عملة معدنية وفلسفات تجارية تقود مطور ألعاب إلى صدارة صناعة التحوط | صحيفة الاقتصادية


عندما كان إيجور تولشينسكي يقرر ما إذا كان سينضم إلى صندوق التحوط ميلينيوم منجمنت منذ ثلاثة عقود، تجنب البيلاروسي مبرمج ألعاب الفيديو السابق المنهجية القائمة على البيانات، التي تميز خبراء "الكميات" مثله. قام ببساطة برمي عملة معدنية.
لم يكن ذلك "بهدف أن يتحدد القرار عبر الحظ، بينما تقف باستسلام وتتحسر"، في اقتباس من قصيدة للعالم الدنماركي بيت هاين. "لكن في اللحظة التي ترتفع فيها القطعة المعدنية في الهواء، تعرف فجأة ما تأمل أن يحدث".
فرضت قرعة العملة المعدنية على تولشينسكي البقاء مع صاحب عمله الحالي، شركة تيمبر هيل لتداول الخيارات. لكن عندما أعلن القرار لشركة ميلينيوم، "شعرت بسوء شديد"، كما يتذكر في مقابلة نادرة. لذلك غير رأيه واستقال من شركة تيمبر هيل من أجل شركة ميلينيوم.
خروجه المفاجئ كان جيدا بالنسبة لمستثمري شركة ميلينيوم. أصبح تولشينسكي أحد كبار مديري محافظها، وفي 2007 قام بتأسيس شركة وورلد كوانت لإدارة الاستثمار الكمي، التي انبثقت عن "ميلينيوم"، لإدارة الأموال لمجموعة صناديق التحوط التي تبلغ قيمتها الآن نحو 60 مليار دولار. على مدار الـ 15 عاما الماضية، نمت شركة وورلد كوانت لتصبح واحدة من أضخم وأكبر الوحدات المساهمة في أحد أكبر صناديق التحوط في العالم. يقول الأشخاص المطلعون على الأمر إن الشركة تدير الآن أكثر من عشرة مليارات دولار، مقسمة بين سبعة مليارات دولار أو نحو ذلك يتم تداولها نيابة عن شركة ميلينيوم وصندوق بقيمة ثلاثة مليارات دولار تقريبا مفتوح لمستثمرين آخرين.
يطلق على شركة ميلينيوم ومقرها نيويورك، ما يسمى بصندوق متعدد المديرين، يخصص الأموال لنحو 290 فريقا مختلفا من المتداولين عبر مجموعة واسعة من استراتيجيات الاستثمار.
ارتفع الصندوق نحو 10 في المائة هذا العام حتى نهاية نوفمبر، وحقق مكاسب بمعدل 14 في المائة سنويا منذ تأسيسه في 1989 من قبل إيزي إنجلاندر، وفقا لمستثمرين. السجل الخاص بشركة ورلد كوانت لمدة 15 عاما محاط بالسرية – حتى لموظفيه ومستثمري شركة ميلينيوم – لكن المطلعين يقولون إن تولشينسكي أحد الأشخاص الأعلى أجرا في المجموعة الأوسع.
يعمل صندوق ورلد كوانت في أحد مجالات الاستثمار الكمي يعرف باسم "المراجحة الإحصائية". يتمثل نموذجه بإنتاج خوارزميات تحاول التنبؤ بحركات أسعار الأدوات المالية المختلفة، عادة الأسهم، ثم الاستفادة من عدم الكفاءة في الأسواق. تولشينسكي، الذي تمنحه نظراته الحادة وملابسه السوداء من الرأس حتى أخمص القدمين مظهر الشرير في أفلام جيمس بوند، يشير إلى هذه الخوارزميات باسم "ألفا" وإلى شركة ورلد كوانت على أنها "مصنع الألفا".
قال: "تنمو هذه الشركة بأكملها بمعدل فائق السرعة، والبيانات نفسها تنمو بشكل مضاعف"، موضحا كيف تزامن نمو شركة ورلد كوانت مع النمو الهائل للبيانات. "نعتقد أن كمية البيانات، التي سيتم إنتاجها في الأعوام الخمسة المقبلة ستكون بكمية البيانات نفسها، التي تم إنتاجها على الإطلاق (...) اليوم لدينا 1,500 مجموعة بيانات نجمعها بشتى أنواع الطرق".
في بحث نشر في 2017، صور تولشينسكي بشكل لا ينسى التكنولوجيا على أنها ديناصور الكميات "كوانتاسوروس" يطارد فريسة بطيئة الحركة. كتب: "لدى كوانتاساوروس القدرة على إنشاء بيانات أكثر بكثير مما يمكنها تدميرها. ستبقى كوانتاساوروس على قيد الحياة، لكن إذا اخترنا التخلص منها أو الفرار منها، سنخسر كثيرا من مزاياها".
