"وشوشات من غزة" كشفت المستور.. وحماس ردت بمقاطع مزيفة!


بعد هجوم السبت المسلح خارج الكنيس اليهودي في القدس، رأى الملايين حول العالم صورًا لفلسطينيين يحتفلون بالألعاب النارية في القدس الشرقية والتجمعات في الضفة الغربية، وقيام أحد كبار قيادات حماس بتوزيع الحلوى في الشارع بقطاع غزة. وأعاد المشهد فرض وجهة نظر واسعة الانتشار مفادها أن الفلسطينيين يؤيدون حماس بشكل كبير والفوضى التي تتسبب بها.

ومن الطبيعي أن ترحب حماس بمثل هذا التصور تحت شعار أن "الشعب يلتف حول المقاومة"، والذي يعد جوهر مطالبتها بالشرعية. وقد سلط عدد من وسائل الإعلام الموالية لحماس في المنطقة الضوء على كل صورة متاحة للابتهاج الفلسطيني. وعلى الجانب الآخر، شجب بعض المؤيدين للمجتمع الإسرائيلي، الذين يتقبلون نفس الفرضية المتمثلة في التوحيد الأيديولوجي الفلسطيني، الاحتفالات بأنه "مجتمع مريض يحتفل بالموت".

لكن الآلاف الذين خرجوا للاحتفال لا يمكن اعتبارهم شريحة تمثل وتعبر عن الملايين، الذين مكثوا في منازلهم. وكما أوضحت هذه الصفحات، فإن استطلاعات الرأي المكثفة للفلسطينيين تُظهر تنوعًا في وجهات النظر، مثلهم مثل أي مجموعة سكانية. إن لديهم مجموعة من وجهات النظر حول حماس وإسرائيل ودور العنف المسلح. تُظهر بعض استطلاعات الرأي أن الأغلبية في غزة تعارض هجمات حماس ولا تثق في مؤسسات حماس وتؤيد التسويات السلمية مع إسرائيل، وأنهم أكثر حرصًا على معالجة المشاكل المحلية بدلاً من الاشتباكات مع إسرائيل.

وعندما يتم إلقاء نظرة خاطفة أحيانًا على وجهات النظر هذه، بالإضافة إلى السبب الذي يجعلهم نادرًا ما يجدون تعبيرًا علنيًا، على سبيل المثال مقطع الفيديو الأسبوع الماضي الذي يُظهر تعرض صاحب متجر في جنين للاعتداء بالضرب عندما ندد بالمسلحين المحليين. كما سبق أيضًا أن تم عرض مظاهر الشجاعة الجماعية، التي تمثلت في التظاهر في شوارع غزة عام 2019، وهي المظاهرات التي تحدى فيها ما يقرب من 1000 فلسطيني السجن والاضطرابات والتعرض لإطلاق النار، احتجاجًا على حكم حماس الفاسد. إن القمع الدموي ضد هؤلاء الرجال والنساء وعائلاتهم يعتبر من أبشع الجرائم ضد الإنسانية في المنطقة.

تعبيرية

وتحظى هذه العروض الرائعة باهتمام أقل بكثير من مظاهرات التأييد لحماس وحلفاؤها. فحتى وقت قريب للغاية، لم يتم بذل أي جهد منسق لبناء منصة للأصوات المستقلة في غزة للتحدث إلى جمهور عالمي.

وشعر "مركز اتصالات السلام" CPC أن محاولة القيام بذلك يعد أمرًا حيويًا، ربما طال انتظاره، ويعتبر مسألة ذات اهتمام إنساني عام. ففي بعض الدول العربية، تؤدي هيمنة خطاب حماس - المبنية على أكتاف 70 عامًا من الدعاية الرافضة - إلى تحويل المدنيين العرب، الذين يفضلون المشاركة المدنية والسلام، إلى عناصر منبوذة اجتماعيًا. وفي الغرب، تقوض نفس الرواية السعي إلى منطقة أكثر سلامًا وتكاملًا، من خلال الإيحاء الكاذب بأن الأصوات المتطرفة المختلفة في العواصم الغربية تتحدث في الواقع باسم الشعب الفلسطيني.

