يعود الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من جديد للحديث عن علاقة بلاده بالمغرب، ويستند في خطابه كما العادة إلى ما كان يراه سببا في قطع العلاقات الدبلوماسية والجوية مع المملكة التي يصنفها ضمن خانة “الأعداء” الذين لن تعود معهم العلاقة ولو تعدد طارقوا أبواب الوسطات لنزع فتيل النزاع.
لا جديد في حديث عبدالمجيد تبون عن أسباب قرار قطع العلاقات مع المغرب، لكنه هذه مرة استند إلى فرضية إنهاء العلاقات “بديلا لنشوب حرب بين الدولتين”، في تصريح أثبت أن خيار الحرب كان مطروحا على الدوائر الرسمية الجزائرية، خاصة المؤسسة العسكرية.
تبون في حوار مع صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، الذي نشر الجمعة الماضي، أكد أن قطع العلاقات مع المملكة المغربية صيف العام 2021 كان “نتيجة تراكمات منذ العام 1963”. في إشارة إلى حرب الرمال، مضيفا أن “قطع العلاقات مع المغرب كان بديلا للحرب معه، والوساطة غير ممكنة بيننا”، فيما يبدو أن الجزائر متمسكة بخيار توتير الأجواء ورفض كل الحلول السلمية والعمل على إعادة العلاقات في رد سلبي على حسن النوايا المغربية.
حديث الرئيس الجزائري عن خيار الحرب الذي تجنبته بلاده وفق تعبيره، يبدو أنه كان دافعا للمغرب في رفع قدراته العسكرية في ظل تصاعد التحديات الإقليمية المرتبطة أساسا بملف الصحراء، حيث عقد العديد من الاتفاقيات العسكرية مع عدد من الدول، بما فيها إسرائيل. كما نظم مناورات عسكرية على غرار مناورة “الأسد الأفريقي”، وسعى لتحديث قواته وترسانته العسكرية الجوية والبرية والبحرية وتطوير سلاح الطائرات المسيّرة.
تصريحات تبون تأتي في سياق الانعطافات الحاسمة والناجة التي يراكمها المغرب على المستوى الخارجي والداخلي في ملف الصحراء، ما يعني ضياع ملف هو لبّ السياسية الخارجية للجزائر طيلة عقود.
وقطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب منذ أغسطس 2021، بسبب ما قالت إنه “أعمال عدائية” من الرباط ضدها، وهو ما نفته الأخيرة، في حين أن القرار جاء بسبب النجاحات الدبلوماسية للرباط في الترويج لمشروع الحكم الذاتي المتعلق بالصحراء المغربية.