قتل الجيش الإسرائيلي، اليوم (الخميس)، تسعة فلسطينيين بينهم امرأة مسنة، وأصاب آخرين بجروح خلال عملية عسكرية في جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة. وذكرت حركة «حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي» أن مسلحين تابعين لهما يخوضون اشتباكات مع القوات الإسرائيلية التي اقتحمت مخيم جنين، وهو معقل لنشطاء تندر فيه مثل هذه المداهمات المتوغلة كثيرا في عمقه.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن حصيلة القتلى ارتفعت إلى «تسعة شهداء بينهم سيدة مسنة منذ صباح اليوم»، فيما أفاد مسعفون وشهود عيان بسقوط عدد كبير من القتلى. وأشارت الوزارة إلى أن «الوضع في مخيم جنين حرج للغاية»، متّهمة الجيش الإسرائيلي بـ«اقتحام مستشفى جنين الحكومي، وإطلاق - بشكلٍ متعمد - قنابل الغاز المسيل للدموع بداخله».
وقال نائب محافظ مدينة جنين كمال أبو الرب لوكالة الصحافة الفرنسية: «نعيش حالة حرب حقيقية في جنين ومخيمها، والجيش الإسرائيلي يدمر كل شيء ويطلق النار على كل شيء يتحرك». ووفق أبو الرب، فإن العملية الإسرائيلية بدأت عند الساعة السابعة صباحاً «وما زالت مستمرة». وبعد وقت قصير، أفاد مراسلو ومصورو الوكالة بأن الجيش الإسرائيلي انسحب من مخيم جنين.
وقال الجيش الإسرائيلي عبر تطبيق «تلغرام»: «قوات الأمن ستنفذ عملية في مخيم جنين للاجئين، وسيتم تقديم التفاصيل لاحقاً». وبذلك، يرتفع إلى 28 عدد الفلسطينيين بين مدنيين وأعضاء في تنظيمات مسلّحة، الذين قتلوا منذ بداية السنة برصاص إسرائيلي، في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إن المسعفين يكافحون للوصول إلى الجرحى وسط القتال. كما اتهمت الجيش بإطلاق الغاز المسيل للدموع على جناح الأطفال في المستشفى، ما تسبب في اختناقهم. ولم يصدر تعليق فوري من الجيش.
وتعرف مستشفى جنين على السيدة ماجدة عبيد. وتعرفت وزارة الصحة الفلسطينية، في وقت سابق، على قتيل آخر وهو صائب الأزرقي (24 عاماً) الذي نقل إلى المستشفى في حالة حرجة بعد إصابته بالرصاص وتوفي متأثراً بجراحه. وقالت الوزارة إن 16 شخصاً على الأقل أصيبوا.
نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم السلطة الفلسطينية، أدان العنف، داعياً المجتمع الدولي للتحدث ضده.
وشهد عام 2022 سقوط أكبر عدد من القتلى في الضفة الغربية منذ نهاية الانتفاضة الثانية (2000 - 2005)، حسب الأمم المتحدة. وتشير أرقام الوكالة إلى مقتل 201 فلسطيني على الأقل، بينهم 150 في الضفة الغربية، و26 إسرائيلياً في 2022.