ويسعى "مركز اتصالات السلام" CPC إلى مساعدة الفلسطينيين والعرب الآخرين في الدفاع عن قضيتهم من أجل السلام وضد الميليشيات المسلحة - بأكبر قدر ممكن من الوضوح. ويعتقد أنه من خلال القيام بذلك، يمكنهم اختراق سرد ما يسمى بـ"محور المقاومة". ويمكنهم فضح الجهات المتطرفة في الغرب على أنها حيلة أجنبية، تتصرف بتجاهل لمصالح الشعوب العربية، وضد إرادة المد الصاعد من الجماهير العربية، والتحالف بشكل فعال مع الميليشيات المسلحة غير المرغوب فيها من قبل الشعوب التي تحكمها.

وعلى مدار العام الماضي، تم الاتصال بالعشرات من السكان الحاليين في الشريط الساحلي ودعوتهم، على وعد بعدم الكشف عن هويتهم، لرواية قصصهم وتجاربهم أمام الكاميرا.

وكانت شهادات سكان غزة مروعة، حيث فضحت الاعتقالات التعسفية والابتزاز والعنف من قبل عناصر حماس، والانتهاك المنهجي لحرياتهم الشخصية الأساسية. وأعرب أولياء الأمور عن قلقهم بشأن تعريض أطفالهم لتلقين حماس من خلال المدارس المحلية. ووصف أصحاب المتاجر عمليات الابتزاز التي تعرضوا لها على يد عناصر حماس. وروى المهنيون تجربتهم مع نظام المحسوبية المحلي، والممتد عبر القطاع الخاص ومعظم المجالات، بغرض إثراء أعضاء حماس وعائلاتهم مع تهميش الأغلبية في غزة.

كما أعرب الأشخاص الذين تمت مقابلتهم عن دعمهم القوي لتقرير المصير للفلسطينيين، لكنهم استنكروا حماس باعتبارها تضر بهذه القضية من خلال شن حروب مع إسرائيل، لا تستطيع الانتصار فيها أثناء الاختباء في الملاجئ وترك المدنيين يعانون من الخسائر. لقد نقلوا فهمًا لحرب حماس على أنها مسرحية لجلب أموال المساعدات التي تواصل الحركة نهبها. ودعا البعض إلى استبدال مفاهيم "المقاومة المسلحة" لحماس بأشكال جديدة غير عنيفة من الاحتجاج ضد إسرائيل. ودعا آخرون إلى المشاركة المدنية مع الإسرائيليين، سواء من أجل سلام دائم، كجزء من جهد دولي لإعادة بناء الشريط الساحلي، أو كليهما. دعا الجميع تقريبًا إلى مستقبل بدون نخبهم الحاكمة الحالية، والتي أطلق عليها الكثيرون "احتلال حماس لغزة".

وفي مواجهة السؤال حول ما يجب فعله بهذه التسجيلات لساعات عديدة من المقابلات والشهادات، استخلص "مركز اتصالات السلام" CPC الإجابة من خبرات سابقة. فقبل ذلك بعام، تم حشد 312 عراقيا في 6 محافظات للالتقاء في مدينة أربيل الشمالية، ومن ثم أعلن حزب الله والميليشيات الأخرى المدعومة من إيران الحرب على المؤتمر و"لئلا يكون هناك المزيد منهم"، كما ورد على لسان زعيم حزب الله حسن نصر الله في خطاب. لذلك قام "مركز اتصالات السلام" CPC بما كان عليه فعله من أجل الحفاظ على سلامة وأمن وحرية جميع المشاركين.

