أهلًا بكم فى نشرتنا البريدية الـ 216 من «الدستور Newsletter» والذي اخترنا أن نصدر غلافها باللغة الهيروغليفية ترجمة لـ"قمة المناخ" المنعقدة فى مصر، تعبيرًا عن الحضارة المصرية القديمة لكل ضيوف مصر من الوفود الأجنبية والعربية. 

خاصة أن مطالبات كثيرة على رأسها مطالبة المبعوث الرئاسي الأمريكي لشئون المناخ جون كيري، الاقتداء بالمصريين القدامى في حماية المناخ والحفاظ عليه واحترامه وإلا "سنواجه خطرًا داهمًا"، مشددًا على أن المصريين القدماء كانوا يحترمون كوكب الأرض، وكانوا يحترمون المياه والبحار وكل شيء، وبالتالي علينا ونحن في مصر الآن أن نحذو حذوهم.

يظن البعض أن مصطلح "التغيرات المناخية" حديث العهد وخاصة فى الآونة الاخيرة، إلا أن تقارير ووثائق وأبحاث أفادت بأن المصريين القدماء قبل آلاف السنين، أدركوا بسجيتهم أن الطقس والمناخ متغيّر، وأن عليه الاستعداد للتعامل مع تلك المتغيرات، وذلك على الرغم من أنه لم يكن للإنسان أي دور في التأثير على البيئة ولكنه فَهَم وعَرَف تقلباتها وكيف يواجهها.

هل حدثت تغيرات مناخية عند المصريين القدماء؟

 رئيسة جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية ديم مينوش، قالت إنه قبل 3 آلاف عام كان هناك نوع آخر من تغير المناخ لم ينجم عن غازات دفيئة لكن عن الانفجارات البركانية ما غيّر وجه العالم.

مينوش أشارت خلال الجلسة الرئاسية ضمن فعاليات قمة المناخ COP27، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى أن هذه الظاهرة أحدثت جفافًا ومجاعة واضطرابًا في مصر القديمة، لافتة إلى أن الفراعنة البطليموسيين في ذلك الزمن بذلوا جهودا كبيرة من أجل التكيف، وأشارت إلى أنهم أعطوا إعفاءات ضريبية ضمن رؤيتهم التي كانت لها أثر إيجابي لما يزيد علي خمسة عقود بعدها.

ونوهت مينوش بأن كل شيء انهار بسبب التغير المناخي، معتبرة أن الفرق بين الزمنين هو أن البشر هم السبب في التغير المناخي.

كارثة العصر البرونزي.. ماذا حدث؟

أظهرت أدلة أثرية جديدة كشفت عنها مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن الحضارة الفرعونية القديمة، تحضرت قبل 1250 عاما قبل الميلاد لظاهرة "التغير المناخي"، و"الاحتباس الحراري"، حيث كانت بداية تلك الظاهرة في الحضارة الفرعونية فيما يعرف بنهاية "العصر البرونزي".

وبحسب "نيوزوك" فقد سعى خلالها ملوك الفراعنة في حماية ملكهم وإنجازاتهم وإرثهم من أي مجاعة أو هجرة جماعية أو كوارث بيئية، خاصة، بعد كارثة كبرى ألمت بالبلاد في نهاية العصر البرونزي.

بدأت قصة الاكتشاف الجديد، بحسب "نيوزويك"، قبل 3 آلاف عاما تقريبًا، خلال القرنين الـ13 والـ12 قبل الميلاد، حينما وجه حكام الفراعنة بضرورة زيادة إنتاج الحبوب، وشحن كافة المنتجات الفائضة عن الحاجة إلى مناطق يعتقدون أنها ستكون الأكثر تضررًا، بالمناطق المحيطة بهم، وتقع حاليًا تلك المناطق في لبنان وسوريا والأردن.

ولم يتوقف الأمر عند إنتاج الحبوب، بل وصى ملوك الفراعنة أيضا بضرورة زيادة إنتاج سلالات الأبقار الأقوى والأكثر ملائمة للبقاء على قيد الحياة في أحلك الظروف وأقسى مناخ، كما أظهرت رفاة وعظام الحيوانات المستخرجة في تلك الفترة، أن الفراعنة كانوا يهتمون بتربية الأبقار أكثر من الأغنام أو الماعز، التي لا يمكنها تحمل تغير المناخ.

ورصدت أدلة أثرية، أن الفراعنة أيضا، قاموا بتزويج الأبقار على حيوان يدعى "زيبو"، ذي الأصول الهندية، والمعروف أنه أقوى وأكثر مقاومة لحرارة الجو والجفاف والطفيليات.

الوثائق والأدلة:

- في المتحف المصري بالتحرير تشير لوحة "كوم الحصن" إلى أن الملك بطليموس الثالث استورد بذور وحبوب للمصريين، عندما ضرب الجفاف البلاد ولم تكن هناك حبوب.

- أنشأ المصري القديم الآبار وغير ممارساته الزراعية ودشن "الشونة" للتعامل مع مفاجآت التغيرات المناخية، أدرك أيضًا أهمية الاستعداد لها بالكساء والدواء.

- "بردية إدوين سميث" و"بردية إبيرز" تؤكدان أن المصري القديم عرف أمراض الأنف والأذن والزكام، والتي لها علاقة بالطقس والمناخ ووضع لها بعض الوصفات العلاجية.

- دراسة نشرتها "المجلة الأمريكية لدراسات العصور القديمة المتأخرة" كشف عن محاولات من قبل المزارعين المحليين للتكيف مع الجفاف والتصحر في الأراضي الزراعية عن طريق تغيير ممارساتهم الزراعية.