محمد عبد الرحمن
عرف بشجاعته وتقدمه للصفوف، منذ بدايات ثورة ديسمبر المجيدة، ثم وقوفه في صامدا في ميدان الاعتصام أمام مباني القيادة العامة للقوات المسلحة، متمسكا بمطالب الحكم المدني الديمقراطي حتى لحظة الفض الغادرة، كما كان في مقدمة السيل الشعبي الذي اندفع إلى الشوارع في فجر 25 أكتوبر من العام الماضي، متصديا لانقلاب القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، حيث ظل يهتف باسم الوطن إلى أن اخترق رصاص العسكر عنقه في اليوم الثالث للانقلاب.
“استشهد “ياسين” برصاصة غادرة اخترقت عنقه، ولم تكتف بذلك بل لحقت ذات الرصاصة المتعطشة للدماء بـ”مروان جمال”، هكذا أعلنت لجان مقاومة المزاد اغتيال رصاصة لشهيدين، مؤكدة المضي في طريق إسقاط الانقلاب وتأسيس الحكم المدني الديمقراطي في البلاد وتحقيق القصاص العادل للشهداء.
كان ياسين مهموما بتحقيق الحراك الشعبي لغاياته، كما روى رفاقه عن همته العالية في التحضير والإعلان عن المواكب، وشجاعته في تقدمها، حاملا حلم جيله بإنهاء الحلقة الشريرة للانقلابات وأن يكتب تاريخ جديد للسودان يحرره من قيد الأنظمة الشمولية.
شهدت له الشوارع بنضاله المستمر لشهور خمسة بين الأحياء والشوارع، ورصاص الأمن، حتى لملمت هتافاته ورفاقه الحشود التي ظلت تتضخم حتى ملأت الشوارع ، وكانت مليونية 6 أبريل التي وصلت إلى مباني القيادة العامة بأمر الشعب والثوار، ثم إعلان الاعتصام الذي ظل ياسين ورفاقه يحرسونه تحت الرصاص حتى سقوط الرئيس المخلوع عمر البشير في 11 أبريل، وبعدها واصل الوقوف أمام خط النار يهتف مطالبا بالحكم المدني إلى أن نفذ العسكر مجزرة فض الاعتصام في 3 يونيو 2019.
“الشهيد ياسين كان من الناجين من المجزرة ومن ثوار بحري الذين واصلوا تصعيدهم الثوري ضد المجلس العسكري الانقلابي والذين خرجوا في 30 يونيو 2019 مؤكدين بأن الثورة ثورة شعب وإن السلطة شعب” يواصل رفاقه، مشيرين إلى أنه قبل كما الكثير من الثوار اتفاق الوثيقة الدستورية على مضض على أمل تفضي إلى الحكم المدني الديمقراطي.
بعد عامين من الشراكة الانتقالية، بدأت ملامح الانقلاب العسكري تتضح، ليكون الشهيد ورفاقه، من أوائل من استجابوا لنداء “هبوا لحماية ثورتكم”، لحظة اندفع الثوار إلى مقر لجنة إزالة التمكين بعد انسحاب أطقم الحراسة التابعة للشرطة، بالتزامن مع صناعة الداعمين للحكم العسكري لاعتصام القصر.
سارع “ياسين” يومها متقدما المواكب التي وصلت إلى مقر لجنة ازالة التمكين حيث انتشر مقطع مصور لـ”ألشهيد” وهو يرقص فرحا مع رفاقه هناك بعد تجمع حشود ضخمة في وقت وجيز تأكيدا على تمسك الشعب بثورته المجيدة.
لحظة إعلان الانقلاب، وجدت الشهيد ورفاقه في الشوارع، حيث أعلنوا التصعيد وشرعوا في بناء المتاريس، حيث ظل يقاوم ويهتف باسم الثورة إلى أن ارتقى شهيد برصاص قوات الاحتياط المركزي في تظاهرات 28 أكتوبر 2021.