نظم منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، حفلًا لإشهار "نشيج الدودوك" السيرة الروائية للحائز على الجائزة العالمية للرواية العربية 2021 الكاتب والروائي الأردني جلال برجس والذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.

وأدار الحفل أستاذ النقد والأدب الدكتور مصلح النجار، وقال في مستهل الحفل، إنه أمام سيرة إنسانية تنظر إلى العالم من زاوية مختلفة قارب فيها جلال برجس الواقع الإنساني من خلال تجربته الخاصة.

وأضاف “النجار” أن “برجس” كتب نفسه، وتلك المدن التي زارها، وتلك الكتب التي رافقته في السفر في مزيج كان حبره الشفافية بعيدا عن المثالية، فاحتفى برجس بالإنسانية أوجاعها وأفراحها وأحلامها. 

وأشار “برجس” إلى أنه تطرق في روايته لأهم المحطات الرئيسية في حياته.

وقال إن الرواية الأردنية يميزها انفتاحها على الإنسانية، داعيا إلى التمسك بحبل الإنسانية والانطلاق إلى العالم؛ وأضاف: "علينا أن نحمل الرواية الأردنية إلى مصاف الرواية العربية والعالمية بشكل عام".

ويروي “برجس” سيرته من خلال تجواله في 3 دول، هي “بريطانيا، أرمينيا، والجزائر”، لتتقاطع تلك السيرة، بسيرة الأمكنة، وسيرة 3 كتب رافقته في السفر، مبينا أن كتابه هذا جاء للإجابة عن تساؤل شخصي: "لماذا أقرأ، وأكتب، وأسافر بنهم؟ هل أفعل كل تلك الأشياء هربا أم مواجهة؟".

وقال إنه كتب لكي يواجه نفسه بمستوى من الاعتراف والمكاشفة، وسعيا إلى الخلاص الذي يمكن للكتابة أن توفره.

من جهته، بين الدكتور النجار أن رواية "نشيج الدودوك" تمتاز بالصدقية العالية، حيث يتكلم الكاتب والروائي جلال برجس عن نفسه بدون خجل وبتجرد وواقعية، متسائلا: "هل يجب على الكاتب ان يخجل من الأمور الصغيرة التي تخصه، وان يظهر بمثالية في كتاباته؟"، مشيرا إلى أن هناك بعض الأمور والأحداث الصغيرة التي يعيشها الكاتب تستحق أن تكتب.

وجاء الكتاب في ثلاثة فصول تتداخل فيها سيرة برجس منذ 1970 سنة ميلاده، بسيرة الأمكنة ببعد جمالي فلسفي بعيد عن التاريخ والجغرافيا، وبسيرة ما كان يقرأ من كتب في رحلاته. وعبر تلك السيرة التي كتبت بلغة، ووعي، وأسلوب روائي، يطلع برجس القارئ على فهمه الخاص للقراءة والكتابة، وعلى تجربته التي، حسب تعبيره، لم تكن سهلة، إذ إنه كاتب غير متفرغ، ولا يتوفر له إلا ساعات معدودة للكتابة.

و"جلال برجس" شاعر وروائي أردني، نال جوائز عربية وعالمية عدة، مثل: الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر 2021) عن روايته "دفاتر الوراق"، وجائزة كتارا للرواية العربية 2014 عن روايته "أفاعي النار"، وجائزة روكس بن زائد العزيزي للإبداع 2012 عن مجموعته القصصية "الزلزال"، وجائزة رفقة دودين للإبداع 2013 عن روايته "مقصلة الحالم"، كما ووصلت روايته "سيدات الحواس الخمس" إلى القائمة الطويلة للبوكر العربية 2019.