المشكلة التي تواجه كثيرا من خبراء الكميات هي أن ما كان يوما ما بيئة "غنية بالألفا" – التي كان يسيطر عليها سماسرة البورصة غير المحنكين وصناديق الاستثمار المشتركة القديمة، التي كانت اختيارات سهلة للاعبين المتمرسين – أصبحت أكثر صعوبة للتعامل معها. تجد شركات الكميات نفسها في معركة لا نهاية لها لاستنباط إشارات جديدة من أنماط التداول، والعثور على مجموعات بيانات جديدة، واستكشاف أساليب جديدة والتخلص من أي أوجه قصور قبل أن يفعل منافسوها ذلك.
قال تولشينسكي: "إشارات التداول تتحلل، سواء أكنت تستخدمها أم لا، لأنك إن لم تستخدمها، فإن الآخرين يفعلون ذلك". لدى شركة ورلد كوانت مكتبة تضم أكثر من خمسة ملايين إشارة لكنه يقدر أن كل إشارة تتحلل – أي تفقد قدرتها التنبؤية – بمتوسط 15 في المائة سنويا. "في الاتجاه الآخر، نستمر في ابتكار إشارات جديدة، لذا فهي حلقة لا تنتهي أبدا". يضيف أنه في حين أن "الاحتشاد مصدر قلق (...) طالما نواصل البحث بسرعة كافية، ونستمر في العثور على إشارات جديدة بالسرعة الكافية، والتنويع بكل طريقة ممكنة، فإن الاحتشاد مصدر قلق فكري أكثر منه عملي".
بالنسبة لشركة ورلد كوانت، هذا التنويع يشمل التوسع في أسواق جديدة، بما في ذلك التداول عالي التردد وتداول الخيارات، ومحاولة إنشاء "مصنع ألفا" في سندات الشركات – جبهة جديدة للمستثمرين. تضاعف عدد موظفيها ثلاث مرات تقريبا على مدار العقد الماضي، إلى أكثر من 800 شخص "مقارنة بأكثر من 4,500 موظف في شركة ميلينيوم"، والشركة في عامها الأول من خطة مدتها ثلاثة أعوام لزيادة عدد الموظفين بشكل كبير.
في الوقت نفسه، تتخطى إدخال البيانات الاقتصادية والشركات في نماذجها واستخدام الذكاء الاصطناعي للنظر فيما إذا كان من الممكن التنبؤ في الوقت الفعلي بالشكل الذي ستبدو عليه نقاط البيانات المستقبلية – نهج يطلق عليه تولشينسكي "البيانات 3.0".
قال: "قد يكون من الأسهل التنبؤ بالبيانات، مقارنة بحركات الأسهم لأن نشاطك قد يؤثر في تحركات الأسهم لكن نشاطك لا يؤثر في التدفق النقدي لبعض الشركات".
كما أنها تستكشف ما إذا كان في إمكانها تسريع تداولها والتنافس بشكل مباشر أكثر مع شركات التداول عالية التردد لكسب المال من مزيد من أوجه القصور في السوق السريعة. الفكرة "في الوقت الحالي" هي عدم إنشاء شركة تداول وسيطة مثل منافستها "تو سيجما" ومحاولة المنافسة بسرعة خالصة، لكن لمعرفة ما إذا كان في إمكان شركة ورلد كوانت "إنشاء ألفا بتردد أعلى تماما كما يمكننا استخدام ألفا بتردد متوسط"، حسب قول تولشينسكي.
كان مساره في هذا مستبعدا، حتى بالنسبة لركن من أركان صناعة الاستثمار الذي لديه أكثر من نصيبه العادل من قصص المنشأ غير التقليدية. ولد تولشينسكي في مينسك، بيلاروسيا، لأبوين موسيقيين محترفين، وبدأ يلعب الشطرنج عندما كان طفلا واكتشف برمجة الحاسوب في المدرسة الإعدادية. بدأ في تطوير ألعاب الفيديو عندما كان يبلغ من العمر 17 عاما.
قال: "أعتقد أن كوني لاجئا من الاتحاد السوفيتي ومشاهدتي لوالدي وهما يخاطران ويأتيان إلى الولايات المتحدة يضع الذكاء العاطفي لاتخاذ المخاطرة في ذهني. أشعر بالارتياح تجاه المخاطر، وأحب اتخاذ قرارات سريعة". غالبا ما يساعد رمي عملة نقدية في تحديد الأصعب منها.
في أوائل التسعينيات، عندما كان تولشينسكي استراتيجيا تجاريا شابا في شركة تيمبر هيل يبحث عن وظيفة، أرسل آلاف الرسائل إلى الرؤساء التنفيذيين للشركات. "مقابل كل ألف رسالة، تحصل على نحو عشر مقابلات عمل وعرضي عمل، لكن فقط إذا أرسلت إلى الرؤساء التنفيذيين وفقط إذا كنت تجاملهم بطريقة مبهمة. إذا أرسلت ألف رسالة إلى خريجي جامعة وارتن، حيث حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، فستحصل على آلاف الرسائل مع صفحات من النصائح المدروسة لكن دون عروض وظائف".
