انتهي المؤتمر الاقتصادي.. ويبقي التطبيق
انتهي المؤتمر الاقتصادي.. ويبقي التطبيق
شهدنا علي مدار ثلاثة أيام فعاليات المؤتمر الاقتصادي الذي دعا إليه الرئيس السيسي, وشارك فيه كل طوائف المجتمع المدني ورجال الأعمال في شتي المجالات, وممثلو القطاع الخاص بهدف وضع خارطة طريق لاقتصاد مصري أكثر تنافسية.
ما تميز به المؤتمر هو الشفافية التامة عبر جلسات نقاش تخصصيه أدارها رجال الأعمال والاختصاص متفاعلين مع ممثلي الحكومة في حوارات ثرية طرقت شتي المعوقات التي تواجه دخول القطاع الخاص لكي يقود قاطرة التنمية كما تخطط الحكومة بأن تصل مشاركة القطاع الخاص إلي 65% خلال ثلاث سنوات. فالتطبيق العملي يحمل في طياته الكثير من الروتين والبيروقراطية وهي معوقات حقيقية.
شفافية الحكومة هي التي دعت لعقد المؤتمر الاقتصادي, ذلك أن لدي القطاع الخاص تساؤلات كثيرة قد تؤدي لإحجامه الدخول في عملية التنمية. ومن خلال الحوارات المفتوحة يمكن تذليل المعوقات. وهو اعتراف من قبل الحكومة بأن تجاوز العقبات ـ وهي موجودة بالفعل ـ لابد وأن يتم عبر التحاور, فالكل في مركب واحد.
أما كلمة الرئيس السيسي في ختام المؤتمر بيومه الثالث فكانت شاملة جامعة لم تترك مجالا إلا وتطرق إليه الرئيس بشفافية تامة ومصارحة شديدة جمعت أداء الدولة المصرية في مشوار التنمية عبر سبع سنوات مضت وما تخطط له في مختلف القطاعات.
فلا يخفي ما تطرق له الرئيس, خاصة وأن الحضور يمثل كل قطاعات الدولة, والفترة التي تمر بها مصر فارقة في ظل الأزمة العالمية الحالية وتأثيراتها السلبية علي الاقتصادات في العالم المتقدم والاقتصادات الناشئة والنامية ومصر في القلب.
أهم المكاسب التي جنتها مصر من هذا المؤتمر هي الاستماع والإنصات والعرض الشفاف من جانب الحكومة لكل الخطط, وتسجيل الملاحظات الفنية والتقنية من جانب المشاركين من كل حدب وصوب. وهو ما تحقق, ويبقي أن تحمل الحكومة كل التوصيات (نحو 60 توصية) لكي تصاغ في شكل تشريعات وقوانين تترجم الزخم إلي تناغم من المؤكد أن يمثل دفعة قوية لإنجاز الطموحات التي تقع علي عاتق الحكومة وما أكثرها, سواء في المجال الزراعي بالتوسع في استصلاح مزيد من الأراضي والتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح والحبوب بهدف توفير خامات صناعة الأعلاف والحفاظ علي الثروة الداجنة والحيوانية وغيرها.
وكذلك في المجال الصناعي وتمكين الصناعة المحلية لكي تحل محل الاستيراد إلي حد كبير وتوفير العملات الصعبة ودفع الصادرات.
دون شك لو اكتسبت كل مشارب القطاع الخاص الثقة في الأداء الحكومي يكون المؤتمر نجح وحقق مبتغاه في جذب القطاع الخاص ليشارك ويقود التنمية من الآن فصاعدا.