الاجتماعية والسياسية في هذه الفترة، وإصراره على أن يكون الفقه متصلًا بالناس وليس منفصلًا عنهم، على دراسة بعنوان «تطور الملابس في المجتمع المصري من الفتح الإسلامي حتى نهاية العصر الفاطمي» للدكتور محمد أحمد إبراهيم، أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب بجامعة بني سويف.

كشف الدكتور محمد أحمد إبراهيم، تفاصيل الدراسة لـ«الوطن»، موضحاً أن الدراسة هي رسالة لنيل درجة الدكتورة عام 2004 من كلية الآداب بجامعة القاهرة، واستمر في إعدادها لمدة 6 سنوات متواصلة، قضاها في البحث عن المراجع والكتب التاريخية التي تتعلق بالملابس حتى الكتالوجات: «الكتاب يؤرخ لتطور الملبس بداية من دخول الإسلام لمصر حتى نهاية العاصر الفاطمي».

فسر الدكتور محمد أحمد إبراهيم، تحديد هذه الفترة لإعداد دراسته بأن التطور في الزي والعادات والتقاليد يأخد فترة طويلة من الزمن: «عشان كدا الدراسة بدأت من الفتح الإسلامي لمصر والذي ارتبط بأغطية الرأس فهي لم تكن موجودة من قبل وتم ربط الملابس بالحياة السياسية للدولة وسياسة الدولة تجاه أهل الذمة»، وفق ما جاء في الفصل الأول من دراسة «تطور الملابس في المجتمع المصري من الفتح الإسلامي حتى نهاية العصر الفاطمي».

الفصل الثاني في دراسة الدكتور محمد أحمد إبراهيم، التي استند عليها مسلسل رسالة الإمام الشافعي كأحد المراجع العلمية، يتحدث عن الهدايا والخلع للوزراء وأمراء الجيش والقضاء وإهداء الملابس، فضلاً عن ملابس الخلفاء وكبار رجاء الدولة وملابس الطولونيين وملابس خلفاء الدولة الفاطمية، كما ربط الدكتور محمد أحمد إبراهيم علاقة الملابس بالحياة الاقتصادية للبلد ونوعية الخامات المُستخدمة في صُنعها كالقطمن والصوف والحرير، ومراكز الصناعة نفسها ودور الطراز والكسوة، ثم تجارة المنسوجات وأسواقها والتي تمثل التجارة الداخلية والخارجية.

جاء الفصل الأخير في دراسة «تطور الملابس في المجتمع المصري من الفتح الإسلامي حتى نهاية العصر الفاطمي»، يتناول دلالات الملابس للحياة الاجتماعية، وملابس رجال الدين الإسلامي واليهودي والمسيحي وملابس النساء والعامة وأهل الذمة.

في نهاية الدراسة، أعد الدكتور محمد أحمد إبراهيم، كتالوج يتكون من 170 صفحة ويشمل لوحات وصور للملابس بداية من الرأس حتى القدم، والعمامة وأهمتيها وأشكالها المتنوعة والعزبة سواء من الخلف أو الجنب: «العزبة الجزء النازل من العمامة زي عمامة الإمام الشافعي».

دراسة «تطور الملابس في المجتمع المصري من الفتح الإسلامي حتى نهاية العصر الفاطمي»، تؤرخ تطور الملبس وإرتباطه بالحياة السياسية والاجتماعية والدينية، لأنه تناول تطور الملابس لكل طبقات المجتمع المصري وبالطبع ملابس رجال الدين وشكل العمامة وكيفية إرخاء طرفها والخامات التي صنعت منها ودلالات ألوانها: «مبسوط بالرجوع للدراسة لتوثيق ملابس رجال الدين».