حققت المشروعات القومية التى نفذتها الدولة على مدار السنوات الماضية نقلة نوعية على جميع المستويات، خاصة فى مجالى البنية التحتية والخدمات العامة، محدثة تغييرًا فارقًا فى حياة المصريين.

وتنوعت المشروعات بين شبكة طرق ومحاور جديدة لتسهيل تحركات المواطنين، أو إحلال وتجديد شبكات المياه والصرف الصحى والكهرباء، أو توفير مساكن لائقة ومتطورة لجميع الراغبين، فضلًا عن افتتاح عدد ضخم من المصانع، واستزراع مساحات كبرى من الأراضى، وغيرها من المشروعات الصناعية والتنموية.

وتوافرت فى تلك المشروعات ميزتان أساسيتان؛ الأولى هى تحقق عامل الجودة العالية، بعدما تم تنفيذها على أعلى مستويات الإتقان، والثانية هى ارتباطها بشكل مباشر بحياة المواطنين واحتياجاتهم الأساسية، الاحتياجات التى طالما افتقدتها شرائح كبيرة من المصريين خلال العقود الماضية.

«الدستور» تستعرض فيما يلى الخريطة الكاملة لعدد من المشروعات التى نفذتها الدولة على مدار السنوات الماضية، والنتائج الإيجابية التى حققتها على أرض الواقع، وكيف أثرت بشكل مباشر على معيشة المواطنين وحياتهم اليومية.

تراجع ضحايا الحوادث إلى النصف بعد زيادة الطرق لـ150 ألف كم وإنشاء 40 ألف كوبرى

تصدرت مشروعات الطرق والكبارى قائمة الإنجازات والمشروعات القومية للدولة خلال السنوات الثمانى الماضية، منذ أن أطلقت الدولة المشروع القومى للطرق فى ٢٠١٤، بهدف إنشاء شبكة جديدة بأطوال ٣٣٠٠ كم، بتكلفة إجمالية نحو ٣٦ مليار جنيه.

ونجح المشروع فى إضافة نحو ٢٩ ألف كم من شبكات الطرق منذ ٢٠١٤ حتى الآن، ليزداد طول شبكة الطرق فى مصر إلى ١٥٠ ألف كم. 

وحسب التقارير الرسمية، ازدادت أطوال الطرق بشكل ملحوظ منذ بدء تنفيذ المشروع فى ٢٠١٤، لترتفع من ١٢١.٩ ألف كم إلى ١٢٤.٢ ألف كم فى ٢٠١٥، ثم ١٢٧.٤ ألف كم فى ٢٠١٦ و٢٠١٧، و١٣٠.٢ ألف كم فى ٢٠١٨، و١٣٧.٧ ألف كم فى ٢٠١٩، وصولًا لـ١٥٠ ألف كم فى ٢٠٢٠.

وسجل عدد الكبارى قفزة كبيرة تزامنًا مع توسع الدولة فى تنفيذ مشروعات الطرق، لتسهيل حركة المرور، ليرتفع إجمالى أعدادها على مستوى الجمهورية من ٢٣٧٠ كوبرى فى ٢٠١٤ إلى ٣٩.٧٣٦ ألف كوبرى حتى منتصف ٢٠٢٠.

وبدأت ثمار المشروع القومى للطرق تؤتى ثمارها، رغم عدم اكتماله حتى الآن، وظهر ذلك فى تراجع معدلات وفيات وإصابات حوادث الطرق على مستوى الجمهورية خلال آخر ٥ سنوات.

وانخفضت إصابات حوادث الطرق خلال الفترة بين عامى ٢٠١٧ و٢٠٢١ بنسبة تقترب من النصف، لتسجل ٥١.٥١١ ألف إصابة فى ٢٠٢١، مقابل ٩٦.٠٠٤ ألف إصابة عام ٢٠١٧، بفارق ٤٤.٥ ألف حالة إصابة، بنسبة تراجع ٤٦.٣٪. كما تراجعت وفيات الحوادث من ٧.٣٧٠ ألف حالة وفاة فى ٢٠١٧، لـ٧.١٠١ ألف حالة وفاة فى ٢٠٢١.

وحسب التقارير، تراجعت إصابات حوادث الطرق بين الركاب إلى ١٧.٨ ألف حالة إصابة فى ٢٠٢١، مقابل ٣٥.٤ ألف حالة إصابة فى ٢٠١٧، وتراجعت إصابات المشاة إلى ١٢.٩ ألف حالة إصابة فى ٢٠٢١، مقابل ٢٤.٢ ألف حالة إصابة فى ٢٠١٧، وسجلت إصابات السائقين تراجعًا لـ٩.١ ألف حالة إصابة، مقابل ١٦.٢ ألف حالة إصابة فى نفس فترة المقارنة. وفيما يخص وفيات حوادث الطرق، أظهر تقرير لجهاز التعبئة والإحصاء انخفاض عدد الوفيات إلى حدود ٧٣٢٦ حالة وفاة فى ٢٠٢١، مقابل ٧٣٧٠ حالة وفاة فى ٢٠١٧.