وعند الاقتراب من بدء المبادرة في غزة، تم وضع تصور لنهج جديد من شأنه أن يقلل من تعرض المشاركين للمخاطر ويزيد من تأثير شهاداتهم. كما يعلم قرّاء سلسلة "وشوشات من غزة"، تم تكليف فريق متخصص في الرسوم المتحركة والرسامين والموسيقيين لإنشاء 25 مقطع فيديو من تسجيلات المقابلات، باستخدام الرسوم المتحركة بدلاً من ظهور المتحدثين أنفسهم وتم توظيف تقنيات الصوت لتغيير أصوات المتحدثين. وشعر "مركز اتصالات السلام" CPC أنه بالإضافة إلى حماية الهويات، فإن التصوير الفني للقصة التي يرويها الصوت يمكن أن يوفر تجربة عميقة لحياة شخص ما يصعب نسيانها. ثم تم إعداد نسخ من المادة العربية مع ترجمة باللغات الإنجليزية والفرنسية والعبرية والفارسية والإسبانية والبرتغالية، حيث تم عقد اتفاقيات مشاركة المحتوى مع "العربية.نت" بالإضافة إلى Kayhan London للنسخة الناطقة بالفارسية و Infobaeباللغة الإسبانية و RecordTV البرازيلي لعرض النسخة الناطقة بالبرتغالية. ووافقت جميع المنصات على نشر المواد في وقت واحد على ثلاث دفعات أسبوعية، إلى جانب مقالات توثق الطبيعة الواسعة للمآسي التي يصفها سكان غزة.

وقامت حماس بالرد على الفور، حيث شنت هجومًا إلكترونيًا على جميع المنصات التي قامت ببث سلسلة "وشوشات من غزة"، وقام "مركز اتصالات السلام" CPC بالمشاركة العلنية لأحد هذه الهجمات. وفي الوقت نفسه، جمعت حماس فريق الإنتاج التابع لها لمواجهة مقاطع الفيديو من خلال إنشاء نسخ مزيفة مع تعديلات مرئية صغيرة وموسيقى تصويرية عالية الجودة وإعادة صياغة للروايات بهدف تقديم صورة عاكسة لمحتوى المادة الأصلية. وعلى سبيل المثال، في أحد مقاطع الفيديو غير المحرفة، تصف "آمنة" خوفها من إرسال أطفالها إلى مدرسة تديرها حماس "حيث يلقنون التلاميذ" حول "كيفية الوصول إلى الجنة"، من خلال الهجمات الانتحارية. وفي نسخة حماس المزيفة، تصف المتحدثة كيف تغلبت على مخاوفها وأرسلت أطفالها إلى مدرسة تابعة لحماس لتلقي تعليم "ديني" سليم أخلاقياً. وفي مقطع آخر من مقاطع الأصلية، يوضح المتحدث أنه في ظل حكم حماس، "يُحظر القول إننا لا نريد الحرب"، وأن نهاية هيمنة حماس "يجب أن تأتي من الشعب". في النسخة الزائفة، تم التحريف إلى "الحل في المقاومة لا شيء آخر" و"على الرغم من أننا قد تحملنا أربع حروب، فإننا نقف إلى جانب المقاومة ولن نتخلى عنها أبدًا". ويدرك القائمون على المبادرة من تجربتهم الخاصة كمنتجي الفيديو أن هذا الجهد، الذي تم إجراؤه في أقل من أسبوع، تطلب فريقًا من المحترفين يعملون لوقت إضافي.

لقد كشفت حماس فقط عن طبيعتها وخوفها من الأصوات الحقيقية للمواطنين الذين تحكمهم.

أما الرسوم المتحركة الأصلية "وشوشات من غزة"، فقد دخلت هذا العالم وبدأت بالانتشار وتحفيز محادثات جديدة. ففي البلدان العربية، حيث يوجد أكبر جمهور لسلسلة الحلقات، أظهر بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أنهم يعيدون النظر في تعاطفهم مع حماس، وصدّقوا على مطالبة سكان غزة بحكومة مسؤولة. وفي إيران، عبرت مجموعات على "تليغرام" و"واتساب"، حيث علق المتظاهرون الشباب المناهضون للنظام على أوجه التشابه بين مظالم غزة ورفضهم لحكم رجال الدين. وبين الإسرائيليين وأنصارهم، لم ينقل الكثيرون اشمئزازهم من حكم حماس فحسب، بل عبّروا أيضًا عن اعترافهم بالإنسانية ووعد أولئك الذين يعيشون في ظل ذلك النظام ويريدون مستقبلًا مختلفًا تمامًا. من جانبه، أوضح أحد المدافعين الإسرائيليين البارزين عن الحوار مع سكان غزة سببًا منفصلاً لتأييد المبادرة، فبالإضافة إلى تقديم فرصة "لسكان غزة العاديين والشجعان ليخبروا العالم كيف تبدو الحياة في ظل حكم حماس، فقد كتب غيرشون باسكن أن سلسلة الحلقات قدمت أيضًا "فرصة للقادة لسماع القصص أيضًا".

