قد ولدت والدة(مي5:3)
قد ولدت والدة(مي5:3)
كم من الولادات حدثت في العالم؟! بالتأكيد أعداد لا تحصي!! لكن من بين هذه الولادات يشير ميخا النبي إلي ولادة فريدة عجيبة, فقدولدت والدة فهو يشير إلي ولادة الكلمة المتجسد من البتول العذراء مريم. والمولود إلها عجيبا: عجيب في سمو تعاليمه وفاعليتها, حتي أن الجمع كانوايشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه(لو4:22), عجيب في علمه المطلق الذاتي أيضافتعجب اليهود قائلين:كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلم؟, كذلك عجيب في سلطانه المطلق علي الطبيعة, حتي قال الجمعمن هو هذا؟ فإن الريح أيضا والبحر يطيعانه!(مر4:41), يلعن التينة فتيبس في الحال, فيتعجب التلاميذ(مت21:20), حتي في صمته تعجب منه بيلاطس (مر15:5), فهو الإله الظاهر في الجسد والعجب من صفات الألوهة, فيقول الله لمنوح:لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب؟(قض13:18), والأعمال الإلهية هي أعمال عجيبةعظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب الإله القادر علي كل شيء, عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين(رؤ15:3), ومن سمات هذه الولادة إنها:
1- ولادة متواضعة: التجسد في ذاته هو الاتضاع بعينه إذأخلي نفسه, آخذا صورة عبد, صائرا في شبه الناس(في2:7). فيقول القديس كيرلس الكبير:سر تدبيره الجسدي كله هو إخلاء وتواضعالجلافير: المقالة الأولي علي سفر الخروج.
وعندما ولد, اختار بيت لحم اليهوديةBethleemافراتة وبروح النوة يصرخ داود النبي قائلا:هوذا قد سمعنا به في أفراتة, وجدناه في حقول الوعر(مز132:6), ويقول ميخا النبي:أما أنت يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا علي
إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل(مي5:2,ومت2:5), وهي قرية صغيرة بحيث لم تحسب مستحقة الذكر في جدول أملاك يهوذا الأصلي (يش15), ولكن عندماولدت والدة فيها تلآلآت بأنوار السماء, مصحوبة بأنغام التسابيح الملائكية, التي دوت في الكون:المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة(لو2:14), حاملا معه الخلاص لجميع أطياف المسكونة رعاة ومجوسا, ولأن العذراء القديسة مريم التي كانت من نسل داود, أتت إلي بيت لحم للاكتتاب, فعندما حان وقت ولادتها, ولدت يسوع هناك في مذود بقر وعاش فقيرا وبهذا أصبحت بيت لحم الصغيرة, محط أنظار العالم, فاتسعت تخومها مع المولود فيها.
2- المولود أزلي: فميخا النبي الذي انتظر هذا المولود, يقول أيضا:مخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل(مي5:2), فكما يقول القديس يوحنا والقديس بولس:جاء إلي العالم(يو3:1,19تي1:15), جاء بمعني أن له وجود سابق أزلي, ويقول أيضا دانيال النبيكنت أري في رؤي الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتي وجاء إلي القديم الأيام فقربوه قدامه(دا7:13), وهذا هو علة ولادته من عذراء دون ذرع بشر, فيقول عن نفسهعليك ألقيت من الرحم. من بطن أمي أنت إلهي(مز22:11). فأقنوم الكلمة المولود من الآب له نفس صفات الآب الجوهرية, فهو أزلي, لم يتحد بشخص بشري كما ادعي نسطور, بل اتخذ لنفسه طبيعة بشرية بنفس عاقلة, فالناسوت لا وجود له قبل الاتحاد, بل وجد في الاتحاد, فمولود العذراء الذي ولد فيملء الزمان(غلا4:4), باتحاده بالكلمة اتحادا كاملا يقول:قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن(يو8:58), يقول القديس أثناسيوس:إن كان الجسد نفسه في حد ذاته هو جزء من عالم المخلوقات,إلا إنه صار جسد الله(الرسالة إلي أدولفيوس).
3- ولادة انتظرها وعاش علي رجائها العالم كله: فيصرخ يعقوب أبو الآباء: لخلاصك انتظرت يا أبونا(تك49:18), ورب داود النبي يصرخلأنك أنت إله خلاصي, إياك انتظرت اليوم كله(مز25:5), وإشعياء النبي, أيضا يتنبأ منتظرا هذه الولادة,قائلا:لأنه يولد لنا ولد وتعطي ابنا وتكون الرياسة علي كتفه ويدعي اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام (إش9:6), إذ لم يكن لأحد سواه الخلاصليس بأحد غيره الخلاص, لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص(أع4:12), وكما نصلي في القداس الغريغوري ونقول:لا ملاك ولا رئيس ملائكة, ولا رئيس آباء ولا نبيا, ائتمنته علي خلاصنا, بل أنت بغير استحالة تجسدت