وتراجعت حالات الوفيات على مستوى ١٥ محافظة هى: الإسكندرية من ٧٤٤ لـ٦٦٦ حالة وفاة، وبورسعيد من ١٢ حالة لحالة واحدة، والسويس من ٢١٢ لـ١١٩ حالة، والدقهلية من ٥١٩ لـ٥٠٧ حالات، ودمياط من ٢٣٨ لـ١٤٥ حالة، والشرقية من ٢٨٦ لـ٢٢٨ حالة، وكفرالشيخ من ١٥٣ لـ٨٦ حالة، والغربية من ١١٩ لـ٨٩ حالة، والإسماعيلية من ٢٧٨ لـ٢٣٩ حالة، وبنى سويف من ٩٧ لـ٣٩ حالة، والفيوم من ٥١ لـ٢٩ حالة، وأسيوط من ٤٣٣ لـ٢٨١ حالة، وقنا من ١٨٢ لـ١٤٩ حالة، وأسوان من ١٤٠ لـ١١٢ حالة، وشمال سيناء من ٦٠ لـ٢٧ حالة.

فى المقابل، ارتفعت وفيات حوادث الطرق فى ١٢ محافظة هى: القاهرة من ١٣٠٧ حالات فى ٢٠١٧ لـ١٤٠٠ حالة فى ٢٠٢١، والجيزة من ٨٢١ لـ١٠٢٠ حالة، والقليوبية من ١٦١ لـ٣٢٦ حالة، والبحيرة من ٦٥٢ لـ٦٩٥ حالة، والمنيا من ٢١٧ لـ٢٦٣ حالة، وسوهاج من ٢٧٨ لـ٢٨٦ حالة، والأقصر من ٢٧ لـ٨٠ حالة، والبحر الأحمر من ٧٨ لـ١٢٥ حالة، والوادى الجديد من ١٤ لـ٤٣ حالة، ومطروح من ٨٩ لـ١٢٧ حالة، وجنوب سيناء من ٢٣ لـ٩٣ حالة، والمنوفية من ١٤٩ لـ١٥١ حالة.

زراعة 140 ألف فدان واستصلاح 511.7 ألف أخرى.. وانخفاض حالات التعدى على الأراضى

أطلقت الدولة مشروع «المليون ونصف المليون فدان»، بهدف تعزيز المساحات المزروعة ومواجهة ظاهرة التعديات والتصحر، وكذلك مواجهة الكثافة السكنية، على نحو يسهم فى توفير الاحتياجات من السلع والمحاصيل الغذائية.

وكشف أحدث بيانات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء عن أن إجمالى المساحة المزروعة تحت مظلة المشروع بلغ ١٣٩.٥٠٠ ألف فدان حتى نهاية عام ٢٠٢٠/٢٠٢١، بينما بلغت المساحة المستصلحة ٥١١.٧٠٠ ألف فدان، مقابل ٥٢٢.٦ ألف فدان مساحة قابلة للاستصلاح. وتوزعت المساحات التى تم استصلاحها بالمشروع على عدة محافظات، فى مقدمتها مطروح «المغرة» بـ١٩٦.٦ ألف فدان و«شرق سيوة» بـ١١.٩٨٢ ألف فدان، والمنيا «غرب المنيا» بـ١٦٨.٤ ألف فدان، والوادى الجديدة «الفرافرة القديمة» بـ٥٩.٠٨١ ألف فدان و«الفرافرة الجديدة» بـ٢٠.٦٥٠ ألف فدان، وأسوان بـ٥٤.٨٤٨ ألف فدان.

أما المساحة المزروعة بالفعل فتوزعت بين غرب المنيا بـ٤٦ ألف فدان، والمغرة بـ٣٩ ألف فدان، والفرافرة القديمة بـ٢١ ألف فدان، والفرافرة الجديدة بـ٢٠ ألف فدان، وتوشكى بـ١١.٥٠٠ ألف فدان، والطور ١٠٠٠ فدان، وشرق سيوة ١٠٠٠ فدان.

وتراجعت حالات التعديات على الأراضى الزراعية لتصل إلى ١٩.٢٧٧ ألف حالة تعدٍ خلال عام ٢٠٢١، مقابل ٥٥.٦٢٦ ألف حالة فى ٢٠٢٠.

تضاعف إنتاج الإسماك لأكثر من 2 مليون طن بقيمة 62 مليار جنيه

افتتحت الدولة العديد من مشروعات الاستزراع السمكى خلال الـ٨ سنوات الماضية، تمكنت خلالها من تغطية أكبر قدر من احتياجات السوق، لتصبح بذلك الأولى إفريقيًا والسادسة عالميًا فى الاستزراع السمكى.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى تطور كبير فى كمية وقيمة الإنتاج السمكى خلال الفترة بين عامى ٢٠١٦-٢٠٢٠ تحديدًا، بارتفاع كمية الإنتاج من ١.٧ مليون طن فى عام ٢٠١٦ إلى ١.٨ مليون طن فى عام ٢٠١٧، ثم ١.٩ مليون طن فى ٢٠١٨، و٢.٠٣ مليون طن فى ٢٠١٩، وصولًا إلى ٢.٠١ مليون طن فى ٢٠٢٠.

