بارك وشارك نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، احتفال عيد الميلاد واجتماع الأسرة بكنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز , Saint Mina & Pope Cyril VI Coptic Orthodox Church, Ste-Thérèse, Quebec بإقليم الكيبيك الكندي. ويقوم أبونا الحبيب والغالي أبونا أنطونيوس ميخائيل “أب المحبة والحكمة” علي خدمة الكنيسة، وسط مشاركة عدد كبير من شعب الكنيسة من مختلف الأعمار، وخاصة العائلات، حيث الاحتفال بمناسبة عيد الميلاد المجيد، وينظمه كذلك اجتماع الأسرة “بيت علي الصخر”. وفي كل مرة تأتي إلي هذه الكنيسة المباركة والمحبة للسيد المسيح له المجد، تذهب إلي رفات القديسين العظيمين مار مينا والبابا كيرلس السادس، لتتبارك بها، وتصلي أمامها، بما يجعل السعادة والفرحة تسري في قلبك وفكرك، وسط مشاركة عدد كبير من الشعب رغم ظروف العاصفة الثلجية التي ضرب مختلف مدن إقليم الكيبيك منذ مساء أمس الخميس 12 يناير، وممتدة دون انقطاع حتي مساء اليوم الجمعة الموافق 13 يناير 2023، مما جعل ارتفاع الثلوج يتجاوز أكثر من 50 سنتيمترا، في ظل صعوبة السير علي الطرقات وفي الشوراع.

= أبوة مع استعدادات وبروفات ثم أداء .. كورال “دقة قلب ” ابداع فاق المنتظر

قبل وصول أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”، كان أبونا الحبيب والغالي أبونا أنطونيوس ميخائيل “أب المحبة والحكمة” كاهن كنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز يقوم باستقبال الشعب من مختلف الأعمار، والعائلات، حيث يحتضن الأطفال ويرحب بهم، ويرحب بالعائلات ويحييها في أبوة كبيرة، كما كان يتابع مع الكورال، الذي يتمتع بدرجة عالية من الاحترافية في عمليات الإعداد الدقيق للصوت والإضاءة والبروفات السريعة لضمان نجاح العرض بمجرد وصول أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”، وأبونا الحبيب والغالي أبونا أنطونيوس ميخائيل يتابع كل التفاصيل عن قرب بكل محبة وأبوة وطول أناة.

 بمجرد وصول أبونا الاسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”، قدم كورال “دقة قلب” التابع لكنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز، مجموعة من التراتيل والمدائح للسيدة العذراء مريم وغيرها من القديسين وبالطبع للرب يسوع المسيح، حازت علي اعجاب وتقدير أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”، وأبونا الحبيب والغالي أبونا أنطونيوس ميخائيل “أب المحبة والحكمة” كاهن الكنيسة وكل الشعب المشارك من مختلف الاعمار والفئات. كان الكورال عن حق مبدعا في اختياره للترانيم والالحان، وفي قيادته من قبل إحدى الخادمات، وكل أعضاء الكورال عن حق مبدعين وأصواتهم جميلة، فضلا عن الموسيقي والأضواء المتناسقة والمتناغمة مع أعضاء فريق الكورال، مما يجعل تشعر بفرحة وسعادة روحية، وكان الحضور يصفقون بين التراتيل والألحان، للتعبير عن إعجابهم وتشجيعهم لهذا الأداء البديع والمبهر لهذا الكورال المبدع “دقة قلب” التابع لكنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز.

= بولس الرسول يحدد أسس الزواج المسيحي: “ليس بالحب وحده يحيا الإنسان”

وقال نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا في كلمته الروحية بعنوان “ليس بالحب وحده يحيا الزواج” ، التقاط الصور التذكارية مع كورال “دقة قلب”، إن قراءة الاصحاح الرابع من رسالة معلمنا بولس الرسول إلي أهل أفسس، ومن المهم أن نقرأ الإصحاح كله، الذي يبدأ بــ ” فأطلب إليكم أنا الأسير في الرب، أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها، بكل تواضع ووداعة وبطول أناة، محتملين بعضكم بعضا في المحبة. مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام. جسد واحد، وروح واحد، كما دعيتم ايضا في رجاء دعوتكم الواحد. رب واحد، إيمان، واحد، معمودية واحدة، إله واحد، وآب واحد للكل، الذي علي الكل وبالكل وفي كلكم …… “.

