افتتح، مساء اليوم الجمعة، معرض «أجيال من مدرسة الإسكندرية»، بمركز محمود سعيد للمتاحف، تحت رعاية الدكتورة نيڤين الكيلاني وزيرة الثقافة، بحضور الدكتور وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والدكتور علي سعيد، المشرف العام على مركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية، والدكتور محمد شاكر العميد الأسبق لكلية الفنون الجميلة  جامعة الإسكندرية، وعدد كبير من الفنانين والمثقفين بالمحافظة.

يلقي المعرض الضوء على سبعة وستين فنانًا من الروّاد الأوائل وبعض ممن تتلمذوا على أيديهم، وبعض خريجي كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية في الستينيات والسبعينيات، حيث تعد مدرسة الإسكندرية في الفن هي مدرسة رائدة ولها طابع خاص، وتميَّزت بالحرية في التعبير نظرًا لأن روّادها تتلمذوا على يد فنانين أجانب متعددي الجنسيات، تأثروا بهم في بادئ الأمر ثُم حفروا لأنفسهم مسارًا خاصًا وأسلوبًا تميّزوا به ونقلوه لتلاميذهم جيلًا بعد جيل.

يضم المعرض 104 أعمال فنية بقاعتي أجيال «1، و2» بمركز محمود سعيد للمتاحف، في عرض بانورامي غير مسبوق يؤرخ لفن الإسكندرية على مدار أربعة عقود، في إطار احتفالية المركز بمتحفَي الأخوين وانلي والفن المصري الحديث بالإسكندرية، ويستمر المعرض حتى 30 أبريل المقبل.

وقال الدكتور وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية، إن الحركة الفنية في مصر والتي ترجع لأكثر من مائة عام، وتتمثل في جناحين، أحدهما في القاهرة والآخر في الإسكندرية موجها الشكر لفناني الإسكندرية لعطائهم الدائم، مشيرًا إلى أن هذا العرض الكبير والهام يمكنه أن يرصد لنا التغيرات والأحداث التي ظهرت في المجتمع، كذلك يكشف عن ملامح الحركة التشكيلية المصرية خلال هذه الفترة التاريخية وما ظهر بها من أساليب ومدارس فنية.

67 من فناني مدرسة الإسكندرية

وقال الدكتور علي سعيد، قوميسير المعرض والمشرف على مركز محمود سعيد للمتاحف، إن المعرض يضم أجيال من مدرسة الإسكندرية، التي تُعني الأسلوب السكندري في الفن التشكيلي والذي كان من رواده بالرعيل الأول محمد ناجي ومحمود سعيد، وهم من المؤسسين للمدرسة المصرية في الفن التشكيلي، مرورا بأجيال متعددة منهم سيف وأدهم وانلي، وعفت ناجي وكامل مصطفى، وحامد عويس، ومجموعة كبيرة من فناني مدرسة الإسكندرية.

وأضاف في تصريحات خاصة، لـ«الدستور»، أن المعرض يضم أعمال 67 فنان بـ104 أعمال فنية، لمجموعة من الفنانين الذين تتلمذوا في الإسكندرية، وخريجي كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية أقسام التصوير والنحت والحفر، حيث يلقي الضوء على نماذج من خريجي الدفعة الأولى 1962 حتى عام 1979، وبعضًا من أساتذتهم وبعضًا ممن شاركوهم الحراك الثقافي من خارج الحقل الأكاديمي.

فكرة المعرض 

وأشار «سعيد» إلى أن فكرة معرض «مدرسة الإسكندرية» هو تأريخ لمعلمينا الذين تتلمذنا على أيديهم، ويكون هناك معرض يضم أجيالا مختلفة، ولوحات من ثلاثينيات القرن الماضي حتى السبعينيات، فضلا عن تسليط الضوء على بعضٍ من التجارب الفنية المؤثرة وبعضٍ من التجارب التي لم تأخذ حقها في الظهور، مشيرا إلى أنه تم اختيار مركز محمود سعيد لإقامة الفعالية، لأننا في منزل محمود سعيد رائد من رواد الفن السكندري، كما يضم المركز متحف محمود سعيد ومتحف سيف وأدهم وانلي ومتحف الفن المصري الحديث فهو مكان مناسب جدا لاحتفالية بمدرسة الإسكندرية.

المعرض نواة لمشروع الاحتفاء برواد الفن التشكيلي 

وأوضح أن المعرض ليس معبرًا عن المشهد بالشكل الكامل، بل نماذج من دفعات مختلفة لكلية الفنون الجميلة وفنانيها، وذلك بسبب الطاقة الاستيعابية للمكان، مشيرًا إلى أن المشهد أكبر من ذلك بكثير، وهناك مشروع كبير تتم دراسته بالفعل لتأريخ رواد الفن التشكيلي السكندريين بالشكل الكامل في حدث ضخم يتم الترتيب له من الآن ويشمل مدرسة الإسكندرية من بدايتها حتى موعد إقامة المشروع، حيث إن المعرض الحالي بمركز محمود سعيد هو فقط نواة لمشروع كبير طالما حلمت به، بل وحَلُم به الكثيرين من مبدعي الإسكندرية.

مشاركة أسر الفنانين الراحلين

وأكد أنه بالنسبة للفنانين الراحلين، تم التواصل مع عائلاتهم وأسرهم بشكل مباشر، للحصول على الأعمال الأصلية الموثوق من مصدرها لعرضها، مع حضور ومشاركة أبناء وأسر الفنانين الراحلين بالمعرض، مشيرًا إلى أن هناك أسماء صعب الوصول إلى أسرها للحصول على أعمالهم، باستثناء محمود سعيد وسيف وأدهم وانلي التي تعرض أعمالهم بالفعل بداخل المركز.