وتضاعفت أيضًا قيمة هذا الإنتاج السمكى من ٣٢.٣ مليار جنيه فى ٢٠١٦ إلى ٤٣.٨ مليار جنيه فى ٢٠١٧، ثم ٤٨.٣ مليار جنيه فى ٢٠١٨، و٦١.١ مليار جنيه فى ٢٠١٩، وصولًا إلى ٦١.٩ مليار جنيه فى ٢٠٢٠.

وشهد الإنتاج السمكى من المزارع نموًا ملحوظًا من ١.٣٧٠ مليون طن فى ٢٠١٦ إلى ١.٤٥١ مليون طن فى ٢٠١٧، ثم ١.٥٦١ مليون طن فى ٢٠١٨، و١.٦٤٢ مليون طن فى ٢٠١٩، قبل أن يتراجع قليلًا إلى ١.٥٩٢ مليون طن فى ٢٠٢٠.

بناء أكثر من 453 ألف وحدة إسكان اجتماعى منذ 2019

بلغ إجمالى عدد الوحدات السكنية المنفذة ضمن مشروع الإسكان الاجتماعى «المليون وحدة» ٤٥٣.٦ ألف وحدة سكنية، تم تنفيذ ٧٨.٤ ألف وحدة منها فى العام المالى ٢٠٢٠/٢٠٢١.

ونفذ الجهاز المركزى للتعمير ١.٣ ألف وحدة من هذه الوحدات بنسبة ١.٧٪، باستثمارات قدرها ١٨٠ مليون جنيه، تليها مديريات الإسكان بـ١٢.٢ ألف وحدة بنسبة ١٥.٥٪، باستثمارات قدرها ١.٨ مليار جنيه، ثم هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ٦٤.٩ ألف وحدة بنسبة ٨٢.٨٪، باستثمارات ١.٣٣٨ مليار جنيه.

وتدرج عدد الوحدات السكنية المنفذة فى مشروع الإسكان الاجتماعى «المليون وحدة»، من ١٩.١٧٢ ألف وحدة فى ٢٠١٣/٢٠١٤ إلى ٣٩.١٤٠ ألف وحدة فى ٢٠١٤/٢٠١٥، ثم ٧٩.٥٣٥ ألف وحدة فى ٢٠١٥/٢٠١٦، و٣٦.٣٥٢ ألف وحدة فى ٢٠١٦/٢٠١٧، و٨٢.١٠١ ألف وحدة فى ٢٠١٧/٢٠١٨، و٦٧.٧٠٤ ألف وحدة فى ٢٠١٩/٢٠٢٠، وصولًا إلى ٧٨.٣٨١ ألف وحدة فى ٢٠٢٠/٢٠٢١.

300 مليار جنيه لتنفيذ 24 ألف مشروع فى 1477 قرية ضمن «حياة كريمة»

فى أوائل ٢٠١٩ أطلقت الدولة مشروعًا قوميًا جديدًا لتطوير قرى الريف باسم «حياة كريمة»، الذى يضم نحو ٤٦٠٠ قرية، يعيش فيها أكثر ٥٨ مليون نسمة، يشكلون ٥٣٪ من سكان مصر، بتكلفة تقارب تريليون جنيه على عدة مراحل.

وبختام ٢٠٢٢، تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى، التى تضمنت حوالى ٢٤ ألف مشروع فى ١٤٧٧ قرية بـ٢٠ محافظة، بتكلفة تخطت ٣٠٠ مليار جنيه، وكانت هذه المشروعات موزعة على خدمات مياه الشرب والصرف الصحى، والكهرباء، والخدمات الصحية والتعليمية والسكنية، والطرق والكبارى، وتأهيل وتبطين الترع، وغيرها من الخدمات التى تقدمها المبادرة الرئاسية.

وتنوعت المشروعات المنفذة فى قرى المرحلة الأولى، التى يبلغ عدد سكانها ما يزيد على ١٧ مليون مواطن، بين إنشاء ٣٣٢ مجمع خدمات، وتوصيل المرافق لـ١٣١١ مبنى، وإنشاء ٢٧٢ وحدة صحية فى ٤٢ مركزًا، و١٥٨ نقطة إسعاف فى ٤٥ مركزًا، و٥٦ منشأة تضامن اجتماعى فى ٢٤ مركزًا.

كما تم الانتهاء من إنشاء ١٣٤ مركز خدمة زراعية فى ٤٠ مركزًا، و١١٣٠ مشروع إنشاء مبانٍ مدرسية، و١٢٩٧ مشروع تطوير ورفع كفاءة لإنشاء وتطوير ١١٠٥ فصول تعليمية.