إجراءات جادة وملموسة اتخذتها الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية، وضح تفاصيلها عدد من المتخصصين، لتعظيم الناتج الزراعي وتعزيز مستويات الاكتفاء الذاتي، كإقامة مشاريع زراعية عملاقة معتمدة على أحدث النظم الزراعية الرقمية، بجانب الاهتمام بالتصنيع، بما يحقق الأهداف المرجوة في خطة الدولة للتنمية المستدامة.

خطوات تحقيق الاكتفاء الذاتي

في البداية يقول الدكتور عبدالغني الجندي، عميد كلية الزراعات الصحراوية بجامعة الملك سلمان الدولية، إن خطوات الدولة المصرية في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الناتج الزراعي معروفة وموثقة، وهي ممثلة في المشروعات القومية كمشروع تطوير الري الحقلي في الوادي والدلتا لرفع إنتاجية وحدة الأرض والمياه.

عرف «الجندي» في حديثه لـ«الوطن»، مفهوم وحدة المياه قائلًا: «هي زيادة في الإنتاجية بأقل كميات من المياه كنتيجة مباشرة للاعتماد على نظم الري الحديثة أو ما يسمى بالزراعة الدقيقة والرقمية»، موضحًا أن جهود مصر في هذا الملف واضحة لأن المياه تتأثر بشدة بالتغيرات المناخية وهو ما راعته مصر.

4 ملايين فدان تعظم إنتاج الدولة الزراعي

يؤكد عميد كلية الزراعات الصحراوية، أنه من أبرز المحاصيل التي تعاني من العجز في مصر هي القمح والمحاصيل الزيتية، لذلك اهتمت مصر بهذا الأمر، بزراعة 4 ملايين فدان وهم مشروع توشكى ومشروع المليون ونصف فدان ونصف مليون فدان في الضبعة والدلتا الجديدة، موضحًا أن مشروعات الدولة تعظم الإنتاجية بما يقلل من الفجوة الموجودة.

نتائج إيجابية رصدها الدكتور عبدالغني الجندي، للـ4 ملايين فدان، أهمها زيادة المنتج الزراعي بنسبة 50%، بجانب مشروع 100 ألف فدان صوبة زراعية، والتي تعطي قدر إنتاجية نصف مليون فدان على الأقل من الأرض العادية، لأن الزراعات المحمية توفر قدر كبير من المياه وتحقق وحدتها، موضحًا أن المتر المكعب من المياه في الأرض المكشوفة ينتج 5 كليوجرامات طماطم لكن في الصوب ينتج  30 كليوجرامًا على الأقل.

ولفت عميد كلية الزراعات الصحراوية، إلى اهتمام الدولة بالمشروعات الزراعية الصناعية، وهي بمثابة قيمة مضافة للإنتاج الزراعي.

الاعتماد على الزراعات المحلية

يرى الدكتور أحمد جلال عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس، أن الدولة المصرية تبذل جهود حثيثة وقوية من أجل توفير احتياجات المواطن المصري والوصول إلى ما يسمى بالاكتفاء الذاتي من الناتج المحلي أي الاعتماد على الزراعات المحلية والتي نحقق في بعضها اكتفاء ذاتي مثل الأرز ومعظم الخضروات والموالح.

تحقيق اكتفاء ذاتي من السلع الأخرى، يتم بدراسة الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج لتلبية الاحتياجات، وبدأت الدولة في ذلك بالفعل، بحسب ما رواه عميد كلية الزراعة لـ«الوطن»، موضحاً أن الدولة اهتمت بزيادة الرقعة الزراعية والاستثمار في المجال الزراعي للوصول إلى معدلات ملائمة ومناسبة تحقق احتياجات المواطنين.

حدد الدكتور أحمد جلال، محاور تحقيق الاكتفاء الذاتي من الناتج الزراعي والتي تمثلت في زيادة الرقعة الزراعية، واستخدام التقنيات الحديثة في الزراعة لتوفير مياه الري والتصنيع الزراعي، لتوفير منتج في متناول محدودي الدخل، لافتاً إلى أهمية ترسيخ ثقافة الاكتفاء الذاتي في أذهان المزارعين، لبث روح الإنتاجية العالية عند المزارع لأنه ليس مسؤول عن نفسه فقط بل ملايين الأفواه لتوفير الاحتياجات الذاتي.

مصر تكتفي من الأرز والخضروات

يؤكد عميد كلية الزراعة، أن الأهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي هو الاستدامة الذاتية لتحقيق مفهوم الأمن الغذائي وشروطها الوفرة  وسهولة الوصول وتلبية الاحتياجات الغذائية، موضحا أن مصر لديها اكتفاء ذاتي من الأرز والخضروات.