دمج الاقتصاد غير الرسمي.. طوق نجاة
دمج الاقتصاد غير الرسمي.. طوق نجاة
تصريحات وزير الصناعة المهندس أحمد سمير الأخيرة في مجلس الشيوخ حول الحاجة للإسراع في تعديل اشتراطات ترخيص المنشآت الصناعية وتسهيل دمجها في الاقتصاد الرسمي, جددت الآمال في تحقيق طفرة بالاقتصاد الرسمي في حال النجاح بمهمة ترخيص تلك المنشآت.
لكن المسألة من وجهة نظر خبراء الاقتصاد يجب أن تخضع لمعايير وأيضا إلي تسهيلات ومرونة لتحقيق الهدف المنشود بإعطاء الاقتصاد الرسمي دفعة قوية من خلال عملية الدمج.
بالطبع يرفض أصحاب المنشآت الصناعية غير المرخصة علي اختلاف أحجامها الدخول في الاقتصاد الرسمي وهم يعتبرون معايير الجودة في الإنتاج مسألة معوقة.
ولماذا يعملون تحت مقصلة قوانين تقيد العلاقة بين العامل وصاحب المنشأة إلي غير ذلك من القيود من وجهة نظرهم.
والخبراء يرون أن تقنين الورش والمصانع التي تعمل خارج منظومة الاقتصاد الحكومي يحب أن يتم بأسرع وقت ممكن باعتباره أحد منافذ انتشال الاقتصاد من كبوته.
بحسب التقديرات فإن الاقتصاد غير الرسمي تبلغ حصيلة إنتاجه السنوي نحو 2.5 تريليون جنيه, ولو أضيف هذا الإنتاج لحصيلة الإنتاج الرسمي لحقق الاقتصاد القومي طفرة كبيرة تمكنه من حل ألغاز كثيرة تعوق انطلاقه. وبامتداد عقوز عملت المنشآت الصناعية غير الرسمية بعيدا عن الرقابة, ومع تنبه الحكومة لأهمية دمج هذه المنشآت لم نشهد خطوات حقيقية وملموسة لإنجاز المهمة.
وربما كانت الحرائق والكوارث التي يبرزها الإعلام بين الحين والآخر عما يجري بتلك المنشآت السبب في انتفاضة الحكومة الأخيرة.
فلا تمضي فترة طويلة إلا وتنقل الأخبار نبأ حريق بورشة أدت لموت وإصابة كثيرين مع غياب الأمن الصناعي وهو أحد اشتراطات ترخيص المنشأة.
ترامي لأسماعنا أيضا استخدام بعض الورش لبودرة السيراميك لتصنيع أكياس النسكافيه واكتشفت مؤخرا!!.
والسؤال: هل تنتفض بحق وزارة الصناعة فتقدم اشتراطات لا تتعارض مع الجودة ولا تقف عقبة في طريق الترخيص؟
مؤكد, لا يخفي اهتمام الحكومة بقطاع الصناعة بعد أن بات الاستيراد مشكلة المشاكل باعتباره يمثل نزيفا مستمرا في استهلاك الدولار, والبديل الأمثل أن يتم التصنيع محليا وتضييق الفجوة بين التصدير والاستيراد.
حتي المنتج المحلي تسعي الحكومة لزيادة المكونات المحلية فما الفائدة من تصنيع منتج معظم مكوناته مستوردة!! وهو ما يصرح به الرئيس مرارا بتوطين الصناعة كبديل للاستيراد مع زيادة المكون المحلي.
هل تنجح الحكومة في إنجاز مهمة دمج الاقتصاد غير الرسمي بكل منافعة أو بوسائل جذب حقيقية؟نأمل.