مسار تولشينسكي غير التقليدي إلى قمة صناعة صناديق التحوط قد ساعد في نهجه في بناء شركة ورلد كوانت، حيث يكون التوزيع الجغرافي واللامركزي للقوى العاملة فيها غير معتاد. قال تولشينسكي إنها مبنية على فرضية أن "المواهب موزعة بالتساوي حول العالم، والفرصة ليست كذلك. نحن نقدم الفرصة للموهبة".
يقع المقر الرئيس لشركة ورلد كوانت في قلب صندوق التحوط في أولد جرينويش، في كونيتيكت، لكن مكاتبها موجودة في 13 بلدا منتشرة عبر كثير من المراكز المالية غير التقليدية، مثل بودابست، مومباي، مدينة هوشي منه وسيول. "الفكرة هي أنه إذا كنت ترغب في توظيف أذكى الأشخاص في العالم، فلا يمكن أن يكونوا جميعهم في نيويورك".
في 2015، أطلق جامعة ورلد كوانت، وهي مشروع خيري عبارة عن جامعة مجانية على الإنترنت تقدم درجات الماجستير في الهندسة المالية ودورات علوم البيانات التطبيقية للطلاب في جميع أنحاء العالم. قامت ببناء قسم منفصل يسمى ورلد كوانت بريدكتيف – "الذكاء الاصطناعي عند الطلب" – والذي يبيع التحليلات التنبؤية لعملاء الشركات.
بعد استقطاب ستانلي ماكريستال، الجنرال المتقاعد من الجيش الأمريكي، بصفته مستشارا، تنضم القوى العاملة كاملة في شركة ورلد كوانت كل أسبوعين في "مكالمة زوم ضخمة، ومنظمة بعناية". كما أن تولشينسكي معجب باستخدام الاستطلاعات المجهولة، وأحيانا يقوم بها عدة مرات في اليوم، لأنها "تمنحك القدرة على أخذ أي فكرة وعرضها على 800 شخص ذكي وربما يتم إيقافها في غضون دقيقة واحدة تقريبا"، كما قال مازحا.
قال إن الحرب من أجل الموظفين المهرة في الوقت الحالي "متطرفة للغاية". يذهب معظم الأشخاص الذين يغادرون شركة ورلد كوانت إلى شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا العالية بدلا من صناديق التحوط المنافسة.
قال تولشينسكي إن معدل الاستقالة والتوظيف في شركة ورلد كوانت يراوح من 5 إلى 10 في المائة سنويا. لكن ثبت أن تعيين شخص رفيع المستوى على الأقل لم يدم طويلا . في 2020، انضم جاري تشروبوفكا، الرئيس المشارك السابق لاستراتيجيات الاستثمار الكمي في مصرف جولدمان ساكس، إلى شركة ورلد كوانت بصفته الرئيس التنفيذي، لكنه غادر بعد أكثر من عام بقليل.
يعود كل شيء إلى فلسفات تولشينسكي التجارية، بما في ذلك أن "الكمية هي الجودة" وأن "كل شيء معلومة". تستخدم شركة ورلد كوانت حشد المصادر لمحاولة تحسين الأداء على الهامش. أطلقت هذا العام منصة ورلد كوانت برين، التي تسمح للأشخاص ببناء وتقديم "ألفا" للحصول على تعويض محتمل وتنظم مسابقات منتظمة تعدها بمنزلة مورد للمواهب.
قال تولشينسكي: "قد يكون حشد المصادر رائعا، لكنك لن تستخدم حشد المصادر الجماعي لتصميم سفينة فضاء. لدينا بالفعل شركة ناجحة (...) ولدينا بالفعل نظام يحدد ما إذا كان الشيء ذا قيمة أم لا، لذلك نبحث فقط عن تحسينات تدريجية".

تاريخ الخبر: 2022-12-28 00:23:14
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 35%
الأهمية: 48%

آخر الأخبار حول العالم

«الحليمي» يهدد النساء - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-09-20 03:25:08
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

«طيور الظلام».. محرضون ودعاة فتنة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-09-20 03:25:14
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

التقوا 12 مرة.. الزعيم «عُقدة» العميد - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-09-20 03:25:06
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية