تهديد الجماعات الانفصالية بالسلاح والتقسيم والدول العربية حاضر وبقوة على طاولة القمة العربية، ورُدّد على مسامع القادة الحاضرين من على أرض الجزائر، عندما تحدث الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، صراحة أن دولا عربية تعيش أوضاعا لا تهدد فقط أمنها واستقرارها، بل وجودها ذاته.
واعتبر أحمد أبو الغيط خلال كلمته بمناسبة انعقاد القمة العربية، الثلاثاء، أن الدولة الوطنية، ذات السيادة والاستقلال والقرار المستقل، تتعرض لهجمة شرسة في بعض أركان المنطقة بسبب الإرهاب والميلشيات والجماعات المسلحة، وأيضا من أطراف غير عربية.
وشدد أبو الغيط على أنه لم يعد مقبولا الإلقاء بأزماتنا العربية على كاهل مجتمع دولي ينوء بأحمال ثقال، وينشغل بقضايا أخرى ضاغطة وملحة، مبرزا أن “الإرادة العربية قادرة على التدخل الفعال لتسوية الأزمات العربية، إن هي استجمعت قوتها”.
ونجحت الدبلوماسية المغرب في تضمين مخرجات البيان الختامي الذي سيصدر اليوم الأربعاء، إدانة صريحة للتدخلات الإيرانية في المنطقة العربية وفي المغرب العربي خاصة ودعمها للجماعات المسلحة.
ويحمّل المغرب المجتمع الدولي مسؤولية تطور الأوضاع في حال عدم تصديه للجانب الإيراني، معتبراً أن إيران “هي الممول والداعم الرسمي للانفصال والجماعات الإرهابية عبر تسهيل حصولهم على أسلحة متطورة، فضلاً عن تدخل طهران في الشؤون الداخلية للدول العربية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق جماعات إرهابية مسلحة”.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن “المغرب بدوره يعاني مما تقوم به إيران من هذا التدخل، لذلك فنحن نعتبر أن إيران هي الراعي الرسمي للانفصال والإرهاب في الدول العربية”، مشيراً إلى أن “الدول التي تُمكِّن طهران من هذا النوع من الأسلحة عليها أن تتحمل مسؤوليتها لما تشكله من خطورة على سلامة وأمن عدد من الدول، خاصة أن هؤلاء الفاعلين غير الحكوميين لا يتوفرون على مسؤولية قانونية”.
ويضم الوفد المغربي إلى القمة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وسفير المغرب في مصر ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية، أحمد التازي، ومدير المشرق والخليج والمنظمات العربية والإسلامية بالوزارة، فؤاد أخريف، ورئيس قسم المنظمات العربية والإسلامية، عبد العالي الجاحظ.