بالأمس ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بحديث زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن الخليج العربي، وبات حديث العراق والخليج حين شكر كل المنتخبات العربية التي شاركت في «كأس الخليج العربي» التي أرجعت العراق إلى الصف العربي بثوب جديد ملؤه الحب والسلام. لم يتوقف الصدر عن هذا ليغيظ إيران وأزلامها، مضيفاً: أهلا بكم يا دول الخليج العربي في عراق العروبة والإباء.

صحيح أنها كلمة حق ولم يأتِ الصدر بما هو جديد، إلا أن مثل هذه المقولات في العراق لها تكلفة كبيرة، خصوصاً في ظل النفوذ الإيراني ووكلائه، إذ يزعم بعض الناطقين بالعربية من العملاء أن الخليج العربي «فارسي».

الحقيقة التاريخية المدعومة بكل الخرائط والوثائق الدولية أن الخليج عربي ولا داعي للدخول في هذه التفاصيل، إلا أن إيران التوسعية العدائية تطمس هذه الحقيقة وتحاول بكل الإمكانات أن تفرسن الخليج العربي، ومن هنا تأتي أهمية كلمات مقتدى الصدر في العراق المأزوم بين العروبيين الحقيقيين وبين الفارسيين.

في بداية بطولة «خليجي 25» اعترضت طهران على تسمية الخليج العربي في البطولة الرياضية، واعترضت أمام الحكومة العراقية على هذه التسمية، إلا أنها لم تجد آذاناً صاغية، ذلك أن عروبة العراق من الصعب طمسها من إيران أو غيرها، وقد أثبتت هذه المناسبة الرياضية عمق العلاقات العربية وأهمية الحضن العراقي للخليج والعكس صحيح!.

صحيح أن المناسبة رياضية، لكن تتداخل في كثير من الأحيان الرياضة بالسياسة، إذ بدت العراق أكثر تحمساً للحضور الخليجي، وما زاد وشائج العلاقات الخليجية العراقية، الفرح الخليجي بفوز العراق بهذه البطولة لتنعكس على المستوى الاجتماعي والثقافي حرصاً على فرحة العراق والعراقيين المتشوقين لانتصار في هذا البلد المكسور من إيران وعملائها.

ما قاله زعيم التيار الصدري، يردده اليوم ملايين العراقيين أن العراق عربي وأن الخليج عربي ولن يكون ساحة للنفوذ الإيراني، وهي قناعة باتت تترسخ كل يوم لدى الشعب العراقي الذي رأى أفعال إيران الحاقدة والمشينة على الأرض العراقية.

بكل تأكيد هذا النوع من المكاشفة والبوح بالحقيقة في العراق والتأكيد على عروبة الخليج، سيجعل إيران تفكر مرة أخرى في انحسار نفوذها وتأثيرها وبأن العراق لا يقاس بعدد المليشيات التابعة لنظام الملالي، بل بعروبته الراسخة على المستوى الشعبي. بالمقابل رأى العراقيون في هذه البطولة لهفة خليجية كبيرة، لن يجدها العراقيون لدى إيران، ومن هنا يمكن القول ما زال العراق عربياً بشعبه وتاريخه، والخليج عربي بلونه ومياهه، أما ملالي الفتنة ونشر الفوضى والخراب فليذهبوا إلى «مزبلة» التاريخ.