ودعا صانعو السياسة في الولايات المتحدة وأوروبا إلى طرق جديدة للتفكير في التوجهات الدولية لغزة. ووصف بريان كاتوليس، نائب الرئيس للسياسة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، سلسلة الحلقات بأنها "فرصة لانتشال أنفسنا مؤقتًا من الإطار الضيق الذي نتصور من خلاله الشعب الفلسطيني الذي يعيش في قطاع غزة، ثم نعود إلى مداولاتنا. بعد اكتساب مفردات جديدة".

ويجري العمل على وضع الخطط لعرض مقاطع الفيديو في البرلمانات ومراكز الفكر والحرم الجامعي والمراكز المجتمعية، وكان أول من قام بتحديد موعدًا للعرض هو فرع من منظمة "درور إسرائيل"، أكبر منظمة غير حكومية تعليمية في البلاد - في سديروت، المدينة الإسرائيلية المتاخمة لغزة حيث تعاني العائلات من صدمة الهجمات الصاروخية عند كل تصعيد. وسيشترك في رعاية الحدثYouth4Mena ، وهي منظمة غير حكومية جديدة مكرسة لتعزيز العلاقات بين السكان في المنطقة. لقد تم تأخير المناسبة لمدة أسبوع حتى يتمكن الإسرائيليون من الحداد أولاً على مواطنيهم الذين قُتلوا. كتب توم فيزل، المسؤول عن تنظيم المناسبة، قائلًأ إن "الطريق إلى السلام بين إسرائيل وجيرانها هو طريق معقد، لكنه يبدأ بفهم العناصر المتطرفة في منطقتنا، بينما نحاول تضخيم أصوات أولئك الذين يسعون من أجل واقع مختلف".

كمنظمة صغيرة، يفتقر "مركز اتصالات السلام" CPC إلى آلية تضخيم أصوات سكان غزة بقوة مثلما تنشر حماس خطابها. ولكن يفخر "مركز اتصالات السلام" بالنتيجة الأولية. فبعد أسبوعين من إطلاق المبادرة، جمعت مقاطع الفيديو ما يزيد قليلاً عن مليوني مشاهدة على منصة "يوتيوب" وحدها. وبعد جمهور المشاهدين العربي، تحتل النسخ الإنجليزية من مقاطع الفيديو المرتبة الثانية من حيث الحجم. وتشير التقديرات إلى أنه تم جمع أكثر من مليون مشاهدة إضافية من خلال مجموعة من منافذ الشراكة مع المنصات الأخرى وإعادة النشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتداول المقاطع عبر "واتساب" والتطبيقات الأخرى. ومن المتوقع أيضًا، استنادًا إلى التفاعل المستمر مع سكان غزة، أن يكون نصيب المشاهدة الأكبر لمقاطع الفيديو في الشريط الساحلي نفسه. ففي تلك المنطقة، تقدم مقاطع الفيديو قوة التنفيس، حيث تجد المجهود والعواطف التي يتشاركها الكثيرون أخيرًا تعبيرًا عامًا منهجيًا. ومن الممكن أن يشعر المواطن في غزة بالجرأة أيضًا بسبب معرفة أنه لم يعد من الممكن لحماس أو حلفائها قمع هذه الشهادة.

بدأت رحلة "وشوشات من غزة" للتو. بينما يواصل "مركز اتصالات السلام" CPC بذل ما في وسعه لنشره، ويحث الآخرين الذين يؤمنون برسالة هذه الأصوات - سواء كانوا أفراداً أو منظمات أو حكومات - على الانضمام إليه في فتح أبواب منصاتهم لعرضها.

تاريخ الخبر: 2023-01-31 06:18:19
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 92%
الأهمية: 97%

آخر الأخبار حول العالم

كمين محكم يطيح بتاجر مخدرات بسيدي سليمان

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-09-20 06:07:52
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 79%

«الحليمي» يهدد النساء - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-09-20 03:25:08
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

لماذا التزم حسن نصر الله الغموض حول طبيعة رد الحزب على اسرائيل؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-09-20 06:07:58
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 80%

«طيور الظلام».. محرضون ودعاة فتنة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-09-20 03:25:14
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية