نطقت مساء اليوم هيئة محكمة الجنايات الإستئنافية بالبراءة لشاب في الثلاثينيات من عمره تورّط في قضيّة إضرام النار عمدا في مركبة صديقه بعد أن كانت مركونة بأحد شوارع حي بن سالم ميلود التابع لبلديّة التريعات حيث برّأت هيئة لمحكمة المتّهم البالغ من العمر 33 سنة نظرا لانعدام أدلّة إدانته، ويتعلّق الأمر بالمسمى “ب.م.ب” الذي سبق لهيئة محكمة الجنايات الإبتدائية وأن أدانته بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا قبل الطعن في الحكم السابق وإعادة برجة القضيّة من جديد صبيحة أمس أمام محكمة الجنايات الإستئنافية لدى مجلس قضاء عنابة، وفي سياق متّصل فقد أنكر المتّهم المسمى “ب.م.ب” التهمة الموجّهة إليه جملة وتفصيلا أثناء الإستماع إلى أقواله صبيحة أمس الأحد بعد متابعته بارتكاب جناية وضع النار عمدا في ملك الغير، ونفى الوقائع الموجّهة إليه نفيا قاطعا موضّحا أنّه لم يقم بحرق المركبة باعتباره كان وقت الحادثة في منزله عكس ما جاء في أقوال الضحيّة، علما وأن حيثيات الواقعة حسب ما جاء في ملفّ القضيّة تعود إلى يوم 31 أكتوبر من السنة الفارطة وبالتحديد على الساعة السابعة مساء، أين تلقّت مصالح الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالتريعات مكالمة هاتفية من طرف مصالح الحماية المدنية مفادها وجود مركبة من نوع “مازدا” تحترق على حافة الطريق بحي بن سالم ميلود، ليتّم على إثرها التنقل إلى عين المكان وعند وصول المصالح المختصّة تمّ معاينة المركبة بعد أن قامت مصالح الحماية المدنية بإخماد النار المشتعلة فيها، التي تبيّن أنّها ملك لشيخ متوفّي ويستغلّها ابنه “ح.ح” الساكن بحي بن سالم ميلود، ليتم بذلك سماع الضحية “ح.ح” الذي صرح أنه بتاريخ الوقائع وفي حدود الساعة السادسة صباحا بينما كان نائم في منزله العائلي، استيقظ على وقع صوت الجيران وصوت صفارات الإنذار الخاصة بمصالح الحماية المدنية، وبعد خروجه تفاجأ بسيارة والده المتوفي والمستغلة من طرفه محترقة جزئيا بعد أن قامت مصالح الحماية المدنية بإخمادها، وأوضح أمس أثناء الإستماع إلى أقواله من طرف هيئة محكمة الجنايات الإبتدائيّة أن الحريق مفتعل من طرف المسمى “ب.م.ب”، كاشفا من جهته أنه كان متوجّها قبل الحادثة إلى منزله والتقى بالمسمّى “ب.م.ب” على الساعة الواحدة صباحا وهو في حالة سكر وقام بإيصاله إلى منزله، وبعد حوالي ساعتين جاء هذا الأخير إلي مسكنه وأخبره أنه اسقط هاتفه داخل المركبة حينما كان راكبا معه، أين بحثا عنه سويّا غير أنّهما لم يعثرا عليه فقام “ب.م.ب” بتوجيه أصابع الإتّهام نحوه على أنّه من قام بسرقته، فيما هدّده بإضرام النار في المركبة في حال لم يعد له الهاتف المحمول، وهو الفعل الذي أقدم عليه فعلا حسب تصريحات الضحيّة، كما أضاف الضحيّة في تصريحاته عن عدم وجود أي مشاكل أو نزاعات سابقة بينه وبين المشكو منه، ومن جهة ثانية فقد كشف المتّهم أنّه التقى بالضحية “ح.ح” بتاريخ قبل الحادثة بساعات قليلة وأضاف أنّهما احتسيا الخمر إلى غاية الساعة الواحدة صباحا، ثم قام الضحية بإيصاله إلى منزله، ومنذ ذلك الحين لم يلتقيا، منكرا علاقته بواقعة الحريق التي تعرضت له مركبة الضحية، وكشف أنّه فقد هاتفه النقال في تلك اللّيلة بالقرب من مسكنه وحين همّ بالخروج من أجل البحث عنه منعه والده نظرا لتأخّر الوقت حينها وبسبب حالة السكر المتقدّمة التي كان فيها، قبل أن تفصل اليوم هيئة محكمة الجنايات الإستئنافية في القضيّة وتنطق بالبراءة في حقّه.
وليد س