أضاف نيافته أن الرهبنة دعوة، والزواج دعوة، لها حقيقة، وكما أن للرهبنة “دليل”، كذلك للزواج “دليل – مانوال”، وبدون هذا الدليل يعد الزواج مجرد متعة جسدية، وليس دعوة مقدسة تقاد بالروح القدس والرابط بين الزوج والزوجة هو ربنا يسوع المسيح له المجد، وهنا سيري كل طرف عيوب الآخر، طالما أنهما تجاهلا أن الرب يسوع هو الوسيط والرابط لهذه العلاقة بين الزوج والزوجة، الرجل والمرأة.

أضاف أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الانبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أن معلمنا بولس الرسول والقديس يوحنا ذهبي الفم، لم يتزوجا، ولكنهما عرفانا جيدا أسس الزواج المسيحي الصحيح، من خلال هذا الدليل “المانوال Manual”. وهذا الدليل يتأسس علي أسس مسيحية، من بينها: الوداعة، والاتضاع، وطول الأناة، وهذا ما نصلي به كل يوم في صلاة باكر. ولا يجب أن نترك أنفسنا لإبليس لأنه سيبتلعنا دون التسلح بهذه الأسس المسيحية. وتحدث أحيانا المشاكل داخل الأسرة، لأن هذه الأسس غير موجود، المحبة والتواضع وطول الأناة، ولأننا نتعهد بها أمام السيد المسيح وليس أمام الشيطان، علينا أن نلتزم بها في علاقاتنا بأزواجنا وزوجاتنا، وبدلا من أن نتركل فرصة للشيطان ليهدم البيت، علينا أن نصلي دائما ونقول للروح القدس تفضل وحل فينا.

أوضح نيافته أن التواضع يقصد به أنك “الزوج أو الزوجة” ربما يكون معك كل الحق، ولكن تذكر دائما السيد المسيح له المجد، ترك وتنازل عن كل المجد، وتجسد في صورة إنسان، ونزل ليخلصنا من الخطية، لأنه يحبنا، ومات من أجلنا. ومن ثم فليس من العيب علي الرجل أو علي الزوجة أن تقدم تنازلات، من أجل الحفاظ علي استقرار وتماسك الأسرة المسيحية والزواج. أكد نيافته أنه ليس من العيب أن أتضع وأنكسر أمام زوجي أو زوجتي، وهذا ما نسميه “الركب المتضعة” فهي الركب التي تنحي لكي تصلي وتطلب من الرب يسوع المسيح أن يحل بروح قدسه في البيت وقلوب كل من يسكن في البيت الزوج والزوجة والأبناء والبنات. كما قال القديس يوحنا ذهبي الفم، إن الابتعاد عن الله، يخلق القساوة في قلوبنا.

= المحبة والوداعة والاتضاع وطول الأناة .. قوة الإيمان وصلاة “الركب المتضعة”

أكد أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أن الاحتمال يأتي من الاتضاع، سواء للزوج أو الزوجة. وطالب نيافته الزوج والزوجة أن يخفت كل منهما صوته، ويتشبهوا بالسيدة العذراء، أم النور، التي كانت تتسم بالوداعة، فهي الحمامة الحسنة. فالاتضاع نتعلمه من السيد المسيح، والوداعة نتعلمها من السيدة العذراء. وعلي الزوج والزوجة أن يتوقفا عن الصوت العالي و”النرفزة”، ويتذكرا ما قالته أم النور “القدير صنع بي عجائب”، الله أن يحقق لنا كل ما نطلب بالصلاة، “الركب المتضعة” قادرة في صلواتها أن تحقق طلباتها إلي الله. في الأزمات اتصل بالسيد المسيح له المجد، عن طريق الصلاة، وصلي صلاة علي اسم يسوع المسيح، لأنه الصلاة تعطي قوة عظيمة، واطلب إلي الله، وتأكد أن الإيمان “هيشتغل”، وكلنا نتذكر قوة صلاة وإيمان ابرام بن زرعة وسمعان الخراز، كيف نقلت جبل المقطم بالصلاة “كيرياليسون .. يارب ارحم”، قالوها بإيمان، واستجاب الله لطلبتهم، وأرخ لها المقريزي في كتاباته. يا أحبائي، الأزواج والزوجات، صلوا دائما “يارب يسوع المسيح، اعني وارحمني، أنا الخاطئ”. يا أحبائي الحياة هدية جميلة من الله، أحبوها، ويلفت نظري أن هناك أطفال يقولون لأبهاتهم أو أمهاتهم “انتوا طهقتوتنا” بسبب عصبيتهم وعدم وداعتهم في البيت. يا أحبائي، ضعوا صورة السيدة العذراء مريم في منازلكم وغرف نومكم، لتذكركم دائما بالوداعة، في ظل هذا العالم المتعب، والممتلئ بالضغوط والمحاربات، ونحتذي بما علمه لنا معلمنا بولس الرس لأننا لا نهلك.

