السودانية الفائزة بجائزة فاشون ترست اريبيا تحكي لـ«التغيير» رحلتها بين السياسة والموضة


مازجت السودانية– الأمريكية إيلاف عثمان، بطريقة مدهشة بين مجال دراستها وتخصصها في العلوم السياسية، وبين شغفها بفنون الموضة وتصميم الإكسسورات، ما أهلها للفوز بجائزة عالمية في مجال الموضة.

التغيير: أمل محمد الحسن

«هذه الجائزة غيرت مجرى حياتي»! تداخلت مشاعر الفرح واللهفة والخوف في حديثها؛ ما جعل نبرات صوتها تعلو وتنخفض، كمن يلهث بعد ركض طويل!

هكذا نظرت الفائزة بجائزة فاشون ترست اريبيا، إيلاف عثمان إلى الفوز، بأنه سيغير مجرى حياتها ومستقبلها ومهنتها.

إيلاف حكت لـ«التغيير» بعض الجوانب المهمة في حياتها ورحلتها ما بين السياسة والموضة:

ايلاف وزميلاتها

العلوم السياسية والموضة

فالشابة الأمريكية- السودانية، التي تخطو في العشرينات من عمرها، درست العلوم السياسية في أعرق الجامعات الأمريكية، جامعة ستانفورد التي دخلت إليها بنسبة عالية جداً.

«مادفعني لدراسة العلوم السياسية هو حبي للتاريخ والآداب والسياسة»، لكن فوزها بجائزة عالمية في مجال الموضة غير مجرى خططها المستقبلية، وسيغير الطريق الذي تسير فيه.

فازت إيلاف عثمان عن فئة الإكسسوارات التي شاركت فيها بتصاميم لحقائب يد نسائية جمعت فيها بين الحداثة ولمسات الفلكلور السوداني.

هواية وتجربة

لم تكن تلك أولى تجارب إيلاف في مجال الموضة؛ فبيما كانت طالبة تدرس السياسة؛ مارست حبها للموضة والتصميم، ورأست في آخر سنتين بالجامعة مجلة الفنون والموضة التي كانت تدير فيها «200» من زملائها وزميلاتها الذين كانوا يتابعون بقايا شغفهم في حب الجمال قبل أن تسرقهم الحياة العملية إلى اتجاهات بعيدة عنه.

وحتى هذه المرحلة سبقها ماضٍ بعيد نسبياً في حب الموضة والحقائب تحديداً التي كانت تعمل على تصميمها وبيعها عندما كانت لا تزال طالبة في المدرسة.

«ضحكت وهي تستعيد تلك الذكريات البعيدة التي ساقتها إلى العوالم التي انغمست فيها الآن».

بعد نهاية دراستها الجامعية، حصلت إيلاف على فرصة تدريب في صحيفة إميليا باتشي بايطاليا؛ هناك لمست اعتزاز العاملين بالصرح الذي تأسس في ستينيات القرن الماضي، مع مشاعر فخر عميقة بالتراث والفلكلور الإيطالي.

جائزة

تسرّبت إلى الشابة التي لم تسرق الغربة مشاعر انتماءها لوطنها السودان مشاعر «غيرة» وبدأت تتساءل عن غياب الفلكلور السوداني الذي تراه بخبرتها العملية في مجال الموضة يحتوي على جمال يستحق التباهي به ودخوله للأسواق العالمية.

«أعمالنا اليدوية أجمل من تلك التي أراها في أمريكا وحتى أوروبا».

خبرتها في مجال إعلام الموضة، شغفها، ارتباطها بالتراث السوداني، كل تلك العوامل اجتمعت وجعلتها تبدأ مشروع شركة خاصة، حملت علامتها اسمها «إيلاف».

تقاطع السياسة والموضة

ثم قدمت الشابة السمراء إلى وطنها السودان وعملت مع مركز «سوباجو»، وهو مركز ينصب هدفه في المحافظة على التراث السوداني، ويقوم في ذات الوقت بمساهمات إنسانية تتمثّل في تدريب النساء بمناطق النزاعات والحروب على الأشغال اليدوية لتمكينهن من العمل وتوفير دخل لهم.

هنا شعرت إيلاف أن السياسة والموضة لا يمثلان مجالين متوازيين، لكنهما يتقاطعان بالفعل!

معرفتها التي اكتسبتها من دراسة العلوم السياسية وشغفها بالموضة والجمال اجتمعا في توفير دعم من الحكومة الأمريكية والمنظمات لدعم مشاريع تمكين النساء المتضرّرات من الحروب.

ايلاف عثمان

السودان في القلب

على الرغم من حصولها على الجنسية الأمريكية بالميلاد، ودراستها لكل مراحلها الدراسية هناك، إلا أنها لم تغب عن السودان مطلقاً.

«كان والداي حريصان على حضورنا للسودان مرتين في العام، شهري يوليو وديسمبر، نتعرّف على الأهل والثقافة والبلاد».

لعبت الجالية السودانية الكبيرة بأمريكا دوراً آخر في تعريفها ببلادها، عبر أنشطة دائمة وبرامج.

«كانت كل برامجنا رفقة أهلنا وأصدقائنا السودانيين».

تجوّلت في أقاليم السودان وبعض الدول الأفريقية، تبحث في الخامات المتوفرة، الألوان المستخدمة، استفادت من كل تلك المعرفة في صنع مجموعة من الحقائب النسائية، وبدأت بـ«3» قطع فقط.

ثم عندما اشتركت في مسابقة الموضة الإقليمية التي تستهدف الدول العربية وشمال أفريقيا، شاركت بـ«8» قطع، وقفت إيلاف هناك كسياسية محنكة تقدّم فكرتها، رحلاتها، مشروعاتها للفلكلور الأفريقي المميز، لتنتزع الجائزة من بين «4» مشاركات في المرحلة النهائية، وألف مشارك ومشاركة في المرحلة الابتدائية.

«هذا الفوز غير حياتي».

ستنطلق نحو تطوير شركتها بعد الفوز في مسابقة فاشون اريبيا، وحصولها فوراً على طلبيات من أكبر بيوت الموضة العالمية، ارتدت حقائبها شخصيات عالمية.

ايلاف وعارضات

سارت في بساط أحمر وتحدثت تحت الأضواء أمام العالم دون أن تنسى الإشارة إلى نساء بلادها العاملات والمهمشات.

«تراثنا يستحق أن ينتشر في جميع العالم، هذا الفوز لا أراه فوزاً خاصاً لي، لكنه فوز لفلكلور بلادي، وللتراث الأفريقي ككل».

تاريخ الخبر: 2022-11-11 21:23:39
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

مواعيد العطل الدراسية للموسم 2023-2024

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-09-20 00:10:42
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 75%

هذا ما قررته المحكمة في ملف مبديع

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-09-20 00:10:46
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 83%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية