الركراكي لم يكن مع المغرب في مشوار التصفيات وبدأ مهمته بعد قرعة كأس العالم، منتخب أسود الأطلس وقع في المجموعة السادسة مع كرواتيا وبلجيكا وكندا، المدرب لم يكن محظوظًا باللعب في كأس العالم كلاعب ويرى تلك فرصة جيدة للتعويض.

لم يكن الـ٣١ من أغسطس الماضي يومًا عاديًا عند وليد الركراكي، حيث أعلن في ذلك اليوم تعيينه مديرًا فنيًا جديدًا لمنتخب المغرب خلفًا للمقال وحيد خليلودجيتش، ليبدأ تحديه الجديد في إعداد أسود الأطلس للمشاركة في كأس العالم قطر ٢٠٢٢، قبل أقل من ثلاثة أشهر من موعد انطلاق البطولة.

المدرب البوسني المخضرم نجح في قيادة المغرب لنهائيات كأس العالم، لكن المشاكل الكثيرة التي جمعته مع عديد اللاعبين والخلافات الواضحة في غرفة الملابس أجبرا الجامعة المغربية بقيادة فوزي لقجع على إقالته، ومن ثم بدأ البحث عن مدرب يكون تحديه الأول هو إعادة الوحدة لغرفة الملابس وحل المشاكل المتعلقة باللاعبين المحترفين وكذلك دمج أبناء الدوري المحلي في الفريق، ولذا وقع الخيار على الركراكي.

صاحب الـ٤٧ عامًا لم يكن محظوظًا كلاعب باللعب في كأس العالم، حيث غاب المغاربة عن البطولة العالمية خلال فترة تواجده مع المنتخب، من ٢٠٠٢ حتى ٢٠١١ موعد اعتزاله اللعب، وكان أفضل ما حققه على الصعيد الدولي الوصول لنهائي كأس أمم إفريقيا ٢٠٠٤ قبل الخسارة أمام تونس، ولذا يأمل في تعويض ذلك بالنجاح في قيادة الأسود لتقديم أداء جدير بالاحترام والإعجاب في مجموعتهم الصعبة في كأس العالم.

المدرب المتوج بدوري أبطال إفريقيا مع الوداد المغربي عام ٢٠٢٢ تحدث لـ منصة الفيفا عن فلسفته التدريبية وخطته لإعداد المنتخب المغربي ومنافسيه في كأس العالم، وقد بدأ حديثه معرفًا نفسه بالقول “أنا وليد الركراكي، اعتدت أن أكون لاعبًا للمغرب لكني حاليًا المدير الفني للمنتخب الوطني المغربي”.

_ كيف استقبلت خبر تعيينك مديرًا فنيًا لمنتخب المغرب؟
كان هناك الكثير من الحديث حول إمكانية تغيير المدير الفني لمنتخب المغرب، لم يكن الأمر رسميًا بعد، اجتمعت مع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم بعد أسبوع تقريبًا من إعلان الأمر بصورة رسمية، لكنه لم يعرض علي المنصب، بل تحدثنا عن السيناريوهات الخاصة بحاضر ومستقبل المنتخب، وبالطبع وكوني مغربي ولاعب سابق في المنتخب الوطني فمن الصعب رفض فرصة تدريبية في كأس العالم.

إنه أمر لا يُصدق ونحن سعداء جدًا به ولا يُمكننا الانتظار حتى بداية البطولة، الأمر لم يكن مخططًا له بل حدث بسرعة كبيرة، وأحيانًا كثيرة حين يحدث بهذا الشكل يكون بمثابة المفاجأة لمدرب مثلي، كنت للتو قد أنهيت موسمي مع الوداد وكان موسمًا عظيمًا، وكان ذلك هدية بعد هدية تدريب الوداد.

_ ما هي صفات هذا الفريق الذي توليت تدريبه؟
هناك الكثير من الصفات الجيدة، نحن محظوظون لامتلاك هذا المنتخب الرائع وبتواجد لاعبين تطوروا في أندية كبيرة. الشعب المغربي يستطيع الفخر حاليًا بوجود لاعبين للمنتخب في دوري أبطال أوروبا وأندية كبيرة مثل بايرن ميونخ وتشيلسي وباريس سان جيرمان، كان لدينا لاعبين يلعبون في دوري اتحاد فالنسيا لكرة القدم FFCV فيما نمتلك تلك الأيام لاعبين يلعبون في أندية أوروبية كبيرة، ومعهم يوجد عدد من اللاعبين الشباب نأمل أن ينجحوا في اللعب لأندية كبيرة.

لذا على صعيد الجودة فنحن لدينا فريقًا جيدًا حقًا، وقد أثبتنا ذلك في مشوار التصفيات، الفريق صلب ومنظم جيدًا ويعج بالمواهب، وظيفتي الآن هي ضمان أن تعمل المنظومة ككل بأفضل شكل ممكن، وذلك حتى نستطيع منافسة الأمم الكروية الكبيرة.

_ ما هي مميزات أيوب الكعبي؟
أيوب هداف، ويسجل أينما يلعب، أحرز ١٦ هدفًا في الموسم الماضي كما أذكر، وقد سبق أن سجل ١٨ هدفًا للوداد في الدوري المحلي، وكان الهداف الأفضل في بطولة إفريقيا للمحليين، لا يُسجل دومًا لكننا نعول عليه لجهده وعطائه الكبير على الملعب، كما أنه شخص رائع.

_ ما هي مميزات ياسين بونو؟
ياسين بونو فاز بجائزة زامورا في إسبانيا، مما يعني أنه أحد أفضل حراس المرمى في العالم، هو شخص مخلص جدًا وطيب، أعرفه منذ كنت في الدوحة، وكذلك رشيد الذي كان بديلًا آنذاك.
حظي منذ ذلك الوقت بمسيرة رائعة والفضل في ذلك يعود فقط لموهبته واجتهاده، هو أحد أفضل الحراس في العالم والجميع يعلم ذلك، لذا نحن نعول عليه كثيرًا في كأس العالم.

_ ما هي مميزات أشرف حكيمي؟
أشرف مثل القطار السريع TGV أو البُراق كما ندعوه في المغرب، هو لاعب ينطلق بسرعة شديدة، لديه قدرات بدنية مذهلة ويلعب في مستوى عالٍ جدًا.
لقد لعب بالفعل لأندية القمة، سواء ريال مدريد أو دورتموند أو إنتر أو باريس سان جيرمان.
الناس ينسون أنه مازال في عامه الـ٢٣ ورغم ذلك لعب لأندية كثيرة، هو أحد القادة لدينا سواء داخل الملعب أو خارجه.

_ هل يُمكنك وصف فلسفتك وطريقة اللعب المحببة إليك؟
فلسفتي واضحة منذ بداية مسيرتي، أقوم بذلك لـ٨-٩ سنوات الآن، تحسنت كثيرًا على صعيد وضع استراتيجيات المباريات، اعتدت الاهتمام بامتلاك الكرة والحفاظ على الضغط والضغط المضاد، تطورت وأصبحت براجماتيًا أكثر قليلًا، خاصة حين تعمل مع فرق مثل الوداد حيث الفوز هو المهم، لذا أنا شخص أتأقلم كثيرًا، خاصة بالنظر لإمكانيات الفريق.

لدي العديد من طرق اللعب، أستطيع الاستمتاع بجوارديولا وسيميوني وأنشيلوتي الذي أنا معجب به حقًا هذا الموسم، لكني أمتلك أسلوبي الخاص والذي يقوم على الأخذ بعين الاعتبار قدرات اللاعبين والتأقلم معها.

_ ما رأيك بمشوار الفريق للتأهل إلى كأس العالم؟
نستطيع القول جميعًا “برافو”، كان مشوارًا مثاليًا دون أي عيوب. هذا ما أردناه كمغاربة، أن نرى منتخبنا وبلادنا في كأس العالم.
كان مهمًا لكرة القدم المغربية أن نلعب في كأس العالم مرتين متتاليتين وأن نكون فريقًا منتظمًا في تلك البطولة.
لذا كل ما أستطيع قوله هو “برافو”، للجهاز الفني ولوحيد وعمله وللاعبين، وكذلك للجمهور الذي قدم الدعم طوال فترة التصفيات.

_ أين شاهدت مباراة العودة أمام الكونغو؟
شاهدتها في المنزل، حيث كنا نعمل أيضًا على استعداداتنا لدوري الأبطال، كنت في البيت مع عائلتي وكنا نشجع المنتخب.
كان هناك ضغط هائل في مباراة الذهاب فيما استطاع اللاعبون إنهاء الأمر سريعًا في الإياب، ولذا كنا أكثر استرخاءً ونحتفل بالفعل بالتأهل.
كان مشوارًا مثاليًا رغم أننا عانينا في مباراة الذهاب، نحمد الله أننا استطعنا تحقيق الأهم وهو التأهل.

_ صف لنا الأجواء داخل منزلك خلال اللقاء
كانت الأمور المعتادة، كما في المباراة الأولى، كنا نشاهد كعائلة مع الأطفال والأصدقاء، هدف التعادل من تيسودالي جعلنا جميعًا نقفز من الفرحة، كان هدفًا مهمًا وأحب أن أشكره وأقول له أحسنت، كونه الآن لن يُشارك في كأس العالم. أقول له لن ننساه أبدًا ولن ننسى أنه سجل ربما الهدف الأهم في التصفيات.

_ ما الذي يعنيه للمغرب أن تتأهل إلى كأس العالم، خاصة أنها المرة الثانية على التوالي؟
يعني أننا منتظمون وعلينا أن نتابع عمل الاتحاد والرئيس الذي قام بدور مذهل، والدليل وجودنا حاليًا في مكانة قوية في الرياضة الإفريقية، المشاركة بانتظام في كأس العالم شيء لم يحدث طوال الـ٢٠ عامًا الماضية.

_ كيف ستستطيع إعداد المنتخب في مثل هذا الوقت القصير؟
كما قلت في المؤتمر الصحفي، أنا لست هنا لإيجاد الأعذار، أمامنا تحدٍ وهو أن نقدم أفضل ما نستطيع في كأس العالم وأن نجعل الشعب المغربي فخورًا بنا.

_ ما الذي قد تقوله عن كلٍ من منافسيك في كأس العالم؟
تحليلي سيكون واضحًا، تواجد وصيف بطل العالم وصاحب المركز الثالث معنا يُظهر أنهما فرق قوية والأفضل في العالم، لديهم نقاط قوتهم وكذلك ضعفهم، نقاط القوة والضعف تلك ستكون معروفة لفريقنا وليس للجمهور، سنستعد جيدًا لنكون في أفضل حالاتنا.

_ أخيرًا، ما الذي قد تعتبره نجاحًا لمنتخب المغرب في قطر؟
النجاح أن نتخطى الدور الأول، لم نفعل ذلك منذ ١٩٨٦، لم يفعل هذا أحد منذ ٢٠٠٦، خاصة في مجموعة قوية، لذا سنقاتل بقوة، لكن لا يمكننا تقديم أي وعود، الشيء الوحيد الذي أعد به هو أننا سنكون منافسين ومقاتلين.
ستكون لدينا خطة لكل مباراة واللاعبون سيعلمون بها، نُريد بالطبع جعل بلدنا فخورًا وسنحاول الفوز بأكبر عدد من المباريات، وقولي ذلك يُظهر أننا فريق طموح.