محكمة ألمانية تدين امرأة تسعينية بالتواطؤ آلاف جرائم القتل إبان الحقبة النازية

  • بول كيربي وروبرت غرينوول
  • بي بي سي

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة،

أمرت المحكمة بطمس صور "إيرمغارد فورشنر" أثناء المحاكمة وعدم إظهارها بشكل واضح

أُدينت سكرتيرة سابقة عملت مع قائد معسكر اعتقال نازي بالتواطؤ في قتل أكثر من 10505 شخصاً.

علمت إيرمغارد فورشنر، البالغة من العمر97 عاماً، على الآلة الكاتبة في عمر المراهقة في معسكر شتوتهوف خلال الفترة من عام 1943 إلى عام 1945.

وحُكم على فورشنر، وهي واحدة من النساء القلائل اللواتي حوكمن على جرائم نازية منذ عقود، بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ.

ورغم أنها كانت عاملة مدنية، وافق القاضي على أنها كانت على علم تام بما يجري في المخيم.

ويُعتقد أن حوالي 65 ألف شخص لقوا حتفهم في ظروف مروعة في شتوتهوف، بما في ذلك السجناء اليهود والبولنديين غير اليهود والجنود السوفييت الأسرى. ونظراً لأن فورشنر كانت تبلغ من العمر 18 أو 19 عاماً فقط في ذلك الوقت، فقد حوكمت في محكمة أحداث خاصة.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • أكرم إمام أوغلو: حكم بسجن عمدة إسطنبول المعارض الأبرز لرجب طيب أردوغان - الإندبندنت
  • حكم بالسجن على امرأة أيرلندية قتلت رضيعها
  • إليزابيث هولمز: حكم بسجن مؤسسة شركة ثيرانوس بأكثر من 11 عاما بتهمة الاحتيال
  • عريضة تطالب بريطانيا بالاعتذار عن جرائم حرب ارتكبتها في فلسطين

قصص مقترحة نهاية

وفي شتوتهوف الواقعة بالقرب من مدينة غدانسك البولندية حالياً، استخدمت مجموعة متنوعة من الأساليب لقتل المعتقلين، وتوفي الآلاف في غرف الغاز هناك بدءا من يونيو/ حزيران عام 1944.

واستمعت المحكمة في "إيتزيهوي" بشمال ألمانيا إلى شهادات ناجين من المعسكر، توفي بعضهم أثناء المحاكمة.

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

وعندما بدأت المحاكمة في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي 2021، هربت إيرمغارد فورشنر من منزل تقاعدها وعثرت عليها الشرطة في نهاية المطاف في أحد شوارع هامبورغ.

وسُجن قائد معسكر شتوتهوف، بول فيرنر هوبي، في عام 1955 لكونه شكريكاً في جرائم قتل وأُطلق سراحه بعد خمس سنوات.

وبدأت سلسلة من المحاكمات في ألمانيا منذ عام 2011، بعد إدانة جون ديميانيوك، حارس معسكر الموت النازي السابق، والتي كانت بمثابة سابقة بأن كون المشتبه به حارساً، يمكن أن يعدّ دليلاً كافياً لإثبات التواطؤ.

وفتح هذا الحكم أيضاً الباب لمحاكمة العاملة المدنية فورشنر، لأنها كانت تعمل مباشرة مع قائد المعسكر، وتتعامل مع المراسلات المحيطة بمعتقلي شتوتهوف.

واستغرق الأمر 40 يوماً حتى خرجت المرأة عن صمتها في المحاكمة، عندما قالت للمحكمة "أنا آسفة على كل ما حدث". وقالت: "يؤسفني أنني كنت في شتوتهوف في ذلك الوقت، هذا كل ما يمكنني قوله".

وجادل محامو الدفاع عنها بضرورة تبرئتها بسبب الشكوك المحيطة بما تعرفه، إذ كانت واحدة من عدة كتبة في مكتب القائد هوبي.

ولعب المؤرخ ستيفان هوردلر دوراً رئيسياً في المحاكمة، إذ رافق قاضيين في زيارة إلى موقع المعسكر. وبات واضحاً من الزيارة أن فورشنر كانت قادرة على رؤية بعض أسوأ الظروف في المعسكر من مكتب القائد.

وأخبر المؤرخ المحكمة أن 27 وسيلة نقل تحمل 48 ألف شخص وصلت إلى شتوتهوف، بين يونيو/ حزيران وأكتوبر/ تشرين الأول عام 1944، بعد أن قرر النازيون توسيع المعسكر وتسريع عمليات القتل الجماعي باستخدام غاز "زيكلون ب".

ووصف هوردلر مكتب القائد هوبي بأنه "المركز العصبي" لكل ما حدث في شتوتهوف.

  • الهولوكوست أو المحرقة اليهودية: ماذا نعرف عنها؟

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

سافر جوزيف سالومونوفيتش من فيينا إلى شمال ألمانيا للإدلاء بشهادته في القضية، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي

كان الناجي من المعسكر جوزيف سالومونوفيتش، الذي سافر إلى المحكمة للإدلاء بشهادته في المحاكمة، في السادسة من عمره فقط عندما قُتل والده بالرصاص في شتوتهوف، في سبتمبر/ أيلول عام 1944.

وقال للصحافيين في المحكمة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي "إنها مذنبة بشكل غير مباشر، حتى لو جلست فقط في المكتب ووضعت ختمها على شهادة وفاة والدي."

وقال ناج آخر، هو مانفريد غولدبرغ، إن خيبة أمله الوحيدة هي أن السجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ "يبدو أنه خطأ".

وقال: "لا أحد عقله سليم سيرسل شخصاً يبلغ من العمر 97 عاما إلى السجن، لكن الحكم يجب أن يعكس خطورة الجرائم".

"إذا حكم على سارق متجر بالسجن لمدة عامين، فكيف يمكن أن يُعاقب شخص أدين بالتواطؤ في 10 آلاف جريمة قتل بنفس العقوبة؟"

وقد تكون محاكمة فورشنر هي الأخيرة التي تجري في ألمانيا فيما يتعلق بجرائم الحقبة النازية، على الرغم من أن بعض القضايا الأخرى لا تزال قيد التحقيق.

ورفعت قضيتان أخريين إلى المحكمة في السنوات الأخيرة، بتهمة ارتكاب جرائم نازية في شتوتهوف.

وفي العام الماضي، أُعلن أن أحد حراس المعسكر السابق غير أهل للمحاكمة، على الرغم من أن المحكمة قالت إن هناك "درجة عالية من الاحتمال" بتهمة التواطؤ.

وفي عام 2020، حُكم على حارس معسكر آخر من قوات الأمن الخاصة، ويدعى برونو داي، بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ بتهمة التواطؤ في قتل أكثر من خمسة آلاف سجين.