= أهمية الصلاة: علي الزوج أن يقدم ذاته كذبيحة لزوجته .. وهي تحبه وتخضع له

أضاف أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أن الأساس الثالث للزواج المسيح، يتمثل في طول البال، اعطوا أنفسكم فرصة في الصلاة لتعيشوا في عشرة مع الله، وتذكر الأشياء الحلوة المشتركة بينكم الزوجة والزوج، والتي بسببها قام كل منكم باختيار الآخر كشريك حياة. أيها الزوج، عامل زوجتك أنها حبيبتك، وأم أولادك، وخاف عليها وأصبر عليها كبنتك. فكما في صلاة الإكليل، الزوج كالكاهن، عليه أن يقدم نفسه ذبيحة لزوجته، كما قدم السيد المسيح ذاته ذبيحة للكنيسة وأحبها حتي المنتهي، وأحبها حتي الموت. وأنتي أيتها الزوجة، احبي زوجك واخضعي له، كما أحبيت الكنيسة السيد المسيح له المجد، وخضعت له.

خاطب نيافته الأزواج والزوجات، قائلا: يجب أن يتعامل كل منهما وفق أسس المحبة والوداعة والاتضاع ومحتملين بعضكم بعضا، فليس من الرجولة أن تترك زوجتك غاضبة أو أن تضربها وتمد يدك عليها، فعضلات الرجل هي ملك للمرأة وليست ضدها، والرجل الذي يضرب زوجته، تمنعه الكنيسة من التناول. لا تخجلوا يا أحبائي الأزواج والزوجات من أن تتركوا حقكم من أجل الطرف الآخر، كما ترك وتنازل السيد المسيح عن مجده، لأنه أحبنا حتي المنتهي.

في سر الزيجة، أصبح الزوج والزوجة، جسدا واحدا، وتعامل وتعاملي علي أن كرامتها هي كرامتك، وذاتها هي ذاتك. ونقول في التسبحة أيتها العذاري تشبهن بالقديسين مريم، فأنتم عذراويين لأنكم أصبحتم واحدا. يا أحبائي لا تتركوا غيظكم أو غضبكم يفرق بينكم من الصباح للمساء، بل علي كل منكم أن يظهر احتماله ووداعته وطول أناته، للتغلب علي الشيطان، حتي لا يفرق بينكم أكثر. وهناك فارك كبير بين الاتضاع والخنوع، أن الاتضاع أساسه الحب. لا تنسوا يا أحبائي الأزواج والزوجات أهمية الصلاة في البيت، وتذكروا دائما الآية “أسألكم أن الأسير في الرب أن تسلكوا …. ” كل سنة وحضراتكم طيبين، واحفظوا هذه الآية، وصلوا بها كل يوم، وستجدوا أن الحب يتجدد في زواجكم وحياتكم، وسيكون زواجكم مؤسسا علي الاتضاع والوداعة وطول الأناة، وغيرها من الأسس المذكورة في الاصحاح للزواج المسيحي.

وفي نهاية المحاضرة الروحية عن “ليس بالحب وحده يحيا الزواج”، تسابق الشعب من مختلف الأعمار عن نوال بركة أبونا المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”، قبل الذهاب مع نيافته وأبونا الحبيب والغالي أبونا أنطونيوس ميخائيل “أب المحبة والحكمة” كاهن كنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز وبقية الشعب بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد واحتفال اجتماع الأسرة “بيت علي الصخر” لتناول “أغابي – لقمة بركة وعشاء” في بيزمنت الكنيسة في الدور الأرضي، مع أبونا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا.