بالنسبة لغالبية سكان غزة، الذين لا ينتقدون حماس علانية، ليس هناك ما يضمن أن حماس لن تلومهم. ففي مقهى معين في غزة، اعتادت "لبنى" وصديقها أن يشبكا أيديهما، حتى لاحظت شرطة حماس سلوكهما، وأبلغت عن ذلك، وأغلقت المقهى. اليوم لبنى متزوجة وفي كل تجمع عائلي يسأل الأقارب عن موعد إنجابهما للأطفال. وتشرح قائلة: "سيكون من الخطأ إحضار طفل إلى الظروف التي نتحملها.. الطفل بريء. إنه لا يستحق أن يُجبر على الذهاب إلى المدارس الحكومية لتدريس دروس لا قيمة لها ومخادعة". ويأمل الزوجان الشابان في بناء مستقبل في مكان آخر.
تكثفت حماس جهودها لفرض الأعراف الاجتماعية المحافظة بعد تولي الحركة السلطة. وتشمل فرض الفصل بين الجنسين في المدارس، وحظر الكتب، ومنع النساء من ركوب الدراجات، وتشجيع تعدد الزوجات. ويزعم مسؤولو حماس أن هذه الإجراءات تعكس الحساسيات المحافظة الفطرية لسكان غزة، لكن نشطاء حقوقيين محليين يشعرون بخلاف ذلك. فقد تحدت زينب الغنيمي، المدافعة عن حقوق المرأة، ومقرها غزة، المجموعة بأن تكون أكثر وضوحًا: "بدلاً من الاختباء وراء التقاليد، لماذا لا يقولون بوضوح إنهم إسلاميون ويريدون أسلمة المجتمع؟".
يُذكر أن مخاوف لبنى بشأن تعليم الطفل تعتمد على أسس صحيحة. فالمدارس والمخيمات الصيفية التي تديرها حماس توجه الأطفال نحو حياة الصراع. مناهجهم تنكر مهارات التفكير النقدي الأساسية، بينما تغرس معاداة السامية وإنكار "الهولوكوست". ويتم تدريب الأطفال على استخدام الأسلحة النارية وحثهم على اتباع "الجهاد" بعد التخرج.
سمير زقوت، ناشط حقوقي من غزة، يعتقد أن الأساليب التعليمية لحماس تهدف إلى "بناء ثقافة عسكرية، وتعريف الأولاد بالمقاومة، وخلق الجيل القادم من المقاتلين".
مخيمر أبو سعدة، أستاذ مساعد في العلوم السياسية بـ"جامعة الأزهر" في مدينة غزة، يستنكر قائلا: "يمكنهم تسميتها معسكرات صيفية، لكن في الواقع هذا مجرد جزء من التنشئة الاجتماعية الإسلامية.. إنهم يجنّدون هؤلاء الأطفال للانضمام إلى كتائب القسام.. كلما كان هناك قتال مع إسرائيل أو أن هناك جولة جديدة من العنف مع إسرائيل، سيتم تجنيد معظم الأولاد للقتال كانتحاريين أو على الأقل للانضمام إلى المقاومة الفلسطينية".