«تفاصيل أول لقاء لي مع الإخوان».. أيام من حياة فاروق فلوكس
«تفاصيل أول لقاء لي مع الإخوان».. أيام من حياة فاروق فلوكس
عن دار صفصافة للنشر والتوزيع صدر حديثًا مذكرات الفنان الكبير فاروق فلوكس والتي جاءت تحت عنوان “الزمن وأنا.. مذكرات فاروق فلوكس بين الهندسة والفن والحياة”، وكتبها حسن الزوام.
أيام فاروق فلوكس
يقول فاروق فلوكس: في ميدان عابدين، كانت علاقات الجيرة رائعة، كلنا كنا أصدقاء وكان بيني وبين المجتمع المحيط صداقات كثيرة في طفولتي بكل ثقافاته المتنوعة، منهم الخواجة "يني" صاحب الفرن الإفرنجي، كنت مشهورًا في المنطقة باسم "البروفيسور" بسبب ذكائي وخفة ظلي، وكان لنا جيران من الطليان يعزمونني كل يوم سبت على العشاء، وكنت أنا الطفل المصري الوحيد الذي يتلقى هذه الدعوة.
في هذه المرحلة، كنت أطل من شرفة منزلنا لأجد مجموعة من الأطفال يرتدون ملابس الكشافة في طابور موسيقي ويرفعون علم جماعة الإخوان المسلمين، طلبت من أبي أن شارك في هذا الطابور الملفت لي كطفل لأرتدي ملابس الكشافة وأقرع الطبول وأسير تحت شرفة الملك فاروق لتحيته، كان الملك فاروق محبوبًا من الجميع بما فيهم الأطفال.
مقر الإخوان
وافق أبي وأخذني إلى مقر شعبة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين بشارع "قولة"، أحد أشهر شوارع عابدين وهو مسمى على اسم مدينة "قولة" اليونانية التي تنحدر منها أصول العائلة المالكة. هناك كنا في الفصل نحفظ القرآن ويكلموننا عن الجماعة، يأخذوننا إلى سماع خطبة المرشد حسن البنا في المقر الرئيسي للجماعة بالقرب من منطقة درب الجماميز في المكان الحالي لقسم الدرب الأحمر.
خطبة المرشد
نسمع خطبة المرشد التي لا نفهم منها شيئًا كأطفال، لكن كان مظهر الرجل مؤثرًا، فهو طويل القامة له صوت جهوري، ثم أخذونا إلى بدروم الشعبة، هناك يقومون بتدريبنا على الزحف على الرمال تحت الأسلاك الشائكة، كان هذا تدريبًا للأطفال على اقتحام معسكرات الجيش الإنجليزي والاعتداء على الجنود.
شاركت في هذا التدريب مرة ثم اعتذرت عن المشاركة في المرة التالية وتعللت بأن حالة ضيق تنفس انتابتني، كانت لهجتهم صارمة ووجوههم عابسة، كانوا مستائين أنني لم أنفذ أوامرهم، من هذه اللحظة أصبحت من كارهي جماعة الإخوان المسلمين، فأنا الطفل الذي انضم إليهم ليرتدي زي الكشافة المميز ويقرع الطبول ويشارك في العروض، فوجئت أنهم يفرضون عليَّ أشياء لم أنضم لأفعلها ولم أعتد على لغتهم التي تنطوي على أوامر لا تقبل النقاش.
